كشف مجلس بسمة المحلي اليوم عن وجود حالتي كورونا في قراه، حالة في برطعة وأخرى في معاوية، كذلك كشف بالأمس مجلس دبورية المحلي عن 3 حالات، وفي يافة الناصرة حالة، وفي أم الفحم حالة وفي الناعورة كذلك، أما في طمرة فهنالك 6 حالات على الأقل، وفي سخنين 5 ودير حنا 5 والمغار 2 واكسال حالة ناهيك عن مدن أخرى، ورغم تعدد الحالات في البلدات العربية، إلّا أن الأرقام ما زالت منخفضة جدًا مقارنة بالنسبة العامة، وهذا يدل إما بأن الحالات في المجتمع العربي فعلًا قليلة، وهذا أمر مستبعد، أو أن الفحوصات لا تجرى كما يجب، وبالتالي لا يتم الكشف عن الحالات .

النائب أيمن عودة تحدث عن الموضوع قبل أيام، كذلك عدد من النواب العرب، وكتبت هآرتس عن الموضوع، كما كتبنا نحن في موقع "بـُكرا" ووسائل اعلام عربية أخرى، وبدوره الدكتور زاهي سعيد، وهو طبيب عائلة ومستشار مدير عام صندوق مرضى كلاليت، والناطق الطبي بلسان وزارة الصحة للإعلام العربي، قال أخيرًا أن عدد الحالات غير المكشوف عنها أكبر بكثير من عدد الحالات التي كشف عنها، وفق ما يتوقعه، وقال أيضًا اليوم أن في المجتمع العربي هنالك أشخاص يشعرون بأعراض الكورونا لن يخجلون من التوجه للفحص.
موضوع الخجل حقيقي وموجود، ففي مجتمعنا هنالك من يخجل من المجاهرة بإصابته أو إصابة أحد ذويه مرض السرطان، وهو مرض غير معدي، فكيف حينما يتعلق الأمر بمرض معدٍ وبحديث العصر؟ نعم هنالك من يخجل، ولكن معظم الناس لا يفكرون بهذا الشكل، وحجة الوزارة بأنها عندما افتتحت مركزًا للفحص في وادي عارة لم يأت الكثير من الناس إليه ولهذا اغلقته، حجة غير مقنعة، حينما يتواجد مركز الفحص ويبدأ بالعمل ويعرف المواطنون عنه، سيتوجه كل من يشعر بالأعراض حتمًا، فلا أحد يريد أن يكون مصابًا ويتطور المرض لديه دون علاج، والأهم، لا أحد يريد أن ينقل العدوى في حال كان مصابًا إلى أهله وذويه.

أحد المصابين بالكورونا، وحالته جيدة بحمد الله، قال لي أنه عندما بدأ يشعر بأعراض خفيفة بعد عودته من السفر، توجه لوزارة الصحة ولنجمة داوود الحمراء، لكنهم لم يهتموا لتوجهه، وكرر الأمر عدة مرات، ثم توجه وقال أنه يعاني من أعراض حقيقية للمرض، فدعوه للفحص، وبعدما تبيّن أنه مصاب، اتصلوا به وقالوا له أن يبقى في بيته، ومنذ وقتها لم يتصل به أحد، باستثناء الشرطة التي تفحص للتأكد من عدم خروجه.

وزارة الصحة تقول أنها وجهت المستشفيات وأمرتها بالاستعداد لـ5000 مريض على أجهزة التنفس، وتجهيز كل سرير ممكن تجهيزه لمرضى الكورونا، وفي كل تصريحات مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، يقول أنهم يتوقعون أرقام كبيرة في الأيام المقبلة، فأين يقع المجتمع العربي في هذه الخارطة؟ وهل من المعقول أن نحو 20% من المواطنين، تبلغ نسبة الإصابات بينهم من عدد المصابين الكلي في الدولة أقل من 1%؟ والسؤال الأهم، ماذا لو كان الكورونا قد تفشى في مجتمعنا، ونحن لا نشعر بالأمر، خصوصًا وأن مجتمعنا يعتبر مجتمعًا شابًا، ولدى الشباب أحيانا تكون الأعراض طفيفة، لكنهم ينقلون العدوى بشكل عادي؟
في الدول الأوروبية نسبة الوفيات عالية، لأن نسبة المسنين عالية، في مجتمعنا نسبة المسنين أقل، لكن نسبة الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري، وأمراض القلب وغيرها من الأمراض، عالية جدًا، وبالتالي، فإن الخطر الذي يحيط بنا، ليس بأقل من الخطر الذي ضرب دولًا كايطاليا واسبانيا.
في هذه الظروف، ليس أمامنا سوى الانتظار بأن تتغيّر الأمور نحو الأفضل، وأن نختبئ في بيوتنا، وأشدد على كلمة نختبئ، فالخطر حقيقي وموجود في الخارج وبالقرب منا .. وإن أفضل ما قد يحصل في هذه الظروف، أن تعلن الحكومة عن اغلاق كل شيء وعن حظر تجول، وهو أمر متوقع أن يحصل هذا المساء أو في أيام قريية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]