في اعقاب اعلان النائب من كحول لافان غدير مريح عن استيائها من المساعي الأخيرة التي قام بها غانتس والمتعلقة بانضمام حزبه "هحوسن" الى حكومة نتنياهو وخطوات أخرى قام غانتس الليلة بزيارة الى مريح وعلى ذلك عقب المحلل السياسي ايهاب جبارين قال بدوره ل "بكرا": في موقف شبيه لموقف زهير بهلول، أعلنت غدير مريح على استحياء تصريح أقرب ما يكون للاستقالة، من المبكر الحكم على مجريات الأمور مسبقا، لكنه ما تحاول أن تشير إليه غدير مريح هو تصريح لتزيد من سعرها أمام منتخبيها. انخراط الشارع الدرزي بالأحزاب غير العربية، هو رهين خطط ومشاريع سياسية أو أقله وعود واضحة لهذه الأقلية، وهذا تحديدا ما راهنت عليه غدير مريح في انخراطها السياسي مع كحول لافان، وأبرز هذه الخطوط كان إبطال قانون القومية.
ونوه: حكومة برئاسة نتنياهو، هو بمثابة ضرب بعرض الحائط لوعود أخرى نكثها غانتس لفئة معينة بنت عليه، ما تلقته غدير مريح كخيانة سياسية صريحة، والتي من الممكن أن تخرب على مسيرتها السياسية، فلا ننسى أن غدير مريح جلبت معها 25 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة، وهذا وزنها الانتخابي الذي تساوم عليه. من المسبق الجزم أن مسيرتها في كحول لافان قد انتهت، في ظل الانتحار السياسي وأحجار الدينامو الاي تناثرت من حول غانتس، أظنه قد يسرع ليرمم هذا الحجر، ونراه يجدد العهد مع غدير مريح. بالذات أن تصريحها يحمل في فحواه المهلة، وعادة السياسي يضع المهلة كنوع من التهديد وليس الجزم.
انضمام الان الى حكومة تحت قيادة نتنياهو يتعارض مع جوهر كحول لفان
الكاتب عودة بشارات رأى بدوره ان انسحاب النائبة غدير مريح من قائمة "حوسين" آلتي يرأسها غانتس، تتطلبها الظروف التي نشأت. فقائمة كحول لفان نشأت على أساس التصدي لنتنياهو بسبب ملفات الفساد ضده وبسبب تحريضه على العرب وعلى كل من يعارضه، وانضمامه الان الى حكومة تحت قيادة نتنياهو يتعارض مع جوهر كحول لفان وفي مركزها حزب حوسن.
ونوه: بالتالي يمكن القول ان مريح انحازت الى مبادئها ورفضت الانجرار وراء غانتس. ومن جهة أخرى فهذا الامر من الممكن ان يجر نواب آخرين من قائمة غانتس للانسحاب من الائتلاف المستقبلي وبالتالي سيهدد الامر مكانة غانتس في هذه الحكومة.
وجود أعضاء كنيست عرب في أحزاب صهيونية هو أمر غير صحي
محمد دراوشه مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك خطوة عضوة الكنيست غدير مريح، الانسحاب من حزب "حوسن ليسرائيل" الذي يرأسه بيني چانتس، احتجاجاً على خطوة الأخير بالانضمام الى حكومة بنيامين نتنياهو التي مارست العنصرية المنهجية على مدار سنوات، جاءت في مكانها. مريح تحفظ بذلك ماء وجهها وماء وجه العرب، وخاصةً الاف الدروز الذين صوتوا لحزب كاحول-لاڤان، مصدقين وعود الانتخابية، وخاصةً الوعد بعدم التذيل خلف نتنياهو ودعم بقائه بالحكم. نتنياهو واجه العرب ومن ضمنهم الدروز بكل أشكال التحريض والعنصرية التي وصلت حد التشريع القانوني وتوج ممارسات سنواته العشر الأخيرة بقانون العنصرية البغيض.
واكد: موقف غدير مريح هو موقف يُشهد لها، ولكنه يذكرنا بأن وجود أعضاء كنيست عرب في أحزاب صهيونية هو أمر غير صحي. فقد ذاق من نفس الكأس الكثيرون، الذين وصلوا الى القناعة ان لا يمكنهم الحفاظ على كرامتهم، والتبذل في احزاب الجنرالات في الاحزاب الصهيونية. كان رابين هو من دفع بعضو الكنيست عبد الوهاب دراوشه الى الاستنتاج ان حزب العمل لا يتسع لعربي مع انتماء لشعبه، ليخرج طارقاً الباب خلفه. وكلنا شهدنا تجربة زهير بهلول في حزب العمل، حيث تم تهميشه، وتفضيل التوجه يمينا على حساب علاقته مع حزب العمل، ومؤخراً رأينا ما آل اليه عيساوي فريج من حزب ميرتس، حيث دفعه حزبه الى موقع متأخر في القائمة، مفضلاً شخصيات عسكرية ويمينية لاهثاً خلف الإجماع الصهيوني الذي يسيطر على السياسة الاسرائيلية.
وأضاف: لا مكان للعرب في الأحزاب الصهيونية، ولن يحسبوا لجمهور مصوتيهم العرب اي حساب. انا مع الشراكة اليهودية العربية، ولكن يجب ان يكون ذلك على أساس الندية والمساواة، وليس التذيل والخضوع لإملاءات ومواقف متخاذلة مع الطروحات اليمينية.
دخلتُ المعترك السياسيّ من أجل الدفاع عن مبادئ الاستقامة
مدير المركز اليهودي العربي للسلام بجفعات حبيبة والناشط السياسي سامر عثامنه وصف أن محيط السياسة في كل بلاد العالم عامة وبدولة إسرائيل بالخصوص زاخر بالألاعيب والمراوغات والتقدم والتراجع عن المبادئ والأخلاقيات التي من أجلها خاضت الكثير من الشخصيات والأحزاب المعترك والحلبة السياسية وروجتها بقوة بحملاتها ودعاياتها الانتخابية. من هنا يقول السيد عثامنه انه علينا ان نثير سؤالاً يتعلق بعلاقة السياسة العملية بالأخلاق والمبادئ. بعبارة أخرى هل ينبغي على من يعملون بالسياسة أن يتمسكوا بالقيم الأخلاقية التي تحض على سبيل المثال على عدم ممارسة الكذب على الناخبين والامتناع عن المراوغة بكل ما يتعلق بالمبادئ والثوابت التي روجوها قبيل انتخابهم ودخولهم عالم السياسة. اليوم أجابتنا على هذا السؤال عضوة الكنيست وحزب كاحول لفان أبنة دالية الكرمل السيدة غدير مريح أنها من الصنف الذي لن يتنازل عن مبادئه وثوابته وبيانها اليوم عبر صفحتها بالفيسبوك الذي ينص على عدم تقبلها انضمام رئيس حزبها غانتس لحكومة وحدة وطنية مع بيبي نتنياهو بقولها "دخلتُ المعترك السياسيّ من أجل الدفاع عن مبادئ الاستقامة والحرية والمساواة والنّزاهة، ونيل الحقوق بنضالٍ شريف ومستقيم وما فعله غانتس أمس هو عمل جبان وغير مُبرّر وغير مسؤول ولن أبيعَ مبادئي مقابل أي وظيفة أو وزارة. استقامتي ومبادئي هما نضالي وهُويتي ولن أتنازل عنهما بأي شكل من الأشكال." لقد أثبتت السيدة غدير أنها لن تكون قسم من عملية الغدر التي قام بها غانتس وحزبه اتجاه ناخبيهم وانها لن تجلس بوحدة مع رئيس حكومة متهم بقضايا فساد. موقفها هذا يجسد السياسة الجديدة التي نحتاجها بالبلاد لكي نعزز ثقتنا بممثلينا بالبرلمان ممن اخترناهم ولتكن سياسة نظيفة وبعيدة عن الكذب على الناخب.
غانتس خذل شركاءه
الخبير في الشؤون الإسرائيلية عبد اللطيف حصري قال: هناك من اعتقد في قيادة أزرق أبيض، أن وصول سيدة عربية معروفية الى الكنيست سيكون كافيا لسد ثغرة سياسية واجحاف سنوات بحق الطائفة المعروفية، ومن الضرورة بمكان رؤية خطوة السيدة مريح بسياقها السياسي العام، ومن هنا تبع أهمية ما ذهبت اليه بحديثها عن قانون القومية وليس فقط ملفات فساد نتنياهو العالقة.
وقال: غانتس خذل شركاءه وناخبيه، فقد خاض جولة ثالثة من الانتخابات تحت شعار انهاء حقبة الفاسد من شارع بلفور، وفي ساعة الحسم فزع وارتعب من فكرة الشراكة أو حتى الاعتماد على الصوت العربي، وفي ذلك إهانة مضاعفة للسيدة مريح باعتبارها ممثل شريحة واسعة من مصوتي ازرق ابيض، فمن الطبيعي ان ترفض خطوة غانتس غير المبررة، سيما وان دخول حكومة برئاسة نتنياهو وشراكة أقطاب اليمين الفاشي تعني الإمعان في سياسة التمييز العنصري وهدم البيوت وخنق البلدات العربية، ناهيك عن تغولها الاستيطاني وحرق كل بادرة للسلام.
[email protected]
أضف تعليق