في ظل تفاقم ازمة فايروس كورونا يستمر موقع "بكرا" بالحديث مع مختصين ومسؤولين في المجتمع العربي حول نصائح ممكن اتباعها على كافة الجوانب لعبور هذه المرحلة بسلام، د. إبراهيم حجازي المختص النفسي وقيادي في القائمة الموحدة والمتابعة ناشد الناس البقاء في بيوتها بالرغم من توقف الامطار لان كسر العزل يعرضهم للخطر وقال: كل المنظومة الطبية تتحدث ان الأكثر عرضة للإصابة بكورونا والتضرر هما شريحتان اساسيتان، كبار السن والأشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة ما يؤدي الى مناعة سيئة لديهم، لذلك فان موضوع العزل والتقييدات وتنفيذ التعليمات مهم جدا، وعلينا ان نساهم ان لا نمرر كورونا الى هذه الفئات وان لا نعرضهم للخطر وهذا يتطلب منا كمجتمع متكافل ان نتحمل مسؤولية شخصية جماعية للحد من انتشار كورونا وان لا نعرض هاتين الشريحتين للخطر، وبالنسبة لموضوع العزل للكبار والاهل ما من شك ان كسر الروتين ونهج الحياة مثل العمل والتنزه والصلاة، وتغييره مرة واحدة يؤدي الى ردود أفعال مختلفة لدى الناس، منها من يتقبل الموضوع بشكل مباشر وواضح بان هذا التغيير يؤدي الى السلامة والحد من انتشار كورونا ويتبع منهج جديد بالرغم من الألم الموجود، والالم النفسية.

احذروا من الخروج للتنزه هذه الفترة وكسر العزلة

وتابع: البعض يأخذ المسألة بحالة انكار، ويرفضون التصديق بانه ممكن ان يصلهم المرض ويرفضون اتباع التعليمات وبناء عليه يصبح هناك كسر لحالة العزلة والتعليمات، وفي هذه الحالة على الأشخاص ان يعرفوا انهم يستعملون الحيز العام المشترك واحتمالات انتقال فيروس كورونا من بلد لبلد جدا عالية وعلى من يعيش بحالة انكار ان يعرف ان الامر ليس بسيطا ويجب التعامل معه بقمة الجدية واتباع المنهج الجديد للتعليمات الصارمة وان تلتزم الناس بيوتها ولا تخرج منها بدون حاجة، لان حفظ النفس هو في اعلى سلم المقام.

كما تطرق الى الجانب النفسي للأزمة وقال: الانسان في الحالة النفسية الشعورية يمر معها بمراحل مختلفة ويتقبلها أيضا بشكل مختلف، حالة الهلع توجد في الازمة والحالة الطارئة المجهولة أسبابها وغير معلومة، هذا الفيروس هو غير مرئي ولا نعلم طبيعته او حقيقته بالإضافة الى اننا لا نعلم كم سيستمر معنا، خصوصا في الإجراءات المتطرفة في العالم لمعالجة كورونا والاشاعات المتسمرة يسبب الشعور بالذعر والهلع الغير مبرر وعقلاني ممكن أحيانا ان يضر الناس، مثل التجمع في المجمعات التجارية ما يشكل خطر انتقال الفيروس بين الجماهير الى جانب غياب المعلومات والمصادر الموثوقة عند البعض ومع مرور الوقت الناس تحاول ان تكسر التعليمات خصوصا بعد ان يتوقف الشتاء ويصبح الطقس دافئ فيبدأ الناس بعد ان يتكيفوا مع الازمة بالخروج الى الطبيعة والتنزه وكسر عزلتهم وهنا الخطر، بالرغم من العمل على الحد من الانتشار فان الناس تكسر العزلة وتحاول ممارسة حياتها بشكل طبيعي وهنا الخطر لان الفايروس انتشر اكثر من البداية وممكن ان يشكل خطرا اكبر لذلك يجب الاستمرار بالتقيد بالتعليمات وعدم الخروج من البيت الا في الحالات الاضطرارية لسلامة ابناءنا ومجتمعنا.

خدمات الطوارئ في المجتمع العربي غير متوفرة بشكل كافي
د. نهاية داوود، وهي باحثة ومحاضرة بالصحة العامة في جامعة بن غوريون بالنقب وعضو اللجنة القطرية لمتابعة القضايا الصحية بالمجتمع العربي. مؤسسة منظمة الصحة العامة بالمجتمع العربي قالت بدورها ل "بكرا": اجتمعنا مؤخرا مع أعضاء الكنيست العرب ومختصين في مجالات مختلفة منها الامراض التلوثية انا وبروفيسور بشارة بشارات وقد طرحنا اهم القضايا التي تواجه المجتمع العربي المتعلقة بكورونا لأننا نعتبره مجتمع يواجه خطرا اكبر من اليهودي لعدة أسباب منها ان نسبة الإصابة بكورونا تكون اعلى للمرضى المزمنين ونسبتهم كبيرة في المجتمع العربي حيث هناك امراض كثيرة مثل القلب والاوعية الدموية والسكري، كما تطرقنا الى كل مسألة الخدمات الصحية والبنية التحتية لهذه الخدمات ومدى توفرها بشكل كافي لمواجهة المرض اذ ان لجنة الطوارئ موجودة في الشمال وقسم في الجنوب وأيضا يعانون من مشاكل بنقص الخدمات الصحية واشرنا أيضا الى خدمات الطوارئ في المجتمع العربي الغير متوفرة بشكل كافي، نعلم بوجود سيارات اسعاف خاصة وليست جماهيرية مثل نجمة داوود الحمراء التي يجب ان تعطي خدمات فحص كورونا، ان تصل الى البيت وتفحص المواطن وتعمل على عزله، إضافة الى مبنى المجتمع العربي والاكتظاظ الذي نعيشه كما اننا مجتمع حميم وهذا كله ممكن ان يسبب بنقل الفايروس بسرعة بالإضافة الى الزيارات والاعراس ما يجعل المجتمع اكبر عرضة للإصابة بالفايروس وأيضا عدد الافراد في العائلة ممكن ان يسبب نقل عدوى اسرع، كما ان وضع الفلسطينيين في الداخل صعب جدا من الناحية الاقتصادية، والامر ممكن ان يسبب ازمة مضاعفة لبعض العائلات التي تضررت من حالة الطوارئ الحالية بسبب عدم وجود معاش خلال هذه الازمة، كما اشرنا الى أهمية تدخل السلطات المحلية وفحص خدمات الطوارئ لديها ووجود رعاية للأشخاص والعائلات التي تعاني من وضع صعب وموجودة في حجر وعزل ومسألة المسنين وكيفية التعامل معهم والمحافظة على سلامتهم خصوصا وان جهاز المناعة لديهم ضعيف وامكانيات الإصابة عالية ونسبة الوفاة تكون عالية وعلينا ان نحمي هذه الشريحة.

نسبة 90% من الناس سيصابون بالكورونا

وتابعت: بكل الأحوال نسبة 90% من الناس سيصابون بالكورونا ومن 80-85% سيطورون اعراض خفيفة مثل رشح وحرارة عالية وممكن ان لا يكون لديهم أي علامات للفايروس، بينما نسبة بين 8-12% سيعانون من التهاب رئوي ويطورون المرض بشكل اصعب ونسبة 4% سيطورون المرض بشكل اكبر ويحتاجون الى علاج مكثف وغرفة انعاش، وبكل الأحوال ازمة الكورونا كشفت عن ازمة معينة في الجهاز الطبي في كل دول العالم حيث لا يحصل على ميزانيات كافية، وفي وضع طوارئ الجهاز الصحي يحتاج الى جهد مضاعف يظهر ان الجهاز الصحي في البلاد وضعه صعب جدا ونلاحظ ان الطواقم الطبية لا تملك ابسط الأمور والوسائل لحماية انفسها مثل الكفوف والكمامات ومواد تعقيم كافية ما يفتح إمكانية عدوى اكبر، خصوصا ان نسبة عالية من الأطباء من العرب وممكن ان ينقلوا المرض الى المجتمع العربي اذا لم يراعوا وسائل الحذر والوقاية، وعزل المرضى عن المعافين من خلال الفنادق التي بنتها وزارة الصحة هو امر مهم جدا، مثل بلدان كثيرة بالعالم منها الصين التي قامت ببناء مستشفيات لتعزل المرضى عن المعافين وتضمن كميات اكبر من الأشخاص الذين لن يصابوا بالكورونا، إضافة الى الكشف المبكر عن المرض من خلال الفحوصات التي تقوم بها الدولة وعزل الأشخاص المصابين، عموما على الجمهور ان يعي انه مسؤول عن حماية نفسه وان لا يتجمهر ويلتزم في البيت ويبتعد عن الشخص المريض وان يتحدث مع طبيبه بالهاتف دون التوجه للخدمات الصحية لمنع الإصابة او من خلال الانترنت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]