الوضع الدستوري في اسرائيل اليوم موجود في حالة غير مستقرة على الإطلاق ،ووظيفة البرلمان بشكل عام وبالذات في حالة طوارئ مثل الحالة التي نعيشها اليوم هي مراقبة كل خطوات السلطة التنفيذية. ولكن ما نلمحه اليوم بان رئيس الحكومة بنيامبن نتنياهو يستغل هذه الفترة ويعتمد نهج مخالف تماما للديمقراطية.

عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع محمد دراوشة، مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چڤعات حبيبة الذي قال:" نتنياهو يستمر بالانحدار العنصري في محاولاته الإفلات من طائلة القانون، والتشبث بمقاليد الحكم ضارباً بعرض الحائط كل الثوابت الديمقراطية، ومحطماً للقيم الاجتماعية التي يجب اعتمادها حتى في احلك الظروف".

نجاة نتنياهو في ظل نظام ديمقراطي هي أمر مستحيل

وأضاف دراوشة:" من الواضح ان نتنياهو لا يخشى تفسير مواقفه على انها عنصرية، لأنه يستند الى قاعدة جماهيرية عنصرية تؤيد مواقفه. ولذلك تضحيته بالمواطنين العرب تظهر، وعلى ما يبدو، انها استراتيجية ناجحة حتى الآن. نجاة نتنياهو في ظل نظام ديمقراطي هي أمر مستحيل، ولن يتمكن من الفَلات من المحكمة، بالرغم من انه نجح في تأجيلها حتى الآن. ولذلك يحاول نتنياهو تفتيت النظام الديمقراطي وإعادة تركيبه ليتلاءَم مع مصلحته الشخصية. هكذا يتم بناء نظام دكتاتوري، تحاول فيه سلطة نتنياهو التنفيذية التحكم بالجهاز القضائي والجهاز التشريعي بالرغم من انهم لا يملكون أغلبية في الكنيست، وبالرغم من انه خسر ثلاثة جولات انتخابية. كل هذا لكي يحصل على حصانه، لانه يعرف ان التهم التي سيواجهها ستودي به في السجن لا محالة".

قاعدة تقسيم وحكم Divide And Rule,

واردف مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چڤعات حبيبة:" نحن العرب في البلاد عانينا من سياسات تهميش وتمييز ما قبل نتنياهو، ولكن نتنياهو يستعملنا ككبش فداء سياسي، لكي يحكم بأقلية يمينية من خلال سحب شرعية مواطنتنا وإنسانيتنا. هذا النهج اتبعه رؤساء سابقون في أنظمة حكم مطلق، مبنية على قاعدة تقسيم وحكم Divide And Rule, ولكن مثل هذه الأنظمة المعاديه للشعوب، والخادمة لثُلَّة صغيره لا تدوم، ومصيرها دائماً كان السقوط، والنسيان".

واختتم:"كلما اسرعنا بالتخلص من نتنياهو، كلما اختصرنا وقصرنا مسيرة العنصرية والتهميش وسلب شرعيتنا. القائمة المشتركة قامت ببعض الخطوات الإيجابية بهذا الاتجاه، ولكن لن تنجز المهمة بدون تنظيم تحالفات مع جهات سياسية يهودية لنحصل على أغلبية صلبة لاستعادة مكانتنا المدنية، وحقوقنا كمواطنين وبشر متساوون".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]