أصدر "ائتلاف المنظمات المناصرة للديمقراطية" بياناً صحفياً بشأن ما وصفه بالمظاهرة الافتراضية الأولى الأضخم في إسرائيل بمشاركة ما يزيد عن نصف مليون شخص من جميع أنحاء البلاد تحت شعار "نكافح دفاعاً عن البيت – من البيت"، وأجمعوا على ان هذا "كفاح من أجل الديمقراطية – وسننتصر". 

وجرت المظاهرة بعد ساعات خروج السبت، وشارك فيها الائتلاف المذكور المكون من: حركة "دركينو – طريقنا"، الحركة من أجل جودة الحكم والسلطة، التحالف الإسرائيلي، وجمعيات ومنظمات أخرى، وذلك بمبادرة وتنظيم المدير العام لحركة "دركينو – طريقنا"، يايا بينك، الذي أعلن انه "في هذه الفترة بالذات، حين يحظر علينا التجمع والتلاقي، هنالك من يستغل باستهتار وفي عتمة الليل، هذا الشرخ من أجل المساس بالأسس التي أقيمت الدولة عليها، ومن واجبنا ان نسأل انفسنا: كيف يمكننا رغم الفصل الجسدي بين المواطنين – أن نصون قوتنا كمجتمع لمحاربة هذا الشر سوية". وأضاف ان من المؤسف تنامي مظاهر التحريض والعنصرية في السنوات الأخيرة "خلافاً لتعاليم التوراة" – كما قال – مدللاً على ذلك بقول نتنياهو مؤخراً ان النواب العرب غير مسموح لهم بأن يرئسوا لجاناً في الكنيست.

"المتهم لا يستطيع ان يكون قائداً"


وفي مداخلته، قال الرئيس السابق لجهاز الشاباك، يوفال ديسكين، ان شخصاً متورطاً بتهم جنائية وتجاوزات موصومة بالعار لا يمكن ان يكون مقاتلاً او قائداً في اية هيئة امنية، ونجد انفسنا في هذه الأيام في أوج أزمة صحية وطنية خطيرة بينما نحن عالقون مع متهم جنائي نجح قبل يومين من افتتاح محاكمته بان يغلق المحاكم بامر طارئ، وبعد ذلك، وبغطاء من الأزمة نراه يشل الكنيست، ولا توجد دولة في العالم تستطيع ان تواجه أزمة كهذه بينما السلطتان القضائية والتشريعية مشلولتان بمواجهة السلطة التنفيذية. 

وقال الرئيس السابق لجهاز الموساد، افرايم هليفي، في مداخلته ان استخدام أنظمة الطوارئ الانتدابية هو بمثابة المدخل الذي يلغي الحاجة الى إدارة شؤون الدولة بشكل منتظم، وليس مواطنين، وهو واقع خطير يتمثل باستخدام الشرطة لتطبيق الأوامر الطارئة ضد المواطنين.

"ضجيج الفيروسات" ...

أما قاضي المحكمة العليا المتقاعد، اليكيم روبنشتاين فقال في مداخلته " ان الجهاز القضائي والمحكمة العليا والمستشار القضائي للحكومة والنيابة العامة – جميعها عوامل ضرورية في النظام الديمقراطي، في حين ان سلطة القضاء هي واحدة من سطات الحكم الثلاث ويعتبر المساس بها انتقاصاً لمناعة الديمقراطية، وليس من واجب السلطة والنظام الديمقراطي التزام الصمت وسط ضجيج الفيروسات. وانني اناشد رئيس الكنيست ان من واجبه ان يسمح بإقامة المؤسسات البرلمانية".

وقال رئيس الحركة من أجل جودة الحكم والسلطة، المحامي اليعاد شراغا "ان هنالك مرضاً أسوأ وأشد فتكاً من مرض الكورونا، وهو مرض الفساد، فالمرض يختفي بعد مدة، بينما يبقى الفساد الذي يمكن ان يهدم أسس السلطة في الدولة، ويجلب الخراب".

"ديموكتاتورا"...

وفي المداخلة التي القاها احد منظمي المظاهرة، وهو المدير العام للتحالف الإسرائيلي، شاي كوهن، قال ان انصار الديمقراطية لن يسلَّموا بتدمير مؤسساتها تحت غطاء الكورونا. وأضاف: ندعم الإجراءات التي تحافظ على صحة المواطنين لكن لن نسمح بخداعنا وبتحويل الدولة الى "ديموكتاتورا"، وعلينا ان نناضل بالطرق والوسائل المتاحة برلمانياً وشعبياً لضمان عدم طمس ودوس الديمقراطية تحت غطاء التعليمات الموجهة الى المواطنين".

وقد افتتحت البروفيسور يفعات بيطون المظاهرة بالقول انه لا حياة للحكومة بدون برلمان ينشط في تشريع القوانين، وقوتها مشروطة بوجود برلمان يقوم بواجباته وتستمد الحكومة قوتها منه. وأضافت ان ضعف الحكومة الراهنة يجعل من منع تشكيل اللجان البرلمانية وانتخاب رئيس دائم للكنيست – اجراءاً يلحق ضرراً فادحاً بنظامنا الديمقراطي.

"حكم الشعب لا يتحقق بالتخويف والتهديد"!

وتولت عرافة المظاهرة الافتراضية الإعلامية المعروفة لوسي هريش، وقالت في مداخلتها " ان المعنى الحقيقي لحكم الشعب لا يتمثل بالتخويف والتهديد والكراهية والعمياء وكمّ الأفواه التي تعبّر عن آراء مغايرة، بل يتمثل بالوحدة وبتقبل الاخر والتكافل والتعاضد الجماعي". ودعت جميع الفرقاء، من اليمين والوسط واليسار الى العمل على خدمة مصالح عامة الشعب وليس مصالحهم هم. ودعتهم كذلك الى التوقف عن التخويف والترهيب، والى إيجاد عوامل الوحدة، ووضع مصلحة الشعب على رأس سلم أولوياتهم . 

وأجمع المشاركون في ختام المظاهرة على ان الوضع الراهن في البلاد هو حالة طوارئ وأيام عصيبة ومعقدة، لكن يمكن التغلب عليها، كما جرى في أزمات وجودية وتهديدات اقتصادية خطيرة ومعضلات اجتماعية كادت تفتت كيان الدولة "لكن لم يحدث أبداً في أية حالة طوارئ ان اتخذت إجراءات حادة وخطيرة الى هذه الدرجة ضد الديمقراطية، فالحكومة تتخذ إجراءات تشكل تهديداً حقيقياً لحقوق مواطنيها بسبب انعدام الرقابة القضائية والبرلمانية" – حسبما جاء في البيان الذي اختتم بالشكر الجزيل للطواقم الطبية وجميع الجهات التي تكافح فيروس الكورونا "حفاظاً علينا من خطر الوبأ العالمي، ومن واجبنا كمواطنين ليس فقط ان نساهم في هذا الجهد، بل كذلك ان نحافظ على نظامنا الديمقراطي".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]