قالت وزارة العدل الإسرائيلية اليوم إن محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهم فساد تأجلت لشهرين بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا. وأضافت الوزارة أن المحاكمة، التي كان من المقرر أن تبدأ في 17 مارس آذار بقراءة لائحة الاتهام بحق نتنياهو في ثلاث قضايا فساد، ستعقد في 24 مايو أيار بسبب التطورات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا.

يأتي اعلان الوزارة في اعقاب التوقعات بتأجيل محاكمة نتنياهو الذي حرص على تغيير القوانين لصالحه من خلال تزويد جهاز القضاء الي يعتبر زعمائه من الداعمين له بالصلاحيات الكاملة واستمراره في تهويل الازمة الصحية واستغلال كل المستجدات لصالحه حفاظا على بقائه في الحكم.

قرار سياسي خطير

الناشطة الاجتماعية والسياسية د. رنا زهر رأت ان تأجيل محاكمة نتنياهو هو بيت القصيد من أغلب الإجراءات الذي أعلن عنها من إغلاق مرافق حيوية وعزل بيتي لكل السكان.

وتابعت: تقليل عدد التجمعات البشرية من خمسة آلاف اولا، ثم إلى مئة ومن ثمة إلى عشرة كان بسرعة كبيرة لا مبرر لها. صحيح أن الفيروس بانتشار ولكن بشهادة أطباء وأخصائيين بقنوات الاخبار المختلفة، وضعية البلاد تختلف عن ايطاليا أو الصين ولا يمكن المقارنة، الحذر واجب ولكن السؤال هل خطوات الحكومة بقيادة نتانياهو مدروسة ومبنية على أسس طبية ام سياسية فقط؟. عدا عن ذلك، لم يتم الإعلان عن إغلاق المحاكم بالأمس، ولا قبله. هذا القرار هو بصلاحية من؟ قطعا ليس من صلاحية وزير القضاء اوحانا. هل هناك صلاحية لوزير القضاء بإغلاق المحاكم؟ لا. علما أن قانون الطوارئ بالبلاد الذي سن عام 1991 يعطيه الحق بذلك فقط في حالة واحدة، إذا ما تبين بما لا يقبل الشك أن هناك خطر أمني وفوري على المحاكم. قرار وزير القضاء سياسي بامتياز وعلى ما يبدو فإنه منسق مع نتانياهو، والأهم أنه تم دون الإعلان عنه، بالخفية، منعا لإثارة البلبلة أن إغلاق المحاكم هو مساس بحقوق الإنسان الأساسية للجوء للقضاء، وبشكل غير مبرر. كان باستطاعة وزير القضاء تحديد عدد الحاضرين بالجلسة، وليس ابطال المحاكم.

ونوهت ل "بكرا": هذا قرار سياسي خطير. وحتى شهر أيار (موعد محكمة نتانياهو الجديدة) سيخلق نتانياهو ألف عذر ليلغيها. ان استغلال أزمة الكورونا بهذا الشكل الوقح يؤشر للجميع بأن نتانياهو خطر وعلينا العمل على تنحيته وتقديمه للعدالة بأسرع وقت. على القائمة المشتركة أن تكون ضلعا فاعلا في هذه النتيجة المرجوة.

استغل المؤتمرات الصحفية ليزرع الفزع وكل هذا تجند لصالح نتنياهو

المحلل السياسي إيهاب جبارين قال: لم يكن بالأمر المفاجئ ان يتم تأجيل محكمة نتنياهو ليس فقط في ظل الظروف المماثلة بل ما قبل ذلك، نتنياهو عمل جاهدا على تأجيل محكمته خصوصا انها تكون قبل يوما واحدا بعد قسم اليمين في الكنيست من جهة ومن جهة أخرى كانت ستكون اما بعد ان يتسلم غانتس او ان يتسلم هو نتنياهو التوصية من رئيس الدولة لتشكيل الحكومة، وبالتالي كان هذا ليشكل عائقا ويرسم انطباع سلبي تجاه نتنياهو حول كيفية ادارته الحكومة في ظل الملفات والمحاكمات التي ستواجهه في السنوات القادمة وبالتالي كان من الممكن ان يشكل ضغط من جهات معينة على غانتس وشركائه لتشكيل الحكومة لأنه بدون ادنى شك فان صورته الانطباعية ستكون سلبية ويقضي ساعات في أروقة المحاكم على الأقل مرتين في احسن الحالات شهريا، لذلك هو طلب تأجيل المحاكمة الا ان طلبه مبدئيا قوبل بالرفض لكن ازمة الكورونا لعبت دورا لصالحه.

ونوه: الهول المفتعل من هذه الازمة ممكن ان يكون طبيعي ومطلوب وممكن ان يكون مبتذل من قبل نتنياهو وشركاؤه لكن النظر حول العالم يعرف ان هناك بصيص مما يحدث من هذا الفزع الا انه بدون ادنى شك فان المجتمع الإسرائيلي هو يهوى ان يعيش دور الضحية ويفزع بسهولة، على غرار ذلك استطاع نتنياهو ان يستغل ذلك ويزيد من فزع المواطنين، حجر صحي وإجراءات حكومة طوارئ، بالإضافة الى العروض التي كان يقدمها نتنياهو على الاعلام حيث تمركزت اغلبها في كيفية استعمال المحارم كان بالإمكان اختصارها بمؤتمر صحفي واحد لكنه استغل المؤتمرات الصحفية ليزرع الفزع وكل هذا تجند لصالح نتنياهو، هو زاد من الهلع ليجند الأمور لصالحة وكذلك إجراءات الطوارئ في المرافق العامة والخاصة كان هدفها واحد تأجيل محاكمة نتنياهو.

وختاما قال: نتنياهو يأخذ قضايا حياتية مهمة ملحة ويجندها لصالحه في نهاية المطاف وهذا ما جرى في ظل ازمة الكورونا، من خلالها استطاع ان يخرج من مأزقه ويضع غانتس في الزاوية ويحرجه امام الرأي العام ويجنده لصالحه.

قرار تأجيل محاكمة نتنياهو يثبت عدم اهليته بالاستمرار بمنصبه

الناشط السياسي والحقوقي رضا عنبوسي قال ل "بكرا": نتنياهو وحكومته يستغلون ازمة الكورونا استغلالا سياسيا ويعلق على ارض الواقع العملية الديموقراطية برمتها. للأسف تصريحاته وقرارته لا تواجه بمبادرات موازيه من قبل المعارضة ورئيسها. قرار تأجيل محاكمة نتنياهو يثبت عدم اهليته بالاستمرار بمنصبه وهو يضر بثقة المواطنين بالمؤسسات الحاكمة والقرارات الصادرة من قبلها.

ظهور نتنياهو المتكرر بمؤتمرات صحفية هي اشبه باستعراض للتأثير على الجمهور

الناشط الاجتماعي رضا جابر قال: لست متفاجئا من استغلال الوضع العام الصحي وتأجيل محاكمة نتنياهو. ظهور نتنياهو المتكرر بمؤتمرات صحفية هي اشبه باستعراض لوضع الجمهور تحت تأثير انطباع ان نتنياهو يدير معركة مماثلة لمعركة امنية وليس فقط ازمة صحية. استدعاء الادوات الامنية واللغة الامنية التي استخدمها كلها ايحاءات باننا امام وضع استثنائي كل شيء جائز فيه. كان المشهد جاهزا نفسيا للجمهور لقرار تأجيل المحكمة وجاهزا لتشكيل حكومة طوارئ ايضا. لذلك هذا الاستخدام الساخر والمكشوف للازمة هو أحد مشاهد السقوط السياسي للحالة في اسرائيل والتي تمر بمرحلة تبدو مؤسساتها تمر بمرحلة تسييس للدفاع عن نظام لحزب الفرد الواحد وليس للدفاع عن الدولة.

استغلال واستخدام اعتباطي وغير أخلاقي لجهاز المحاكم

الحقوقي علي حيدر يعتقد ان نتنياهو الفاعل المركزي من وراء الكواليس من اجل الوصول الى هذه النتيجة التي بسببها تم تأجيل محكمته وباعتقادي انه هو من هيأ ظروف وشروط لخلق هذا الجو من خلال السماح لوزير القضاء بتوسيع صلاحياته بما يخص حالة الطوارئ ومن ثم اتخاذ القرار بشأن احالته على نظام المحاكم في إسرائيل وبالتالي كانت نتيجة متوقعة بإلغاء المحكمة، هذا استغلال واستخدام اعتباطي وغير أخلاقي لجهاز المحاكم وخصوصا انه تم بشكل تدريجي تقليص عدد الأشخاص الذين يجتمعون في مكان واحد.

وتابع: الهدف الرئيس من كل ما يقوم به نتنياهو في السنة الأخيرة هو المماطلة والهروب من لحظة الوقوف امام المحكمة وقد استنفذ عدة خطوات منها موضوع الحصانة بالإضافة الى اجراء عدة انتخابات متواصلة وأيضا خلق حالة الهلع داخل المجتمع وكل ذلك من اجل خدمة مصالحه الشخصية وزيادة شعبيته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]