في ظل الظروف الراهنة والطارئة في البلاد بما يتعلق بفيروس الكورونا حيث بدأ الحديث حول تشكيل حكومة طوارئ مع غريمه غانتس ما ينقذه من محاكماته او يؤخرها خصوصا انه صدر قرار صباح اليوم بتأجيل المحاكمات، بدأت أصوات حقوقية وقيادية وناشطة تنادي وتطالب المشتركة بالتوصية على غانتس من اجل التخلص من نتنياهو الذي استغل الظروف الراهنة لصالحة ليبقى في الحكم ويتهرب من المحاكمة. وقد علم "بكرا" من مصدر غير مؤكد بانه من المتوقع ان توصي المشتركة اليوم على غانتس بكافة أعضائها يشمل التجمع الذي عارض التوصية في المرة الأولى.

استغلال الكورونا من اجل تمرير سياسة اليمين في اسرائيل
الكاتب عودة بشارات قال: كما يظهر فان الاتجاه الان هو تشكيل حكومة طوارئ بين كحول لافان وبين الليكود على أساس تناوب هذا ما يتسرب من اللقاءات والاتصالات المستمرة بين الطرفين، هذا الامر يعني انه في ظل ازمة الكورونا وحالة الطوارئ التي تسود البلاد استطاع نتنياهو ان يحقق إنجازا كبيرا وهو أولا ان يعود لرئاسة الحكومة من جهة ومن جهة أخرى تأجيل محاكمته واستغلال حالة الطوارئ هذه من اجل تمرير قوانين من الممكن ان تمس بالديمقراطية وحرية الفرد مثل تعقب مرضى الكورونا او المصابين بالعدوى.
وتابع بشارات: هذا الامر يتم من خلال عزل الجماهير العربية في إسرائيل التي حققت 15 مقعدا في الكنيست وهو أيضا من مميزات هذه الفترة التي بدلا من ان تكون موحدة للمواطنين في البلاد هي تسير بموجب ما أراده وخطط له نتنياهو ان يتم الفصل بين الجمهورين وبالتالي فان كحول لافان الذي بدون القائمة المشتركة لم يكن بالإمكان الوصول الى هذا الوضع المتكافئ مع نتنياهو أيضا ينسحب من دوره المدني وبالتالي فان ما يجري الان في إسرائيل هو التوجه نحو فترة صعبة من الممكن ان تمس حياة المواطنين ليس فقط بسبب الكورونا وانما بسبب استغلال هذه الازمة من اجل تمرير سياسة اليمين في إسرائيل.

يجب اخذ موقف حازم خصوصا مع تصاعد الكورونا
المحلل السياسي عبد اللطيف حصري قال ل "بكرا" بدوره حول الموضوع: حكومة طوارئ تستثني 20% من مواطني الدولة، هي حكومة فاقدة للمصداقية وتبدو أكثر حكومة إنقاذ لشخص فاسد يقف في رأس هرم السلطة، ورئيس حكومة يستخدم مفردات عنصرية في أزمة عامة وعابرة للعرق والقومية والجنس والدين، هو رئيس حكومة موبوء وغير قادر على مجابهة الوباء.
وتابع: من الضرورة بمكان رؤية الواقع كما هو. فلا نقلل من خطورة الوضع وضرورة اتخاذ كل الاحتياطات المستوجبة، بما في ذلك حكومة طوارئ محدودة لفترة زمنية وجيزة ومحددة، لكن ما قدمه نتنياهو حتى الآن ليس أكثر من نموذج سيء للمتغطرس الانتهازي الذي يستغل الأزمات لمصالحه الشخصية، فعلى مدار مؤتمراته الصحفية لم يقدم للمواطن العادي، للعامل والكادح أي حل، بل بالعكس أغدق الوعود لدعم حيتان المال بينما الشرائح الفقيرة والضعيفة ستجد نفسها في مواجهة أزمة اقتصادية حادة في حين تدير الدولة لها ظهرها.
وأشار قائلا: بكل الاحوال يبدأ اليوم رئيس الدولة بمشاوراته مع الكتل البرلمانية، بهدف تكليف أحدهم بتشكيل الحكومة، وقد تتصاعد نغمة الوحدة الوطنية والاجماع القومي مع تصاعد وباء الكورونا، ما يتطلب موقفا حازما وواضحا ضد وباء العنصرية الذي يقوده نتنياهو.

يعرف كيف يجير الفرص والظروف لصالحه
المحامي باسل دراوشة قال بدوره: المتهم نتنياهو يثبت أنه من اذكى وأدهى الشخصيات السياسية في الشرق الأوسط. يعرف كيف يجير الفرص والظروف لصالحه، حتى أزمة الكورونا استغلها ليتبوأ العناوين ويثبت قدرته على مواصلة القيادة للدولة بالرغم من كل الظروف الراهنة.
وتابع: خلال الفترة الأخيرة استطاع نتنياهو السيطرة التامة والمطلقة على الإعلام وتسليط الضوء على موضوع الكورونا وربط أزمة الكورونا بتشكيل حكومة طوارئ بدون القائمة المشتركة وبهذا أضعف إمكانية تشكيل حكومة ضيقة برئاسة غانتس الذي على ما يبدو متحمس أيضا لفكرة حكومة طوارئ بدون القائمة المشتركة، لأنه لم يسمع صوت واضح ان حكومة الطوارئ يجب أن تشمل كل الكتل السياسية في الكنيست.
ونوه قائلا: أزمة الكورونا ومهارة نتانياهو باستغلالها اضعفت إمكانية تشكيل حكومة جديدة برئاسة غانتس وبالتالي نتنياهو سيستمر برئاسة الحكومة الحالية أو الطوارئ إلى اشعار اخر. غانتس يثبت ضعفه وعدم قدرته على الفوز على نتنياهو الذي يسيطر على الشاشة الإعلامية ويحدد جدول الإعلام والمواضيع المدرجة.


القائمة المشتركة لا تستطيع الوقوف على الحياد في ظل الظروف الخطيرة
القيادي ثابت أبو راس قال بدوره: القرارات والخطوات السريعة التي اعلن عنها نتنياهو في اعقاب فيروس الكورونا وانعكاساته، والوضع يستوجب نتنياهو إقامة حكومة بشكل سريع وهو يحاول استغلال الامر من اجل إقامة حكومة طوارئ برئاسته واستغلال أنظمة طوارئ بما فيها استعمال التكنولوجيا المتطورة التي استعملت في المعركة ضد الإرهاب، وكل هذا من اجل ملاحقة مواطنين في الدولة عرب ويهود، هذا الامر يستدعي اتخاذ قرارات سريعة باتجاه التوجه اليوم الى البحث عن بديل لنتنياهو والتوصية على رئيس حزب كاحول لافان بيني غانتس، القائمة المشتركة لا تستطيع الوقوف على الحياد في ظل الظروف الخطيرة التي وصلت اليها البلاد وهذه التوصية أصبحت امر لا بد منه خصوصا ان غانتس يرى بالمشتركة كشريك

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]