لم تخلف الانتخابات الإسرائيلية الثالثة نتائج تشير الى انها ستكون الأخيرة بيد انها شهدت ارتفاعا ملحوظا ومشهودا له للتصويت العربي خصوصا للقائمة المشتركة.

حيث رأت د. رنا زهر ناشطة اجتماعية وسياسية ان مما لا شك أن الخمسة عشر عضوا في القائمة المشتركة هو انجاز يشار إليه بالبنان. ولربما الرابح الوحيد في هذه الانتخابات هي القائمة المشتركة. وفسرت قائلة: الانجاز ليس فقط سياسي، إنما اجتماعي بحت. الدلالات الاجتماعية للوحدة التي تجلت في القائمة المشتركة تدل على أننا كمجتمع فلسطيني في الداخل تجاوزنا الكثير من القضايا ومنها الطائفية، والعائلية والجندرية والاختلافات الفكرية ما بين التدين والعلمانية وغيرها من الأمور التي يبدو أن القائمة المشتركة قد قزمتها.

هذا لا يعني أن مجتمعنا اليوم خال من هذه المظاهر، لكننا اقوى وأنضج في مواجهتها. ولا شك فيه أيضا أنه بسبب القائمة المشتركة، أو بفضلها نتانياهو يقف في نفس الطريق المسدود الذي يقف به الآن، غير قادر على تشكيل حكومة. هل نحن على اعتاب انتخابات رابعة؟ هذه الإمكانية دائما واردة ولكن سيحاول نتانياهو بكل قواه منعها والسيناريوهات المحتملة متعددة. فهو إما سيحاول "شراء" مقاعد من الأحزاب الصغرى، وقد كان هو بنفسه قد أعلن قبيل الانتخابات بيوم أنه حتى ولم يصل إلى ٦١ فجعبته مليئة بالمفاجأة من نوع النائب الاثيوبي الأصل يبركان

. او انه قد يصل إلى اتفاق مع حزب " ازرق ابيض" لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بالذات اليوم وفي أعقاب محاولة بعض الأحزاب ومنها المشتركة سن قانون شخصي ضد نتانياهو يمنعه من تولي مسؤولية تركيب حكومة بفضل لوائح الاتهام المقدمة بحقه سيناريو اخر بحسبه قد يلين ليبرمان على إثر تنازلات معينة من يهدوت هتوراة والأحزاب المتدينة فيما يتعلق بقانون التجنيد أو النشاط ايام السبت، خصوصا وأن ليبرمان صرح أنه غير معني بانتخابات رابعة. او قد نصل إلى نفس الطريق المسدود ويعلن عن إعادة انتخابات رابعة، الأمر الذي سيعرض هيبة مؤسسات الدولة إلى ضرر كبير يفقدها مصداقيتها، ويكلف خزينة الدولة ودافع الضرائب الكثير ويشل الدولة بشكل ملموس وخطر. بكل الاحوال، القائمة المشتركة هي الجسم الوحيد الذي قد يستفيد من إعادة انتخابات بالذات بعدما لمست الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد مدى قوتها وإمكانية تأثيرها، الأمر الذي قد يدفع بالجماهير إلى تكثيف تصويتها للحصول على عدد مقاعد أكبر.

التصويت للمشتركة يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة

الكاتب عودة بشارات قالت: الإنجاز الذي حققته القائمة المشتركة يتمثل في أمرين الأول هو نسبة التصويت المرتفعة المتمثل ب 4% او 5% ما زال مبكرا على معرفة النسبة وهذا الامر يعني ان الجمهور العربي ان يكون فاعلا ومؤثرا على مجمل السياسة في إسرائيل ومن جهة أخرى وهذا الامر لا يمكن الاستهانة به ان 90% ارتفاع عن الانتخابات السابقة في التصويت وتأييد القائمة المشتركة في صناديق الاقتراع ما حسم ان نتنياهو لن يحقق 61 مقعدا بالتالي هذا الامر يسجل لصالح المشتركة والجمهور العربي في إسرائيل.
الناشطة السياسية دعاء حوش قالت: هذا الإنجاز الكبير ليس فقط بنسبة المقاعد التي حصلت عليها القائمة المشتركة وانما بنسبة التصويت لها بغالبية جمهورها وشعبها لتحصيل ما يقارب نسبة 65% حيث ان كل عربي في البلاد خرج ليصوت فقد صوت للقائمة المشتركة، وبعض القرى والمدن العربية وصلت نسبة التصويت الى أكثر من 90% وأيضا المدن المختلطة، المشتركة هي الأكثر شرعية في الكنيست لأنها حصلت على ثقة غالبية جمهورها هذه نقطة مهمة بالنسبة لنا وهو انجاز.
وتابعت: بحسب الخارطة السياسية ممكن جدا ان تكون هناك انتخابات رابعة حيث لم يحصل أي من الكتل على 61 مقعد وهناك اقتراح قانون يمنع توكيل نتنياهوالحكومة كونه يتعرض للمحاكمة الان وهو قانون ربما يمر بأغلبية أعضاء الكنيست لذلك فان كل شيء وارد وإذا لم يتمكن غانتس من تشكيل الحكومة ستكون هناك انتخابات رابعة.

حكومة طوارئ؟

الناشطة النسوية والسياسية ميسم جلجولي قالت: الانتخابات الرابعة واردة جدا على ضوء التخبط السياسي الموجود في الساحة السياسية الإسرائيلية خصوصا انه لا يوجد اغلبية لما يسمى اليسار او اليمين وهذه حالة توضعنا في مكان مشابه للانتخابات السابقة، الامكانية واردة خاصة على ضوء التصريحات من كافة الأطراف بانه لن يكون هناك ائتلاف مع المشتركة والتي هي نفسها في الظروف الحالية لن توصي على غانتس امام رئيس الدولة، والانتخابات الرابعة وارد، وأيضا في ظل التطورات والكورونا والهلع من هذا الفيروس ممكن ان يكون هناك حكومة طوارئ ممكن ان تضم الليكود وكاحول لافان والوضع غير مستقر وصعب التكهن حاليا.
الناشط والمحلل السياسي عبد اللطيف حصري قال: لا استبعد انتخابات رابعة اذا فشل نتنياهو باستمالة بعض أعضاء أزرق أبيض وفي هذه المرحلة مع اقتراب محكمة الفساد سيكون صعبا على تلك العناصر المرشحة للهروب من ازرق ابيض الانضمام الى نتنياهو، انجاز المشتركة غير مسبوق اذ ليس فقط زيادة بالتمثيل وانما زيادة نوعية بانضمام سيدتان رائعتان للكتلة البرلمانية.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]