أكد المحلل السياسي انطوان شلحت، انّ نتائج انتخابات الكنيست الـ23، تؤكد استمرار حكم نتنياهو.

وعقب شلحت على نتائج الانتخابات بقوله: لا شك أن النتائج تنطوي على انتصار لبنيامين نتنياهو، الذي كانت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على استمرار حكمه أو الإطاحة به. الآن السيناريوهات مفتوحة على احتمالات كثيرة لكن كلها تؤكد استمرار حكمه وما سيترتب على ذلك من استمرار الهجوم على الجهاز القضائي والحريات ومواصلة محاولات فرض هيمنة اليمين الشعبوي الاستيطاني على كل مناحي الحياة. ولا بد من القول إن ذلك كله يستفيد أيضا من أوضاع إقليمية ودولية.

وحول النتائج، قال: هي مفاجئة إلى حد ما.. فهي تقول إن أجزاء واسعة من المجتمع الإسرائيلي تغفر لرئيس الحكومة شبهات تورطه بقضايا فساد لكونها تؤيد سياسته اليمينية ونهجه الشعبوي، وربما أن نتائج الانتخابات تقول الشيء الكثير عن التحولات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي أكثر مما تقول عن قوة نفوذ نتنياهو واليمين، وهي تحولات ينبغي إخضاعها للتحليل أيضا في ضوء نتائج سائر الأحزاب وخصوصا ما يعرف باسم "اليسار الصهيوني" الذي بات أقرب الى التبخّر.

التوقعات والمشتركة 

وعن المشتركة، قال: المشتركة نجحت بما يتناسب مع التوقعات. وهي نجاحات مرتبطة بتجربة القائمة وبعوامل أخرى في الحلبة السياسية والحزبية، ولكنها لا تغطي على عوامل النجاح المرتبطة بالتجربة نفسها وأداء القائمة.

كما وجه شلحت رسالة للقائمة المشتركة: الرسالة الوحيدة للمشتركة هي أن تردف أكثر اهتمامها بإسقاط حكم اليمين باهتمامها بقضايا المجتمع العربي كما تعرف أن تفعل، وأن تولي بالا أكثر لتنظيم المجتمع العربي من خلال هيئاته المتعددة وفي مقدمها لجنة المتابعة.. وهنا من المهم الاستمرار في مسار عولمة قضايا المجتمع العربي.

وأوضح: برأيي أن تحييد دور القائمة المشتركة في كل ما يتعلق بإسقاط حكم اليمين ناجم ليس فقط عن الوقوف الشرس في وجه هذا الدور من جانب اليمين، وتجنيده لكل الوسائل القذرة إنما هو ناجم أيضا عن عدم أخذ هذا الدور في الاعتبار من جانب الذين يتطلعون لأن يكونوا بديلا لحكم اليمين.. وفي هذا رسالة للقائمة المشتركة وخصوصا للقوى السياسية التي تحاول تضخيم التأثير السياسي للمواطنين العرب في رسم مستقبل إسرائيل السياسي بمنأى عن المعطيات القائمة وأكثر بناء على أمنيات رغبية.

وفي رده على سؤالنا بخصوص الأمور التي يتوجبّ على المشتركة فعلها، أجاب: أهم شيء يمكن أن تفعله المشتركة الآن هو كيفية ترجمة رسوخ هذه التجربة إلى مبادرات أهلية تعزز النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي وتقف في وجه آفات تهدد هذا النسيج.

واختتم حديثه: وبرأيي أن الدور لمثل هذا المسار معوّل على الأحزاب التي من الضروري أن تثبت بعد ثلاث معارك انتخابية أنها ليست أحزاب انتخابات ولعبة كراسي في البرلمان فقط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]