في اعقاب استطلاعات الرأي الأخيرة انبثق نوع جديد من الامل والتفاؤل في الشارع العربي بما يتعلق بإمكانية ان تكون هذه الانتخابات هي الأخيرة والحاسمة خصوصا وانه يتم الحديث عن ارتفاع في نسبة المصوتين العرب.

حيث رأى المحلل السياسي عبد الله حصري انه بقدر ما يبدو استطلاع القناة 13 كابوسا لنتنياهو واليمين الفاشي فهو أيضا كابوس لغانتس والصهيونية التقليدية. وتابع: كان تقديري مع بداية الحملة الانتخابية أن عبور المشتركة لحاجز ال 16 عضوا في البرلمان سيكون كفيلا بإنهاء حقبة هيمنة اليمين الفاشي في الحكم، ومع اقتراب المشتركة من هذا الرقم يبدو المشهد مختلفا، وقد يكون بعيدا عن الانقلاب المنشود، فلا الصهيونية التقليدية شكلت بديلا لنتنياهو وشركاءه، ولا الفاشية الصهيونية حسمت الأمور لصالحها رغم تقدمها بالاستطلاعات، والمأزق السياسي ما زال على حاله، لكن مع أفضلية لتقدم معسكر الفاشية الصهيونية وليس فقط لنجاعة حملتها الانتخابية وتأجيج مشاعر الكراهية والعنصرية، وإنما لسقوط الصهيونية التقليدية في حبائل نتنياهو أيضا، ففي محطتين أثبت غانتس أنه في أفضل الحالات صالح لمهمة كومبارس في جوقة نتنياهو.

المحطة الأولى حين اصطحابه إلى واشنطن للإعلان عن صفقة ترامب - نتنياهو البغيضة، والمحطة الثانية حين فزع من حملة الليكود القائلة: "لا يوجد حكومة لغانتس بدون المشتركة"، وراح ينافس الليكود بتصريحات عنصرية معادية للعرب والمشتركة. قد يكون الناخب اليهودي عنصريا، لكنه ليس غبياً، فما دام هاجس وفزاعة الإجماع الصهيوني بكل أطيافه هو المشتركة، فلا أستغرب استمرار نزيف الصهيونية التقليدية لصالح الفاشية، وسيفضل الناخب الصهيوني الأصل على التقليد، وقد نصحو يوم الثالث من آذار لعهد آخر من هيمنة الفاشية المطلقة، إذا ما تجاوزنا نحن بأصواتنا والمشتركة ما ذهبت اليه استطلاعات الجمعة الأخيرة قبل الانتخابات.

زيادة نسبة تصويت المواطنين العرب من 60% الى حوالي 65%

المحامي والناشط السياسي باسل دراوشة رأى انه ما زالت استطلاعات الرأي تشير إلى عدم حسم لأي طرف حيث معسكر اليمين يحصل وفق الاستطلاعات بين 56-58 مقعد إضافة إلى ما سيحصل عليه ليبرمان 6-7 مقاعد والذي هو أقصى اليمين. ومعسكر كحول لفان وحزب العمل والمشتركة ستحصل وفق الاستطلاعات أيضا على 56-58 مقعد وبالتالي سيعود المشهد السياسي كما كان قبل الانتخابات، حيث يكون ليبرمان وحزبه بيضة القبان حول من سيشكل الحكومة القادمة.

وتابع دراوشة قائلا: حسب الاستطلاعات القائمة المشتركة تحصل بين 13-15 مقعد وهي نتائج جيدة ولكن احذر من الاعتماد على الاستطلاعات فالأمر والحصول على نتائج وزيادة عدد المقاعد يتطلب اخراج الناس الصناديق وعمل ميداني جاد ومتواصل لكافة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية ورؤساء وأعضاء السلطات المحلية العربية من أجل رفع نسبة التصويت والحصول على أكبر عدد من المقاعد لصالح المشتركة ومن أجل محاولة منع نتنياهو ومعسكر اليمين من الحصول على 60 مقعد ومن تشكيل حكومة يمينية متطرفة تواصل عداؤها للجماهير العربية وسن قوانين عنصرية تضر بمجتمعنا العربي وشعبنا الفلسطيني.

ويعتقد ان نتنياهو اثبت أنه بارع ومراوغ وسيعمل كل ما باستطاعته من أجل الاستمرار بالحكم وقد ينجح في مساعيه لأن الطرف المنافس بيني غانتس يحاول تقليده واظهار عداؤه للمشتركة وبالتالي قد نكون أمام مشهد أن اليمين يشكل الحكومة برئاسة نتنياهو بالرغم من وجود لوائح الاتهام ضده.

وفي نهاية حديثه ل "بكرا" ناشد الجماهير بالخروج للتصويت ودعم القائمة المشتركة بأعلى نسبة كي نمنح صوتنا لمن يستحق ولمن يحمل همومنا وقضايانا ويدافع عنا.

زيادة نسبة تصويت المواطنين العرب من 60% الى حوالي 65%

الكاتب والاديب عودة بشارات قال ل "بكرا": استطلاع الرأي هذا واستطلاعات رأي أخرى تدل على ان حزب كاحول لفان استطاع ان يسترد قوته بشيء معين ويتصدى لخسارة مقاعد على الأقل في استطلاعات الرأي امام حزب الليكود ما يدل ان هناك تغييرا بالاتجاه العام بالنسبة لوضعه، بالنسبة للقائمة المشتركة اعتقد ان هذا الامر هام جدا ان هناك يتم تجسيد ما تتوقع به استطلاعات الرأي والدراسات حول زيادة نسبة تصويت المواطنين العرب من 60% الى حوالي 65% وهذا ما يتم الإشارة اليه دائما انه كلما زادت نسبة تصويت المواطن العربي سينعكس على القائمة المشتركة، وملفت للنظر قوة تحالف حزب العمل وميرتس حيث وصل الى تسعة مقاعد بعد ان تراجع واعتقد ان هذا الامر يعطي تكتل اليسار والعرب وكحول لفان 57 مقعدا يبقى واضحا ان من يقرر من سيكون رئيس الحكومة هو افيغدور ليبرمان وعلى هذا سيكون الامتحان مستقبلا ولكن هذا المؤشر ان المستوى الخامس في كاحول لفان انتهى تأثيره وهناك الان توجه معين يتميز بالصخب والمنافسة الشديدة والاساءات من قبل الليكود الى كحول لفان والامر سيزداد حتى الانتخابات.

ارسال مراقبين مسلحين بكمامات الكورونا للبلدات العربية

سماح سلايمة الناشطة النسوية والسياسية قالت بدورها: اعتقد انه اخر ساعات في التحشيد للتصويت مصيريه للقائمة المشتركة، بغض النظر عن الاستطلاعات، فهي دائما لا تعكس واقع التصويت في المجتمع العربي، ولذلك لا انصح بتوزيع الحلويات واقتناء الملابس الاحتفالية من قبل المرشحين. فلا نعرف ماذا يخطط نشطاء اليمين من حيل تخوفيه في الصناديق، ولم يبق أمامهم غير ارسال مراقبين مسلحين بكمامات الكورونا للبلدات العربية فيخاف الناس من التصويت. من المحزن أنى ذكرت الموضوع على سبيل الدعابة في لقاء مع نشطاء يهود ولم يستبعد أحد ان يودي جنون الليكود وحقده الى تبني فكره ترهيب العرب من الكورونا.

ونوهت: الجو العام في الشارع العربي إيجابي إجمالًا وهناك احساس بالالتفاف حول المرشحين من المشتركة، تكمن المشكلة بعدم ثقتي بالقدرات التنظيمية في يوم الحسم، فالأصوات لا تعد حسب منسوب التعاطف والتضامن مع القائمة إنما مع قدرة الكوادر ان تخرج الناس من بيوتها في كل بلدة ومدينه. وفي هذا المجال الاحزاب العربية ضعيفة عادة. بالمجمل التوجه نحو اليمين في الاستطلاعات مقلق ويستوجب العمل الدؤوب في الشارع لسد موجة الزحف نحو اليمين الذي تسبب بها غانتس بغبائه وتصريحاته الرعناء المتذبذبة المغازلة لليمين على حساب المركز اليسار المعتدل. وسيدفع ثمن مواقفه هذه غالياً كلما كانت كتلة المشتركة أكبر واقوى.

ستحافظ المشتركة على قوتها بالتأكيد وربما تحصل على مقعدٍ إضافي

الإعلامي ورئيس حزب كرامة ومساواة محمد السيد رأى بانه ربما تكون استطلاعات الرأي التي تجري في الوسط اليهودي قريبة الى الحقيقة، وتخفق أحياناً في إعطائنا نتيجةً تعكس نبض الشارع الذي يتقلب وفق تصريحات رؤساء الأحزاب، كون توجه الناخب عندهم يسير وفق من الذي يرون فيه القادر على حمايةِ اسرائيل بالدرجةِ الأولى ثم تأتي الأمور الخدماتية، لذلك يتصدر اليمين دائماً استطلاعات الرأي. وتابع: أما فيما يتعلق بالشارع العربي فالاستطلاعات كانت دائماً بعيدةً عن الواقع، وربما لا يجتهد كثيراً أصحاب هذه المراكز إلا إذا كان بعضهم يدفع باتجاه الترويج لجهةٍ معينة. في الانتخابات قبل الأخيرة كانت الاستطلاعات تعطي العربية للتغيير لوحدها بين سبعة الى تسعة مقاعد وقد تبين بُعدها الكبير عن الحقيقة حيث حصلت العربية مع الجبهة على ستة مقاعد. وكانت الاستطلاعات تحذر من عدم تجاوز الإسلامية الجنوبية مع التجمع نسبة الحسم أو عبورها بالكاد وهنا كانت صحيحة وهكذا جاءت النتائج. هذه المرة تبين الاستطلاعات ان المشتركة ستحافظ على قوتها على أقل تقدير إن لم تتجاوزها لتصل الى خمسةَ عشر مقعداً، ونحن نرى ان مسألة التراجع عن العدد الحالي باتت من وراءنا، فستحافظ المشتركة على قوتها بالتأكيد وربما تحصل على مقعدٍ إضافي، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها ان كافة الأحزاب الجديدة وأبرزها تحالف كرامة ومساواة والقومي العربي أحجمت عن خوض الانتخابات وأعلنت دعمها للقائمة المشتركة نظراً للضرورة التي تحتم ذلك أمام التحديات التي تواجه جماهيرنا.

وتابعت: ثم ان الإعلان عن صفقة القرن التي تتحدث في بنودها عن تمزيق الجسد العربي في اسرائيل ساهمت بشكلٍ كبير في ردة الفعل ودعم المشتركة خاصةً وان المعسكرين الكبيرين يؤيدانها بقوة الى جانب اليمين بطبيعة الحال في حين كان موقف ما يسمى بالمركز واليسار يتحفظ على استحياء. شارعنا العربي يسير وفق ردود الفعل وهذا ما حصل في الانتخابات الأخيرة، فهجوم اليمين وعلى رأسه نتنياهو على المشتركة خلق نوعاً من التعاطف معها وزاد من قوتها. باعتقادي هذه المرة ستبقى النتائج كما كانت مع زيادة بسيطة لأن التحريض تغير من مباشر الى ما يشبه احتضان العرب جمهوراً تحت مسمى "عرب اسرائيل" ومحاولة اقناعهم انهم جزء من الدولة والأبواب مفتوحة لهم للانخراط في مؤسساتها، وأن القائمة المشتركة هي التي تعيق هذا التقدم. بمعنى أدق المطلوب التخلي عن المنطلقات والثوابت والانصهار من اجل الأمور المعيشية، وقد ساهمت الى حدٍ ما التصريحات المتهورة التي أطلقها بعض السياسيين العرب مثل مقولة "تسليم الهوية" أو التدافع على باب رئيس الدولة للتوصية على غانتس. وتساوقت أيضاً توجهات الأحزاب الصهيونية للعرب بالاندماج مع الإعلانات التي اكتسحت المواقع لعضو كنيست عربي ينجح في فتح فرعٍ للبريد في مدينة عربية، ولسان حال تلك الأحزاب يقول تعالوا واندمجوا وستفتح مكاتب البريد بدون وساطة من عضوٍ عربي وللأسف لاقى ذلك قبولاً عند بعض المغردين الذي وبدون حياء يروجون لأحزاب يمينية.

هذه النتيجة تثبت اننا قادرون على إسقاط نتنياهو

الناشطة النسوية والسياسية فداء طبعوني قالت: هذه النتيجة تثبت اننا قادرون على إسقاط نتنياهو ونحن سنفرض احترامنا ومكانتنا، واجبنا نحن ان نهزم نتنياهو وننهي عصر العنصرية والفاشية المتطرفة هذا لا يعني ان البديل افصل ولكن نحن أولى ان ننهي عصر الفاسد الفاشي نتنياهو. الصوت هو الحق الوحيد المتساوي في هذه البلاد صوت العربي يساوي صوت اليهودي وصوت المرأة يساوي صوت الرجل وصوت من يعيش في تل أبيب متساوي بصوت من يعيش في بير السكة، علينا ان نخرج جميعا دون استثناء وان نصوت بكل قوه وبكل اصرار ضد العنصرية والعنصريين، ضد الفاشية والفاشيين من اجل ان نكون أكثر من شوكة في حلوق من يريدنا اقل ومن يريد ان نكون غرباء في وطننا وفي قرانا ومدننا. القائمة المشتركة تمثلنا وتوحدنا في المعركة لمستقبلنا ومستقبل اطفالنا.

الناشطة النسوية والسياسية نبيلة اسبنيولي عقبت قائلة ل "بكرا": جميع المؤشرات تشير الى اهتمام المجتمع العربي بهذه الانتخابات وهناك توقعات بزيادة نسبة المصوتين العرب ما يعني زيادة التمثيل بداخل مجتمعنا وجميع ذلك مرتبط بيوم الاثنين وخروجنا للتصويت لذلك علينا ان نشارك في التصويت قبل ان نقوم بأي نشاط آخر، علينا جميعا ان نعمل لأجل هذا اليوم، لدينا القدرة ان نحصل على 15 و16 مقعدا ولكن لا يجب ان نتهاون مع الحملة التي تشن علينا وعلى مشاركتنا، جميعنا يجب ان نشارك وندعو بعضنا الخروج للتصويت، كل الجماهير العربية عليها ان تصوت وتأخذ مسؤولية لانها معركة على كياننا وتمثيلنا وعلى صوتنا داخل الكنيست وعندما نكون القوة الثالثة يدل على الكثير ويضمن ان يكون صوتنا واضح وصريح وقادر على إيصال مطالبنا واحتياجاتنا لكل المناطق في العال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]