أجرى الزميلان غسان بصول وبكر زعبي، مقابلة خاصة ومستفيضة لموقع بكرا – مع النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، استعرض خلالها استحقاقات وآفاق المعركة الانتخابية الوشيكة للكنيست الثالثة والعشرين.

وفي معرض حديثه عن التغيرات في سلم اولويات خطاب ورسائل القائمة المشتركة الى جماهير الناخبين، وفي ظل صفقة القرن والمزيد من انعطاف كاحول لافان نحو اليمين وتهافت نتنياهو على الصوت العربي، وسواها من القضايا والمستجدات – شدّد النائب عودة على أن الأمر الجديد هو ان الجماهير العربية شعرت بقوتها اكثر من الماضي، بالحصول على (13) مقعداً ، مشيراً الى انه حيال التساوي بين المعسكرات اصبح للمشتركة شأن أكبر من ذي قبل "هذا بالإضافة الى اننا قد خضنا في هذه الأثناء معارك شعبية وجماهيرية هامة من شاكلة مكافحة العنف والجريمة، وهي قضية ما زالت في مقدمة سلم أولوياتنا، وقد لمسنا بعض التحرك من الشرطة في هذا الاتجاه، واذا ما تراجعنا فانها ستتراجع، ولذا فنحن مستمرون بمزيد من الضغط على الرأي العام كافة، ولدى شعبنا إجماع على ان نبقى أقوياء وموحدين، وان نعتمد على انفسنا، وسنحقق انجازاً غير مسبوق بفضل هذه النضالات" – كما قال.

استفزازات نتنياهو

وفيما يتعلق بقضايا الأهل في النقب (ام الحيران والعراقيب وسواها من القرى غير المعترف بها) – أشار عودة الى مساهمته الشخصية في هذا الاطار، والى طرح هذه القضايا أمام بيني غانتس أثناء الاتصالات بشان التوصية عليه، بصفتها قضية مركزية " مع القناعة لدينا ولدى أهلنا في النقب بأنه لا يجوز تكليف غلاة المتطرفين بمعالجة هذه القضايا".

وكرر عودة ضرورة الاعتماد على النفس حيال انعطاف كاحول لافان نحو اليمين، مع الإشارة الى وجود فئات وعناصر في هذا الحزب محسوبة على المركز، ويمكن التعاون معها. 

وبالنسبة لنتنياهو وتهافته على الصوت العربي قال النائب أيمن عودة ان ما يفعله رئيس الحكومة في الآونة الأخيرة يشكل استفزازاً واهانة للجماهير العربية، وجهلاً بطبيعتها وطبائعها، بالغاً ذروة الاستخفاف والعنصرية "فهذا الشخص الذي جلب قانون الآذان يتحدث الآن عن الحج والحجيج وتكلفته الى السعودية، ويجب ان يكون الرد عليه من قبل الجماهير رفع نسبة التصويت والاطاحة به وبغلاة اليمين الفاشي والاستيطاني والشعبوي (سموترتش وشكيد وريغف والحاخام بيرتس وامثالهم) لأن في ذلك أهمية على البعد الدولي (ترامب وأشباهه) والعربي (المطبعون).


لا حاجة للتوصية اذا ازدادت قوتنا 

ورداً على سؤال حول وجود محفزات مستجدة لدى الجماهير العربية للمشاركة في الانتخابات بعد الحافز الأبرز في الانتخابات السابقة – وهو تحريض نتنياهو السافر ضد الجماهير العربية – رد النائب عودة بأن نتنياهو ما زال يحرض على شعبنا وعلى قائمتنا وهذا ظاهر في التهويل والتخويف والترهيب من الربط بين المشتركة وكاحول لافان في حكومة محتملة بنظره، ناهيك عن تعمده الفصل بين الجماهير العربية وقيادتها وكأن هذه الجماهير جاهلة ومنقادة وقاصرة، وكذلك الاستخفاف والتغييب والاهانة للجماهير العربية في المثلث في إطار عرض صفقة القرن. 

وتطرق النائب أيمن عودة الى قضية وصفها بالمركزية، متسائلاً: هل كل ما تقدم يعني ان كاحول لافان هو البديل وأننا سنوصي على بيني غانتس؟ يقول المثل الشعبي: ما دفعك الى المرّ هو الأمرّ منه ... واذا ما حصلنا على (16) مقعداً فلن تكون حاجة للتوصية على غانتس (المر) – تلقائياً، لان نتنياهو واليمين (الأمرّ) سيسقطان، وهنا ستنشأ ثلاثة احتمالات نظرية: الأول – تشكيل حكومة وحدة قومية، وعندها سنكون في رئاسة المعارضة الجذرية لأول مرة، مع ما يترتب على هذه الوضعية من مكانة ومنصة بالغة الأهمية لمخاطبة الكنيست والرأي العام المحلي والدولي وطرح وخدمة قضايا الجماهير وفضح الممارسات العنصرية. والاحتمال الثاني – ان يأتي الينا غانتس ليقول لنا: ما كان وما قيل خلال المعركة الانتخابية أصبح حكم الماضي، هيا نتفاوض على القضايا الجوهرية، وهنا سنطرح شروطنا المعروفة الواضحة. والاحتمال الثالث – اجراء انتخابات رابعة، لان إمكانية تشكيل حكومة وحدة قومية بعيدة المنال لأسباب عقائدية وتاريخية، حيث لن يتخلى الليكود عن نتنياهو رئيساً له وللحكومة "هنالك إمكانية لأن يبادر غانتس للتحدث معنا، وأشدد على وضوح مواقفنا وشروطنا في هذه الحالة: الموقف من الاحتلال وصفقة القرن ومكافحة الجريمة وقانون كامينيتس وقضايا ومطالب أهلنا في النقب، وسواها من القضايا والمطالب المعروفة... واذا ابدى غانتس استعداده لاتباع وجهة مختلفة – فدع الغد يهتم بنفسه".

شراكة في مناهضة المؤسسة الحاكمة

ورداً على سؤال حول الانسجام بين مركبات القائمة المشتركة والتباينات في الموقف من غانتس – قال النائب أيمن عودة ان النقاش بين مركبات القائمة ليس بالأمر الجديد، بل ان الأمر الجديد هو وحدتنا الوطنية المكونة من اربع ايديولوجيات، والنقاش ظاهرة صحية وطبيعية.
وشدّد في هذا السياق على ان انجاز المقاعد لا يغمط ولا يلغي فضل المناضلين القدامى ورعيل الأولين الذين نواصل السير على دربهم. 

وفيما يخص الدعوات لمقاطعة الانتخابات، قال النائب عودة: لا نريد معارك جانبية، لأن معركتنا الأساسية هي مع المؤسسة الحاكمة. ثم ان أسباب المقاطعة متفاوتة: كالغياب القسري يوم الانتخابات (بسبب مرض او سفر ) واللامبالاة (والنسبة هنا عالية) ونحن نجدد دعوة هؤلاء للتصويت. اما بالنسبة للمقاطعين على خلفية ايديولوجية (وهم الجزء الأصغر) فنحن نقول لهم : أنتم أهلنا وناسنا وشركاؤنا في العمل الوطني وفي مناهضة المؤسسة الحاكمة... دعونا نكون أقوى في مواجهة هذه المؤسسة. والأمر الآخر في هذا السياق ان اكثر من يفضح السياسات العنصرية هم أعضاء الكنيست.. ثم هل نطلب من القضاة العرب والاكاديميين العرب ان ينسحبوا من مؤسساتهم لنزع الشرعية عن المؤسسة الحاكمة؟ اذا غبنا جميعاً عن ساحات النضال فسيملأ هذا الفراغ أعوان السلطة وستلجأ سلطاتنا المحلية وأهلنا الى الأحزاب الصهيونية لطرح قضاياهم ومطالبهم، والسؤال المدوي هو: هل لدى دعاة المقاطعة مشروع بديل؟ هذا منطق مرفوض ... ثم ان العمل البرلماني لا يجري على حساب النضال الشعبي، واشكال النضال متشابكة ومتناغمة.. ولذا فأنني أهيب بدعاة المقاطعة ان يراجعوا أنفسهم ويتحملوا مسؤولياتهم ويشاركوا في الانتخابات لنصبح أقوى وأشد تأثيراً .

انحراف ميرتس نحو اليمين 

وحول الموقف من ميرتس وتحالفها مع حزب العمل قال النائب ايمن عودة: لنا موقف تاريخي بالدعوة للتصويت لنا وليس لميرتس او أي حزب اخر ... والان تتوجه ميرتس نحو اليمين لتحمي نفسها وهي تنادي بيهودية الدولة، بينما نحن المواطنون الأصلانيون ولا يجوز موازاتنا بالمهاجرين، ولذا اكرر الدعوة لمن صوتوا لميرتس والأحزاب الصهيونية بأن يصوتوا للقائمة المشتركة. 

ورداً على سؤال حول الهدف من توجه القائمة المشتركة الى الشرائح المهمشة في المجتمع اليهودي (اليهود والمهاجرون القادمون من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً ومن اثيوبيا، والمتدينون الحريديم والفقراء والمستضعفون) – قال رئيس القائمة المشتركة ان هذا ان هذا التوجه ينطوي على رسالة أخلاقية وقيمية، وليس طمعاً بالأصوات، بل التواصل والشراكة الديمقراطية والعيش المشترك في نظام يضمن العدل والمساواة ،ويلقى توجهنا قبولاً غير مسبوق، واتوقع الحصول على مقعد من هذه الشرائح" كما قال .

الخطة (923) 

وحول مزاعم نتنياهو عن فضله في إقرار الخطة الخمسية (922) لتطوير المجتمع العربي، قال النائب ايمن عودة ان الميزانيات المشمولة في الخطة هي جزء صغير من حقنا، وكان لنا الدور الأهم في صياغتها، بينما وضع نتنياهو شروطاً تعجيزية لإقرارها، مثل هدم البيوت "غير المرخصة" وبناء محطات للشرطة في البلدات العربية، وفرض الخدمة المدنية على الشبان العرب، والبناء الى اعلى في البلدات العربية وقد واجهنا هذه الاشتراطات بتعاون وثيق مع رؤساء السلطات المحلية. وأضاف: هنا تظهر عقلية نتنياهو التي تؤمن بما يسمى "السلام الاقتصادي" نفياً واستبعاداً لحقوقنا القومية والوطنية وكأننا مجرد مجموعة استهلاكية. 

وفي هذا السياق اكد رئيس القائمة المشتركة، ان للخطة (922) ما بعدها، حيث يعكف رؤساء السلطات المحلية العربية على اعداد المراحل الأخيرة من الخطة المكملة (923) وهي اكبر واوسع من سابقتها. 

واختتمت المقابلة برسالة ونداء مباشرين من رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة الى جماهير الناخبين، داعياً الى التصويت للقائمة ورفع نسبة التمثيل ومنسوب التأثير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]