تشهد الساحة السياسية في إسرائيل تغييرات وأحداث عديدة مع كل مرة يقرر فيها اجراء انتخابات من جديد، فخلال العام الأخير، نحن نستعد لانتخابات ثالثة، ومن التغييرات البارزة التي شهدتها الساحة، كان استبعاد ما يسمى اليسار الإسرائيلي للشراكة العربية اليهودية، فحزب ميرتس "اليساري" والذي حصل في انتخابات نيسان 2019 على نحو 40 ألف صوت من المجتمع العربي، قرر بعد تحالفه مع ايهود باراك وحزب "غيشر" في انتخابات أيار 2019 أن يدفع بالمقعد المخصص للمرشح العربي نحو الخلف، إلى المكان السادس، والذي لم ينجح بدخول الكنيس، حيث كان المرشح عيساوي فريج يشغل هذا المقعد، وفي الانتخابات الحالية، آذار 2020، تحالف "ميرتس" مع حزب العمل الذي ألغى بدوره منذ سنوات المقعد العربي المتقدم في قائمته، ومع هذا التحالف، تم تأخير المقعد العربي التابع لميرتس في القائمة، إلى المقعد الـ11، وهو مقعد غير مضمون بتاتًا، حيث أن أفضل الاستطلاعات تمنح لهذا التحالف في أفضل حال 9 مقاعد.
النائب السابق عيساوي فريج عبر عن استيائه من هذا القرار بعد صدوره، وحاول الضغط على اطراف في ميرتس للتغيير، لكنه لم ينجح ورفضوا جميعًا الاستماع لمطالبه، وتركوه في المكان الحادي عشر، الذي لن يدخل إلى الكنيست إلّا بمعجزة، وبدوره فريج رغم الاستياء في البداية، عاد لينشر في صفحته المزيد من الإعلانات الداعمة لهذا التحالف بين ميرتس وحزب العمل، وهذا رغم التصريحات والمواقف العنصرية لزعيم حزب العمل وزعيم هذا التحالف، عمير بيرتس، بتصويته مع شطب ترشح النائب د.هبة يزبك وغيرها من المواقف.

في صفحات التواصل الاجتماعي تعرض عيساوي فريج و "ميرتس" لانتقادات عديدة، حيث عبر ناشطون في أحزاب عربية عن استغرابهم من استمرار فريج بدعمه لهذا التحالف الذي ألقى به إلى الهوامش، وطالبوه بالعودة إلى دعم أبناء شعبه .

 

 لا يستوعب حقيقة أنه مجرد شخص يشغل خانة في حزبه في محاولة لاستقطاب أصوات العرب

وفي حديث مع عضو قيادة الحزب الشيوعي، برهوم جرايسي، حول هذا الموضوع قال: في الحقيقة انه النائب السابق عيساوي فريج في سنوات عضويته البرلمانية لم يبتعد للحظة عن الخط المركزي الطاغي في حزبه الصهيوني، وهذا انعكس ايضًا في أدائه وفي خطابه في إبرازه لإسرائيليته اكثر من فلسطينيته، وهو لا يستوعب حقيقة أنه مجرد شخص يشغل خانة في حزبه في محاولة لاستقطاب أصوات العرب، وايضًا لا يستوعب أن الخانة التي يشغلها أصلا لم تعد مضمونة من حيث التمثيل البرلماني.

وتابع: ميرتس ككل حركة تدفع ثمن التأتأة في خطابها السياسي وانجرارها تباعًا لوسط الحلبة السياسية الإسرائيلية وهذا برز في انتخاب تمار زاندبرغ وايضًا نيتسان هوروفتيش، وتم تتويج هذا المسار بالتحالف الانتخابي في قائمة واحدة مع حزب العمل، فمن ناحية "موضوعية" لم يكن خيارًا امام الحزبين ميرتس والعمل إلّا بخوض الانتخابات بهذا الشكل، ولكن من ناحية ثانية فإن ميرتس تسكت إلى درجة الخرس التام على المواقف اليمينية التي يبديها رئيس حزب العمل عمير بيرتس وهو في ذات الوقت رئيس القائمة التي تجمعهما، منها تعنت حزب العمل على تأييد شطب ترشيح النائب د. هبة يزبك من القائمة المشتركة (التجمع) ومهاجمة بيرتس لقرار لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة التي عرضت قائمة تضم 112 شركة تشارك في اقتصاد المستوطنات، وبين هذا وذاك لم يوفر هو تهديداته ضد قطاع غزة . وهذا الخطاب لن يقود هذه القائمة إلى بر الأمان وسيعرفون هذا في النتيجة النهائية، وأمام كل هذا يصر النائب عيساوي فريج الدفاع عن هذه القائمة ما يثبت ما قلته من البداية انه لم يشذ في أي يوم من الأيام عن الخط المركزي لميرتس لا بل أن في بعض الأحيان رأينا داخل حزبه من هو أجرأ منه في المواقف السياسية اليسارية .

توجهنا إلى النائب السابق عيساوي فريج للتعقيب على الأقوال المذكورة أعلاه، وكذلك لحزب ميرتس، وحتى كتابة هذه الكلمات لم يصلنا أي تعقيب حول الموضوع.
 

في الصور: برهوم جرايسي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]