اكد الباحث في تاريخ القدس فخري أبو دياب ان حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى اصبح هدفا لمطامع الجمعيات الاستيطانية مشيرا الى ان هذه الجمعيات تعمل على طرد السكان والاستيلاء على ممتلكاتهم لإقامة بؤر استيطانية لاتمام مشروعها التهويدي وإحاطة المسجد الاقصى بتجمعات وبؤر استيطانية وبالتالي طرد السكان عن محيط البلدة القديمة والمسجد الاقصى واحلال مستوطنين بدلا منهم.

واوضح أبو دياب أن الجمعيات الاستيطانية تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها حي بطن الهوى منذ القرن التاسع عشر وهو ادعاء باطل حيث ان السكان يمتلكون الوثائق التي تثبت ملكيتهم للأراضي والممتلكات موضحا ان المستوطنين يعتمدون على قرارات المحاكم الاسرائيلية التي تفصل قراراتها حسب مقاس المستوطنين ومشاريعهم التهويدية، والتي ترفض حتى قبول او نقاش الدعاوي التي تقدم لها من السكان حول ممتلكاتهم في الجزء الغربي من المدينة رغم ثبوت الأدلة. ويشير الى ان الحكومة الاسرائيلية تعمل على تقديم المساعدة للمستوطنين وتوفر لهم الحماية والدعم لانهم جزء من المنظومة الاحتلالية التي تعمل على طرد وترحيل السكان العرب وتهويد المدينة المقدسة رغم ان تهجير السكان القصري يعتبر جريمة حرب ومخالف للقانون الدولي الانساني .

750 مواطن مهدد بالطرد

وراى أبو دياب ان على المؤسسات الحقوقية والدولية والجنائية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها لمنع طرد السكان المخالف للمعاهدات والمواثيق الدولية حيث أن اكثر من 750 مواطن مقدسي سيتم طردهم من منازلهم وتشريدهم وغالبيتهم من الاطفال والنساء.

وقالت حركة السلام الان في تقرير لها حول حي بطن الهوى انه بعد صدور قرار المحكمة الذي يلزم عائلة ناصر الرجبى بمغادرة منزلها (ثلاث عائلات تضم 22 شخصًا) ، قضت محكمة الصلح الأسبوع الماضي بأن عائلة الدويك ستضطر إلى إخلاء منزلها لصالح المستوطنين في بطن الهوى حتى 2 اب 2020. (خمس عائلات تضم 26 شخصا). وقبل ايام قضت محكمة الصلح بأن على عائلتي الشويكي وعودة اخلاء منزليهما بحلول 15 اب 2020 (ثلاث عائلات تضم 19 شخصًا).

وأشار التقرير الى ان هذه الدعاوى تشكل جزءًا من عشرات الدعاوى القضائية المتعلقة بالإخلاء التي رفعها مستوطنون من جمعية عطيرت كوهانيم ضد حوالي 84 عائلة فلسطينية تعيش في بطن الهوى في سلوان ، مما يعرض مجتمعًا يضم 700 شخص لخطر الإخلاء. ويدعي المستوطنين أنه في أواخر القرن التاسع عشر تم تخصيص الأرض لمالكين يهود ولصندوق يهودي لصالح اليهود اليمنيين الفقراء في القدس. اليوم ، وباسم هذه الوقفية ، يسعى المستوطنون إلى طرد العائلات الفلسطينية التي بنت منازلها بشكل قانوني على تلك الأرض بعد عام 1948.

تقديم استئناف

وأشارت السلام الان الى انه منذ عام 2015 ، تم إجلاء 14 عائلة من بطن الهوى. وقد أمرت الأحكام الثلاثة هذا الشهر باخلاء 11 عائلة أخرى تضم 57 شخصًا ، وهناك حوالي 80 عائلة أخرى عليها قضايا اخلاء. في جميع الحالات , تنوي العائلات الاستئناف الى المحكمة المركزية، وهذا الإجراء عادة ما يستغرق عدة أشهر إلى سنة.

واعتبرت السلام الآن محاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين واستبدالهم بمواطنين إسرائيليين ، في قلب حي فلسطيني في القدس الشرقية. لم يكن بإمكان المستوطنين أن ينجحوا دون دعم ومساعدة السلطات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ان هذه الخطوة تشكل ضربة قاسية لحل الدولتين عن طريق منع إقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية ، هذا عمل غير عادل وقاسي جدا لطرد عائلات عاشت بشكل قانوني في منازلها على مدى عقود. ان المستوطنين يستخدمون حق العودة لليهود لاستعادة الممتلكات التي فقدوها في حرب عام 1948 ، ومع ذلك لا تعاد الممتلكات الفلسطينية المتروكة في عام 1948 لاصحابها "

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]