اثارت عملية اطلاق النار في البلدة القديمة في القدس التي قام بها الشاب شاي بنا من مدينة حيفا وصاحب محل ورود، الأمر الذي أسفر عن إصابة شرطي بجروح طفيفة زوبعة من الانتقادات الواسعة مصدرها الأساسي تساؤلات كثيرة كشفت عن تباين في الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي والشارع ايضا حول السبب الرئيسي لقيام البعض من عرب ال48 بهذا النوع من العمليات اذا وصلت التساؤلات الى شرعية هذه العمليات وشملها ضمن النضال القانوني المشروع للجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل اذ رأى البعض ان النضال يجب ان يكون قانونيا دون أي عمليات ممكن ان توصف بالإرهابية او الخارجة عن القانون فيما رأى اخرون ان المواطنون العرب يمرون بضائقة حقيقية بسبب تضييق الخناق من إسرائيل على كافة الأصعدة، وبالتالي فان السلطة تكون هي المسبب للحالة النفسية التي جعلت مواطنا معينا يقوم بتصرف مثيل، فيما تساءل البعض عن الوسائل النضالية المتاحة بشكل فعلي والمشروعة لتحصيل الحقوق الفردية في الدولة مع المحافظة على الكينونة القومية الفلسطينية.

مقاومة الاحتلال الاسرائيلي من الداخل يجب ان تكون ضمن نشاطات سلمية ومتواصلة وضمن القانون

الناشطة الاجتماعية والنسوية سماح سلايمة رأت ان العمليات الانتقامية وردود الافعال الفردية على الوضع السياسي في البلاد، وتحديدًا ضد صفقة القرن المطروحة للتداول حاليا، هي ردود انفعالية وغاضبة ولا تتعدى كونها تفريغ عواطف وسخط على الوهن العربي والاستخفاف بمصير المواطن الفلسطيني. وتابعت: اعتقد انه اي نضال مسلح المفروض يكون ضمن حراك جماعي ومخطط له ضمن الحركات السياسية والشعبية في أراضي فلسطين المحتلة التابعة للسلطة الفلسطينية، هناك يأخذ النضال أشكال ومناح اخرى لا يستطيع المواطن العربي في داخل اسرائيل اتخاذها. فمقاومة الاحتلال الاسرائيلي من الداخل يجب ان تكون ضمن نشاطات سلمية ومتواصلة وضمن القانون.

وتابعت: انا مقتنعة انه نضال المواطنين الفلسطينيين داخل دوله اسرائيل عليه ان يكون ضمن هذه الحدود، وكلما كان الضغط الجماهيري أكبر وأوسع كان الصوت اقوى واصدق، ورأينا مثلاً انتقال اهل القدس المحتلة على حكومة اسرائيل التي حاولت فرض بوابات المراقبة الإلكترونية، بالمظاهرات والصلاة الجماعية والاعتصام في الشوارع وتحت حماية الإخوة المسيحين من القدس، هذا النضال كان اقوى وأشد وقعاً على الاحتلال من اي عملية إطلاق رصاص. وكانت النتيجة تراجع الجيش عن قرار نصب البوابات.

ونوهت: ويعلمنا التاريخ ايضاً ان عمليات الطعن وإطلاق الرصاص في القدس يُستغل اعلامياً من قبل اسرائيل لتتحرك وتسد الطريق امام المصلين وتضيق بيد من حديد على اهل القدس القديمة والأهالي من الخارج القدس اللذين يزورون المدينة ويدعموا الصمود فيها. فهل يذكر اي حد منفذ العملية بعد فتره؟ طبعاً لا، فنجد الاعلام الاسرائيلي والساسة اليهود يتغنوا بالإرهاب والعنف الفلسطيني في كل العالم بدل التركيز على الاحتلال وجرائمه، لذلك انا أفضل عشرات الألوف من المصلين في الاقصى على عمليه إطلاق رصاص واحده غير موفقه يستشهد منفذها فوراً.

ضائقة سببها الاحتلال!

الناشطة السياسية فداء طبعوني قالت بدورها: باعتقادي انه منذ عام 1948 وحتى اليوم اخذنا على عاتقنا في إسرائيل ان يكون نضالنا من خلال وسائل ديمقراطية ونضال غير عنيف، من اجل تحقيق حقوقنا كأقلية فلسطينية وطرح قضايا الشعب الفلسطيني في الشتات وفي الضفة وغزة، مناهضتنا ضد الاحتلال وصفقة القرن ونضالنا في يوم الأرض وفي عدة محطات تاريخية عشناها كشعب واقلية فلسطينية في الدولة ويختلف عن وجود شعب تحت الاحتلال، الشعب الفلسطيني في الضفة.

ونوهت: يجب الإشارة الى نقطة مهمة وهي هل يتم فحص هذه القرارات التي يقوم بها فرد معين وتعتبر بالأساس قرارات شخصية، ابعادها واسبابها وارتباطها في القضية الفلسطينية ام لها في بعض الأحيان ابعاد نفسية ونحن قد رأينا ان الأبحاث قد تحدثت عن انتفاضة السكاكين في حينه ان جزء كبير من الشباب التي قامت بهذه العمليات كانت تعيش في ضائقة جزء منها الاحتلال وضائقة نفسية أخرى، مهم التركيز على النضال السلمي لأنه ساهم بتقويتنا كأقلية فلسطينية في الداخل.

كل مرة تتم عملية عن طريق مواطن عربي يحمل الهوية الإسرائيلية تشهد الساحة السياسية حملات تحريض ارعن

الناشط السياسي والمحامي باسل دراوشة رأى بدوره ان نضال الجماهير في الداخل عبر الساحات السياسية والشعبية هو نضال سياسي واجتماعي وقانوني وتابع: هذه الاليات والمساحات القانونية المتاحة لنا علينا أن نستعملها ومحسن استعمالها كي نحقق مكاسب شرعية وتعزز وجودنا وثباتنا في ارضنا ومن خلالها تدعم العملية السلمية في المنطقة الغير متوفرة في هذه المرحلة.

ونوه: تحويل النضال إلى عمليات مسلحة كعملية القدس من قبل المواطنين العرب في اسرائيل هو أمر يعود بالضرر والمشاكل على المواطنين العرب بحيث يعطي ذريعة لليمين والأجهزة الأمنية لتضييق الخناق علينا ويتم استغلالها لتسويق صفقة القرن والمخطط لضم مناطق في المثلث إلى السيادة الفلسطينية، وملاحقة المواطنين العرب في كل موقع بحجج أنهم خطر أمني على الدولة. ففي كل مرة تتم عملية عن طريق مواطن عربي يحمل الهوية الإسرائيلية تشهد الساحة السياسية حملات تحريض ارعن وعنصرية على جماهيرنا وشعبنا ويحاول اليمين استثمارها من أجل تسويق كذبته بأننا خطر على إسرائيل وبالتالي تزيد العداء بين الشعبين في الدولة.

وختاما ركز على ان يجب أن يكون نضالنا سياسي وقانوني واجتماعي ضمن المساحة التي يكفلها القانون وضمن أنظمة الديمقراطية بعيدا عن استعمال العنف والسلاح.

ما هي انواع النضال المتاحة امامنا كمواطنين ومواطنات فلسطينيين في إسرائيل؟

بدورها الناشطة السياسية والنسوية نبيلة اسبنيولي تساءلت: السؤال المطروح ما هي انواع النضال المتاحة امامنا كمواطنين ومواطنات فلسطينيين في اسرائيل؟ وتابعت: طبعا ادوات النضال القانونية المتاحة امامنا متعددة فمجرد بقائنا والمحافظة على هويتنا وصمودنا امام سياسات القمع والتمييز هو نضال يومي يشارك به غالبيتنا بشكل ممنهج وغير ممنهج اذ اصبح وجودنا وكياننا ولغتنا نضال، اما النضال المنظم فممكن ان يكون نضال جماهيري نضال برلماني نضال شعبي نضال ثقافي، ومهما تنوعت انواع النضال فجميعها قانونية يحددها القانون وحتى ان قررنا العمل ضد قانون مميز فأننا نناضل ضمن المتاح ونبدع في النضالات، وحتى ان وسعنا مجالات النضال الى نضال عالمي فأيضا نضالاتنا تستند الى مواثيق دولية ومعاهدات دولية، تبنتها الدولة او لم تتبناها فهي مواثيق دولية ملزمة للدولة، وجميع المواثيق الدولية تضع المسؤولية على الدولة للمحافظة على الحقوق، لذلك انتهاك حق المواطن في العيش الكريم هو بمسؤولية الدولة والمحافظة على امن المواطن بمسؤولية الدولة، فما العمل ان لم تقم الدولة بدورها هل يصبح شرعيا ان نأخذ القانون الى ايدينا ام نتابع في الضغط على الحكومة بان تقوم بدورها طبعا هذه هي مهمتنا بان نستخدم كل الادوات القانونية المتاحة امامنا لإحقاق حقوقنا ولدينا فرصة في اول اذار للمشاركة وتقوية صوتنا.

لا يمكن النظر الى عملية القدس بمعزل عن كم الاحباط والتوتر الذي خلقته مؤامرة القرن

بدوره الناشط السياسي والاجتماعي عبد اللطيف حصري رأى انه لا يمكن النظر الى عملية القدس بمعزل عن كم الاحباط والتوتر الذي خلقته مؤامرة القرن، وممارسات الاحتلال القمعية. وتابع: فرغم قناعتي أن النضال الأجدى والأنسب للجماهير العربية الواقعة تحت المواطنة الاسرائيلية، هو النضال الشعبي والسلمي، الا أن التفتيش عن دوافع عملية ذات طابع عنيف في ثنايا احباط المقموع، يحرف الأنظار عن جوهر الصراع ومصدر التوتر وهو الاحتلال وممارساته الاجرامية. فالاحتلال وانفلات قطعان الفاشية الاستيطانية في المناطق المحتلة بما فيها القدس العربية والأماكن المقدسة، هي وصفة لزيادة التوتر والصدام الدموي. صفقة نتنياهو وترامب ليس فقط انها لا تقدم حلا، بل تجعل امكانيات الحل مستقبلا مستحيلة، ولا تبشر سوى بالمزيد من الدماء. وفي واقع الأمر ما تقترحه على أنه "دولة فلسطينية" منزوعة السلاح، هو في الحقيقة كانتونات أو على الأصح معازل عرقية منزوعة السيادة ومنزوعة من مقومات الحياة الأساسية، لا بل ومنزوعة الكرامة أيضا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]