تتأثر أسواق المال العالمية بفيروس الكورونا المنتشر مؤخرا في الصين والذي أصيب به الكثيرون بشكل عكسي، فمع ارتفاع عدد المصابين بالفيروس تنخفض بالمقابل البورصات العالمية بسبب تأثير انتشار المرض وعوامل تتعلق فيه على مرافق وجوانب عديدة في الصين التي كانت تعتبر اول مصدر ومنتج للعالم وثاني عملاق اقتصادي بعد الولايات المتحدة.

الخبير الاقتصادي د. رمزي حلبي رأى ان تأثير فايروس الكورونا يبدأ بالفروع الحساسة مثل السياحة والطيران ومراكز النقاهة والمطاعم والأمور الأخرى وينتقل بسرعة الى جوانب أخرى، وشرح قائلا: فمثلا نرى انه أكثر من 2000 فرع تابع لشركات ستاربكس الامريكية تم اغلاقها، أيضا شركات مثل مايكروسفت وغيرها تطلب من الموظفين البقاء في بيوتهم وعدم الخروج بدون حاجة.

هبوط في بورصات الصين أكثر من 8% وبورصة تل ابيب هبطت أكثر من 4%

وتابع ل "بكرا": اذا ما عدنا الى العامل الاقتصادي فانه في عام 2003 كان هناك مرض مشابه يسمى "سارس" أيضا انتشر في الصين وكان خطيرا ولكن حينها الصين كانت تنتج فقط 4% من الإنتاج العالمي بينما اليوم تنتج الصين 16% من الإنتاج العالمي فبطبيعة الحال هي تؤثر على الاقتصاد العالمي بعد ان تؤثر على الاقتصاد الصيني، اذ نرى في إسرائيل ان 80% من المشتريات تأتي من شركتي "علي بابا" او "علي اكسبرس" حيث لا تستطيع مؤخرا ان ترسل هذه البضائع بشكل منظم الى المستهلكين، عدا ان المناطق التي ضربت بهذا المرض في الصين تحوي ملايين السكان لذلك هناك حاجة الى ملايين من الأقنعة الواقية لا تستطيع الشركات الصينية توفيرها لذلك تتوجه لشراء البضائع، والتي كانت تصنع لكل العالم، تتوجه للولايات المتحدة واليابان والدول الأوروبية لشراء اقنعة واقية ومنتجات أخرى لأنها موجودة في ازمة كبيرة جدا.

ونوه: كما لاحظنا هبوط في أسواق المال في العالم وهبوط في بورصات الصين أكثر من 8% وبورصة تل ابيب هبطت أكثر من 4% ما يدل ان الأسواق الاقتصادية ستضرر لان الصين هي العملاق الاقتصادي الثاني في العالم، فبعد الاقتصاد الأمريكي الأول عالميا تأتي الصين في المكان الثاني وتقترب من انتاج حوالي 20 تريليون دولار أي تؤثر على الاقتصاد في كثير دول وتستثمر أيضا في جنوب افريقيا وإسرائيل أيضا حيث اشترت تنوفا وتقوم بمشاريع بنية تحتية في إسرائيل، لذلك فهي ستؤثر على اقتصاد العالم.

وأضاف د. حلبي قائلا: من جانب الاخر يقع قول "مصائب قوم عند قوم فوائد" في موضعه الصحيح في هذه المرحلة حيث هناك شركات تشتغل هذا الوضع لتأتي مكان الشركات الصينية والإنتاج الصيني، فمثلا شركة "ماجين اوبتيك" الإسرائيلية باعت أكثر من 20 ألف من الأقنعة الواقية خلال يوم ما يعني ان الشركات تربح. كما ان الأشخاص المضطرون للبقاء في البيوت يستهلكون الكثير من الأمور الالكترونية والأفلام والشراء عن طريق الانترنت وهذه الأمور تؤثر باتجاه اخر.

وختاما قال: الصين بإمكانها ان تحتوي المرض ومواجهته لان نظامها دكتاتوري اجتماعيا وسياسيا وهناك سيطرة تامة للحكومة على المرافق لذلك اعتقد انه سيكون هناك انضباط واتخاذ خطوات صارمة لاحتواء هذا الوباء ولكنها ضربة قاسية جدا للاقتصاد الصيني لا يمكن ان نقدر حتى الان حجم الخسائر لكنها تقدر بعشرات مليارات الدولارات، كما ان البنك المركزي في الصين يضخ حوالي 180 مليار دولار الى البنوك الصينية لكي لا يكون هناك نقص في السيولة او انهيار مالي، لذلك اعتقد ان الابعاد ستكون لاحقا وسيتضرر الاقتصاد العالمي عموما ولا يمكن التغاضي عن ذلك، كما ان الاقتصاد الصيني في خطر لان الشركات ستدخل وتنافس في الصين، وفي إسرائيل هناك 20 الف عامل صيني وهناك تعاون اقتصادي بين إسرائيل والصين وهذا سيضر بمصالح كثير جدا بين البلدين.

الحجم المتوقع حتى الان لخسارة الاقتصاد العالمي تصل الى نحو 160 مليار دولار

بدوره الخبير الاقتصادي د. وائل كريم رأى ان لوباء الكورونا أثر كبير على الاقتصاد العالمي والمحلي، خاصة وانه يضرب ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين. اذ ان ما يزيد عن ثلث البضائع في العالم تصنع في الصين، وان الصين هي أكبر طاقة تصنيعية في العالم، من هنا فان المنتوجات المصنعة في الصين سوف تشهد ارتفاع في اسعارها، كما وان انخفاض في النفط نتيجة تدهور التصنيع الصيني سيؤثر على مداخيل الدول النفطية.

وتابع: ان الحجم المتوقع حتى الان لخسارة الاقتصاد العالمي تصل الى نحو 160 مليار دولار، ولكن هذا الرقم مرجح ان يزيد إذا ما زادت مدة هذه الافه او إذا زاد حجم انتشارها في العالم. مما لا شك فيه ان هناك مصالح تستفيد من أضعاف الاقتصاد الصيني وإنتاج الأدوية والمضادات، وعلى راسها الولايات المتحدة التي اضطرت ان تتراجع عن خربها الاقتصادية على الصين، لذلك ليس من المستبعد ان يكون لأمريكا ضلع في انتشار هذا الوباء ضمن حربها الشرسة على تهديد الصين لسيطرتها الاقتصادية على العالم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]