بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة العربية في البلاد على المجال المهني والتقدم الوظيفي واشغال مناصب رفيعة جدا احتكرت على الرجال سابقا الا انها لا زالت تحفر بأظافرها لتحقق طموحاتها ومبتغاها دون كلل او ملل متحدية كل الصعوبات والعقبات على شتى ومختلف المستويات، هبة فلاح احدى هؤلاء النسوة، فهي ام وزوجة وايضا المرأة الأولى التي شغلت منصب مدير قسم الشبيبة في البلدات البدوية  في الشمال حيث في مقابلة خاصة لـ "بكرا" الذي يحرص عن الكشف وطرح الموضوع وعرض الصورة الغير نمطية للمرأة الحديدية، تحدثت عن العقبات والحواجز التي واجهتها في سبيل الحصول على وظيفة مشابهة مشددة انه ليس كل امرأة تمتلك القدرة بالفعل للوصول وتحقيق أهدافها في ظل الهيمنة الذكورية الموجودة اليوم على المناصب الرفيعة في المجتمعات الشرقية بصورة خاصة.

نبقى نسبة قليلة جدا يشغلن مناصب ووظائف جيدة في المجالس المحلية العربية

وتابعت: بشكل عام المجالس كانت تدمج بين قسم الشبيبة وقسم الرياضة وعندما قررت وزارة التربية والتعليم فصل القسمين إثر ذلك على قسم التربية فمن ناحية هناك إشكالية وجود وظيفة جديدة من هذا النوع كمدير لقسم الشبيبة ومن ناحية اخرة صعوبة تقبلي كإمراه مديرة في هذا المنصب من قبل اشخاص من داخل وخارج المجلس خصوصا لدى الرجال حيث انه لغاية هذه اللحظة يصعب على الرجل تقبل وجود امرأة اعلى منه في المنصب.

وأضافت قائلة حول طبيعة وظيفتها: نحن نتعامل مع قسم الشبيبة من جيل 12 وحتى 18 ولكنني لا اتقيد بهذا الجيل لأنني أؤمن انه يجب ان يكون هناك تسلسل في الأجيال التي تحصل على حقها في قرى البطوف وانا اسعى لذلك دوما والحقل يثبت ذلك، نحن الان في عام 2020 ولا زلنا نشهد صعوبات قوية جدا بالنسبة للمرأة في هذا الموضوع رغم كل التغييرات والمداعبة للحصول على هذه الوظائف لكننا نبقى نسبة قليلة جدا يشغلن مناصب ووظائف جيدة في المجالس المحلية العربية.

ونوهت: للأسف فان هذا الموضوع متشعب جدا حيث حددت التربية القديمة مكانة المرأة فقط داخل المنزل بوصفها ربة منزل خلقت لتكون ربة منزل للعناية بالأبناء والزوج، وعلى مدار سنوات تم تهميش لشخصية المرأة ولكننا اليوم في صدد التغيير بنظرة وقبول المرأة لنفسها حيث تختلف نظرة المرأة لنفسها اليوم حتى من ناحية العناية بنفسها، كذلك الامر المرأة تطلب دعم الزوج حتى تصل الى منصب رفيع في السلطات المحلية واي عمل اخر، على الرجل ان يدعم المرأة ويعطيها الدعم الكامل والقوة خصوصا في ظل وجود مخاوف جانبية، كل هذه الأمور تدعم المرأة وتقوي من شخصيتها وعزيمتها وتساعدها في الوصول الى هدفها.

الشرطة تتحمل القسم الأكبر من المسؤولية!

وعن العنف المستشري في المجتمع العربي قالت: انخفضت نسبة العنف في البطوف خصوصا بين أبناء الشبيبة ولكن واجب علينا الاستمرار في توعية الطلاب سواء بما يتعلق بالعنف الكلامي والجسدي او الموجود في وسائل التواصل الاجتماعي، هناك عدة خطوات نتبعها كقسم شبيبة منها محاضرات وفعاليات مثل المسرحيات التي نحاول من خلالها إيصال الفكرة الى الطلاب ومحاضرات تقوم بها الشرطة تتطرق خلالها الى أمور ممكن ان تحدث بسبب العنف، علما ان الشرطة تهاونت في ردع العنف والجريمة في المجتمع العربي وهناك ابعاد سياسية جدا خطيرة لا يمكن انكار ذلك، لكن لا يمكن القاء اللوم فقط على الشرطة هناك عدة عوامل وتداعيات مثل المجتمع والاهل والمدارس ولكن لغاية الان تهاون الشرطة في المجتمع العربي هو السبب الرئيسي في عدم ردع الجريمة هناك اليات ممكن ان تقوم بها ولغاية الان هي لا تستعملها.

المرأة التي تتحمل الم الولادة تستطيع ان تصل الى طموحاتها

وختاما حرصت فلاح على توجيه رسالة خاصة للمرأة وقالت: انا اؤمن بالمرأة وبشخصية المرأة، بصرف النظر عن وضعها الاجتماعي، لا يجب ان تؤمن المرأة ان هناك حاجز بل عليها ان تؤمن بشخصيتها وان تجد الحلول بالنسبة لبيتها وان لا تتجاهل عائلتها وبيتها أيضا ممكن إيجاد حلول وسط تمكنها من المحافظة على مهنتها وطموحها من ناحية وعائلتها من ناحية أخرى، رغم كل التحديات التي تواجه المرأة لا يجب ان تستسلم بل يجب ان تأتي قوتها من داخلها حي تستطيع ان تتحمل ولادة وعائلة كاملة وأيضا دوام كاملة ممكن ان تحقق ذاتها وتصل الى طموحها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]