أكد الصحافي المصري المتخصص في الشأن الاسرائيلي، احمد بلال، ان صفقة القرن ليست الا مجرد هروب الى الأمام من قبل نتنياهو وترامب.

وقال لـبكرا: طيب هو بالنسبة لصفقة القرن فهذا المصطلح غير دقيق يعني المصطلح لا هو دقيق ولا هو منضبط، الادق انه اسمها رؤية ترامب ،يعني رؤية ترامب ،ورقة ترامب لحل القضية الفلسطينية او رؤيته لانهاء الصراع يعني .اذا نحن امام مجرد رؤية مطروحة من ادارة امريكية في نهاية عهدها المفترض الذي هو في العام الاخير له وذاهب نحو انتخابات والمفترض انه يواجه ازمات داخلية وبالتالي هذه الرؤية غير ملزمة ،الصفقة دائما بكل اطرافها ،انما نحن امام الطرف ،الطرف الامريكي الاسرائيلي هم الاثنين في طرف واحد في الحقيقة اما الطرف الاخر الذي هو يجب ان يقبل من اجل ان نقول ان هناك صفقة هو الطرف الفلسطيني، والطرف الفلسطيني رفض هذه الرؤية وبالتالي لا يصح استخدام مصطلح صفقة.

وتابع:نحن امام شخصيتين الاول الرئيس الامريكي وهو رئيس مهدد بالعزل حتى ولو نظريا يعني يتم التحقيق معه من قبل مجلس الشيوخ وهذا بالطبع سيأثر على فرصه بالانتخابات المقبلة ان لم يعزل، وبالتالي ترامب واقع في ازمة ومحتاج ان يهرب الى الامام ومن الجانب الاخر بنيامين نتنياهو مهدد بالسجن في اسرائيل ويتم التحقيق معه الان وفي الانتخابات الاخيرة حصل على المرتبة الثانية وقبلها حصل على الاولى وفي المرتين فشل في تشكيل الحكومة ونحن الان امام انتخابات ثالثة بعد شهر يحاول نتنياهو ايضا ان يحقق اي مكاسب، لتسمح له بتشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة وبالتالي يستطيع تمرير قانون تحصينه من قضايا الفساد التي يحاكم بسببها ،وبالتالي نحن امام رئيس مهدد بالعزل ورئيس وزراء مهدد بالسجن والاثنين محتاجين اي رؤية تجعلهم يتجاوزوا هذه المحنة، وانا بتقديري انه طرح ورقة ترامب في الوقت الحالي الهدف منه ليس حل قضية فلسطين ولا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولا العربي الاسرائيلي انما فقط انتشال نتنياهو وترامب من المأزق الذين هم فيه.

إنهاء الانقسام

وحول تبعات الإعلان عن صفقة القرن، قال: بعد الاعلان عن صفقة القرن انا بتقديري سيتم انهاء الانقسام الفلسطيني وهذا كان له علاقة بسؤالك الثاني ،لا يوجد سبب لانهاء الانقسام الفلسطيني وانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية اكثر من هذا، وانا في الحقيقة وصراحة اقول انه الطرف الذي يماطل في انهاء الانقسام هو طرف مجرم ويتحمل عار ورقة ترامب ويتحمل عار ما سيترتب عليها، الفلسطينيون يجب ان يوحدوا صفوفهم اولا ويجب ان يظهروا كشعب موحد وليس مجرد فصائل متقاتلة وبعد هذه الخطوة يجب ان يكون هناك اصطفاف عربي واسمح لي ان اقولك انه لن يكون هناك اصطفاف عربي حقيقي دون وحدة وطنية فلسطينية ،يعني الكرة الان في ملعب الشعب الفلسطيني من اجل افشال هذه الرؤية.

موقف مخزي

وعن مشاركة بعض الدول العربية في الإعلان عن صفقة القرن، قال: انا اتوقع انه على الاقل كان لهم مسودة لهذه الخطة،وبالتالي انا في الحقيقة امام موقف مخزي وموقف سيئ جدا انه تشارك الدول العربية فبمجرد المشاركة هو اعلان مباركة لهذه الرؤية، اعتقد ان هذه رؤية وخطة مجحفة جدا لحقوق الشعب الفلسطيني وليست التي يطالب بها الشعب الفلسطيني وانما الحقوق التي منحتها الشرعية الدولية لحل قضية فلسطين، يعني نحن لسنا امام مطالب نطالب بها للشعب الفلسطيني ،الشعب الفلسطيني حقه في ارضه التاريخية ولكن على الاقل ان نتحدث عن القرارات الشرعية الدولية وهذه الرؤية متعارضة تماما مع القرارات الشرعية الدولية ،وكنت اتمنى للدول العربية المشاركة بالتمسك على الاقل ان تتمسك بالمبادرة العربية والتي هي نفسها تقدمت لها المبادرة العربية من اجل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي .

هروب إلى الأمام

وفي رده على سؤالنا بخصوص تطبيق الصفقة وتنفيذها، أجاب: اذا كانت الصفقة ستنفذ أن لا فانا قلت انها هروب الى الامام، هروب من الامام من نتنياهو وهروب من الامام من ترامب وهي مجرد رؤية فنحن رأينا انه من بداية قضية فلسطين ،نرجع لمشاريع الدولة الدولة الفلسطينية لتقريبا العشرات من مشاريع الدولة الفلسطينية بما فيها المشاريع الفيدرالية والكونفينترالية والدولتين والدولة الواحدة وغيره ،كل هذه طرحت مشاريع للدولة الفلسطينية وكلها سقطت وبقى الشعب الفلسطيني المتمسكبالربوع الى قرار 242 وبالتالي هذه الوثيقة وهذه الرؤية وهذه الخطة ليست ملزمة ،وستسقط بسقوط ادارة ترامب وهي مجرد هروب الى الامام.

سد النهضة

وأنهى حديثه: بالنسبة للموقف المصري، انا ارى بيان الخارجية المصرية بيان اقل من المطلوب ،وانا بتقديري انه الخارجية المصرية خضعت لضغوط بما يتعلق بملف سد النهضة لانه وزير الخارجية المصري في الولايات المتحدة الان المفترض بدأ بفعل المفاوضات النهائية لسد النهضة وبالتالي اعتقد انه البيان لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب هذا ،البيان المصري ايضا بتقديري انه الفقرة الثانية من البيان وهي فقرة تعبر عن الموقف المصري الثابت دوما والذي هو حقوق الشعب الفلسطيني وفق القرارات الدولية والقرارات الشرعية الدولية وهذا يعني الانسحاب الى حدود الـ67، إلى انه الفقرة الثالثة والتي قالت ان الطرفين يتفاوضوا حول الورقة الامريكية وانا بتقديري الورقة الامريكية متعارضة اصلا مع القرارات الشرعية الدولية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]