اكد الصحفي والكاتب سليم سلامة في حديثه مع بكرا، ان بعد "صفقة القرن"، مثلما كان قبلها، أي: استمرار وتصعيد الهجمة المسعورة ضد الشعب الفلسطيني ووطنه وحقوقه.
وقال: لكن هذا يجري بالدوس الفظ على كل ما يسمى "الشرعية الدولية" وعلى القانون الدولي، بينما يلتزم العالم كله الصمت المريب.
وتابع: لقد خبرنا حول خيانة الأنظمة العربية لفلسطين وقضيتها وشعبها على مر العقود الكثيرة الماضية، فإن ما يشعل النار في الصدور الآن هو هذا الاستسلام الكلي والمطلق من جانب من يدّعون إنهم "قيادة" الشعب الفلسطيني... استسلام أمام الأنظمة العربية المتواطئة والمتآمرة، استسلام أمام العنجهية الإسرائيلية واستسلام أمام العربدة الأمريكية والتخاذل الدولي.
وأوضح: استسلام يجعل هذه "القيادة" كابحاً خطيراً ومأساوياً لشعب رازح تحت الاحتلال، يمنعه (بالقوة!) من أي تحرك فعلي وجدي دفاعاً عن نفسه، عن وطنه وعن مستقبل أجياله، بل يجبره على الاكتفاء بأكوام البيانات والتصريحات والخطابات التي لا تستحق حتى الطاقة المبذولة في إصدارها!.
"صفقة القرن" هذه تأتي الآن لخدمة أغراض داخلية
وأضاف: يجب أن ننتبه إلى أن "صفقة القرن" هذه تأتي الآن لخدمة أغراض داخلية، بالأساس: لخدمة نتنياهو في معركته الانتخابية في إسرائيل ولخدمة ترامب في معركته الانتخابية الوشيكة على الرئاسة الأمريكية. والقاسم المشترك بين هذين المتورطين (ترابم في قضية العزل ونتنياهو في قضية لائحة الاتهام الجنائية) هو حركة "الإنجيليين"، اليمينية المحافِظة، التي تؤيد إسرائيل والحركة الصهيونية وتدعمهما بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ وأموال. يبلغ عدد أعضاء هذه الحركة في الولايات المتحدة نحو 100 مليون شخص، غالبيتهم الساحقة (نحو 70 مليوناً منهم) يعتبرون أنفسهم "مسيحيين صهيونيين". وهؤلاء هم مصدر الدعم والقوة الأساسي لدونالد ترامب في معاركه الانتخابية على الرئاسة الأمريكية.
وأردف: من جهة أخرى، يجب أن نفهم أن الضم الذي ستلجأ إليه الحكومة الإسرائيلية هو ضم رسمي يأتي لخدمة أهداف نتنياهو الانتخابية، بمعنى أن الضم متحقق على أرض الواقع فعلياً منذ سنوات طويلة، لكن الجديد هنا أن إسرائيل تضع قدميها رسمياً على الطريق السريع نحو الأبرتهايد الفعلي والرسمي، وهو ما سيضعها (دولة إسرائيل) في حالة صدامية قوية جداً مع تعريفها كدولة "يهودية ديمقراطية"، بحيث تضع يهوديتها و"ديمقراطيتها" (المزعومة) على فوهة بركان، بما قد يأتي أيضاً بنهاية المشروع الصهيوني برمّته.
وحول ردة الفعل المرجوة، قال: حيال هذا التطور الرسمي الجديد، الذي يشكل إلغاء رسمياً من طرف واحد (إسرائيل) لاتفاقيات أوسلو، ينبغي إذن حل "السلطة الفلسطينية" التي هي الإفراز الأكبر والأبرز لهذه الاتفاقيات، التنازل عن مغانمها ووجاهتها الزائفة، وإعادة ضخ الدم في عروق هيئات منظمة التحرير الفلسطينية التي جرى تجميدها وتنويمها، لتعود كما كانت وأقوى باعتبارها القائد والممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
لدينا دور كبير نؤديه وعلينا مسؤولية عظيمة نتحملها
واختتم حديثه: أما نحن هنا، هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، فلدينا دور كبير نؤديه وعلينا مسؤولية عظيمة نتحملها، وخصوصا في مستوى إعادة تعريف وتنظيم علاقتنا بالدولة، موقعنا منها وفيها، وأهدافنا التي نبغي تحقيقها، ليس في الكنيست ومن خلالها ـ وهو ما لم يتحقق على مدى أكثر من سبعين سنة ـ وإنما من خارج المنظومة السياسية ـ الحزبية الإسرائيلية، التي لا تختلف مركّباتها في شيء في القضايا المركزية، وإنما من خلال بناء مؤسساتنا وهيئاتنا الوطنية الجامعة ووضع خطة استراتيجية متكاملة تخرج عن دائرة الإذعان لـمعادلات "موازين القوى"، وهو ما نرى نتائجه في كل مستوى وعلى كل صعيد.
[email protected]
أضف تعليق