منذ ان عاد الحدث مجددا عن صفقة القرن قبل أيام في اعقاب دعوة ترامب بنتنياهو غانتس للقاء في البيت الأبيض للحديث حول الصفقة وبنودها التي سرب بعضا منها، انتقادات كثيرة طالت جوانب واطراف من الصفقة عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المحلية العربية والعالمية جميعها اكدت على ان هذه الصفقة لن تمر سوى الى مزبلة التاريخ والهدف منها تلميع وجه نتنياهو قبل الانتخابات ومساعدته في البقاء في رئاسة الحكومة ليعلن ترامب قبل قليل ان الصفقة ستتم بعد أربعة سنوات وكأنه قرر في اللحظة الأخيرة تمرير الصفقة بهدوء حذر خشية من ثورة وغضب الشعب الفلسطيني الذي يتوعد بالثأر اذا ما مرت صفقة ترامب.

مزبلة التاريخ

الناشطة الاجتماعية والسياسية ميسم جلجولي قالت بدورها معقبة ل "بكرا" حول هذه الصفقة: طبعا وكما كنا نتوقع فهذه الصفقة ليست صفقة القرن وإنما هي طبخة فاسدة. طبخها الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو الفاسد والمجرم. هدفها تعزيز الاحتلال واستمرار السيطرة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، اضافة إلى عرقلة كل مساعي السلام والعدل والاستقلال . فنتنياهو لم يسافر بالصدفة الى الولايات المتحدة برفقة رئيس المستوطنات وأوباش المستوطنين. لكن هذه الخطة سيكون مصيرها كمصير غيرها من الخطط الامريكية الإسرائيلية- مزبلة التاريخ.

ونوه: من الواضح للجميع أن تحقيق السلام مشروط بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين في حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين. يمكن تحقيق السلام فقط بالتعاون مع قيادة الشعب الفلسطيني وليس مع الرئيس الأمريكي ترامب؛ الصفقة التي تتجاهل وجود شعب كامل تحت الحكم العسكري الاسرائيلي، والتي تأمرهم بقبول الصفقة التي ابرمت بين أمريكا وحكومة اليمين الاسرائيلية، هي صفقة باطلة لا يمكن قبولها. ولكن أكثر ما يخيف في الخطة هو انها من الممكن أن تشعل المنطقة برمتها، فهي ليست مجرد مناورة انتخابية.

تستدعي ردًّا سياسيًّا وشعبيًّا لكل الشعب الفلسطيني

الناشط السياسي والاجتماعي المحامي باسل دراوشة قال بدوره: يجب تكثيف العمل الجاد والمدروس لإفشال صفقة القرن، ان صفقة القرن هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتمس كل الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المؤمنة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان فهي تحتوي على شطب حقوق اللاجئين والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وشرعنة الاستيطان وضم مناطق واسعة من الضفة الغربية الى إسرائيل، وحرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولة سيادية مستقلة.

وتابع: لذا فإنها تستدعي ردًّا سياسيًّا وشعبيًّا لكل الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اعلان الإضراب العام للشعب الفلسطيني والخروج بمظاهرات جماهيرية في كافة المدن والقرى الفلسطينية وفي الدول العربية والإسلامية تعبيرًا عن رفض المؤامرة الأمريكية الصهيونية على الشعب الفلسطيني. على الشعوب العربية اخبار قيادات الدول العربية الإعلان عن رفض صفقة القرن، بشكل واضح لا يقبل التأويل ودون تأتأة أو تلعثم وعليها الوقوف بشكل جاد إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته ومساندتها ومساعدتها في التصدي للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية..

وأضاف: كما يتوجب على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقائمة المشتركة الاجتماع الفوري وبحث وإقرار خطوات ونشاطات جماهيرية في كافة ارجاء البلاد للتعبير عن موقفها الرافض لصفقة القرن وللتأكيد على أنّ هذا الجزء الحي والصامد من الشعب الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلًا. وحسب المصادر فإن صفقة القرن تشمل تحويل مناطق في المثلث إلى السيادة الفلسطينية وذلك كمخطط لتهجير فلسطيني الداخل والتقليل من التعداد السكاني للجماهير العربية في اسرائيل وبالتالي فإن الأمر يمس بنا بشكل مباشر عدا عن مسه في قضية شعبنا الفلسطيني العادلة.

ونوه: يجب أن يكون ردا فلسطينيا وعربيا على صفقة القرن بشكل يكون بمثابة صفعة لنتنياهو وترامب وجانتس وكل من تسول له نفسه المساس بالشعب والقضية الفلسطينية. حيث يجب أن يكون ردّا فلسطينيا وعربيا قويا وموحّدا وبخطى مدروسة للتصدي لصفقة القرن وتوابعها.
وعلى كافة القوى السياسية العربية والعالمية وشعوب العالم التي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني والعدالة بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة المصيرية والحرجة.

الهدف من صفقة القرن انقاذ بيبي وترامب من التحقيقات

الناشطة السياسية والنسوية فداء طبعوني قالت: من الواضح ان الهدف من صفقة القرن انقاذ بيبي من التحقيقات ضده وفي الانتخابات القادمة، كذلك الامر ترامب موجود في نفس الوضع وقبل الانتخابات فكان محبذ اظهارهم كقيادات يقومون بعقد صفقات تؤدي الى تغيير الخارطة السياسية في الشرق الأوسط حيث تصب مصالحهم الاقتصادية وجزء منها مرتبط بدول عربية ومن يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني لذلك علينا انهاء الانقسام وتوحيد الصفوف وعلينا مناهضة هذه الصفقة الوقحة ومواجهتها بكل الطرق لتخطي هذه المرحلة، شعبنا صامد وستقام الدولة الفلسطينية ولا يمكن محو حق شعب كامل بتحقيق مصيره وبناء دولته.

تمهيد الطريق لنتنياهو للبقاء في الحكم

الناشطة السياسية والنسوية سماح سلايمة قالت بدورها: مهرجان التصفيق المستمر للعرض المسرحي الأمريكي الاسرائيلي في البيت الأبيض يمهد الطريق لبنيامين نتنياهو للبقاء في سدة الحكم في اسرائيل وقد يكون هذا التصريح أجمل واقوى هدية لنتنياهو قبل دخوله معارك قضائية لا نهاية لها، ترامب يتحدث مع الصهاينة الأمريكان والإنجيليين الداعمين لإسرائيل وسيطلب منهم دفع الحساب الدسم لحملته الانتخابية القادمة، ونتنياهو يحلم في يوم الانتخابات وأصوات اليمين المضمونة مع وعد ضم الضفة الغربية وتحديد الحدود الغربية لدولة اسرائيل.

ونوهت: هذا السيرك مع البهلوان اليهودي والبهلوان الأمريكي لم يحضره اي فلسطيني واحد. وللأسف سفراء البحرين عمان والإمارات كانوا ثلاث ورقات تين عربية ذليلة ومهينة في تلك القاعة المليئة بداعمي اسرائيل وأجندتها الاستعمارية الأبرتهايدية. اتفق ترامب ونتنياهو بينهم على خطة سلام بدون الفلسطينيين. خطة تحظى اسرائيل بكل ما حلمت به بعد اثنين وسبعين عاماً من الاحتلال، وتبقي لفلسطين 50 مليار دولار سيحظى بها مقاولون من الخليج والعالم. ملخص الخطة يعطي الفلسطينيين الفتات في حالة تصرفوا بأدب لمدة اربعة سنوات متواصل نقطة الامل الوحيدة التي أراها في هذا السواد السياسي وبحر الظلمات الذي غرق فيه الفلسطينيين هو فرصة توحيد الصف بين غزه ورام الله. بين حماس وفتح. بين فلسطين الداخل وخارج الخط الأخضر. يبقى التعويل على عامة الشعب، وردة فعل الشارع والمطالبة بوحدة الصف للبقاء على الأرض وعدم رفع الراية البيضاء امام الاحتلال والاستيطان وتخاذل حكومات العرب>

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]