أكد الباحث في مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية، احمد اياد أبو زنيط ان مخاطر صفقة القرن تتمثل في القضاء على أي حل محتمل لحل الدولتين.

وقال لـبكرا: منذ وصول القيادة الأمريكية الحالية إلى سدة الحكم، بدا واضحاً ميلها لصالح إسرائيل من خلال مجموعة خطوات عملية، وتصريحاتٍ للقيادة الأمريكية، كان الانحياز الأمريكي لإسرائيل فيها واضحاً، ليس أولها اعتبار الاستيطان شرعياً في الضفة الغربية، بل ومنذ الشهور الأولى كان الحديث عن صفقةٍ محتملة لإنهاء الصراع على الطريقة الأمريكية تم تسميتها صفقة القرن.

وسواءً كانت صفقة القرن حقيقية فعلاً أم لا، إلاّ أن التصرفات الأمريكية كانت واضحةً في التحضير لمزيدٍ من التضييق على الفلسطينيين لصالح الإسرائيليين، وبدا الانطلاق من نقطة إعادة بناء المحاور والأحلاف في المنطقة، وزيادة الضغط على الفلسطينيين لتحميلهم مسؤولية عدم قبول أي حلٍ تعرضه القيادة الأمريكية، وبين الفينة والأخرى تتوارد الأخبار عن إعلان الصفقة المرتقبة، وأياً كانت شكلها وموعد الإعلان عنها، حتماً ستحمل الكثير من الاجراءات الأمريكية التي تصب في صالح إسرائيل.

وتابع: واستنادا إلى هذا فالخلل ليس في الصفقة نفسها نابعٌ من الجهة التي تتولى الترويج لها، والمُسلم به أن جهة كالإدارة الأمريكية لا يُمكن اعتبارها وسيطاً نزيهاً في أي حل، بعد جملة سياساتها الداعمة لطرف على حساب آخر، فكل شيءٍ في هذه الصفقة متوقع، والتي يبقى الإعلان عن بنودها مجرد تكهناتٍ إعلامية، خاصة في ظلِّ عدم وجود معطيات حقيقة من الطارحِ لها، وإنما يدلُ على سوئها، تصرفات المتكفلين بها.

المخاطر الحقيقية

وعن المخاطر، قال: باختصار بسيط فإن مخاطر صفقة القرن تتمثل في القضاء على أي حل محتمل لحل الدولتين، فضلاً عن تعزيز الوجود الإسرائيلي في القدس، وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، وإظهار الفلسطينيين بموقف الرافض لأي حلٍّ مقترح، عدا عن سعيها لإدامة الانقسام في الحالة الفلسطينية.

ردة الفعل

وفي رده على سؤالنا بخصوص ردة الفعل المرجوة، أجاب: نظراً للمخاطر الحقيقية التي تطرحها صفقة القرن، فلا يبدو القبول بها أمراً مطروحاً فلسطينياً، خاصة في ظل بقاء بنودها المسربة كما هي، كونها تقضي على الفلسطينيين وأحلامهم في إقامة أي دولة، ناهيك عن كونها تجعل منهم كتلة ديمغرافية تعتمد في بقائها على الإسرائيليين، وتمنع عنهم مقومات حياة ممكنة. لذا فإنَّ أقل ردة فعل متوقعة ترتبط بإعلان الفلسطينيين أنفسهم كتلة واحدة ويتحقق ذلك بإنهاء الانقسام. وعلى مستوى الشارع الفلسطيني فالأصل أن يرفضها بكل مكوناتها، ويتجلى ذلك الرفض في المقاطعة، وتعزيز وسائل الصمود.

على مستوى المنطقة

وأنهى حديثه: لا تُشير الحالة المحيطة بالفلسطينيين إلى بوادر انفجارٍ المنطقة، خاصةً في ظل الإنشغال العربي بقضايا داخلية، جعلت القضية الفلسطينية على درجات أدنى في سلم الأولويات، وهذا على المستوى القريب، وقد يكون التفاعل مع الصفقة ضمن خياراتٍ أوسع في حال استهدفت الصفقة مناطق جغرافية محاذية للجغرافيا الفلسطينية كمناطق بديلةٍ لهم مثل الأردن ومصر دون رضا الأخيرتين، وما دون ذلك ستتمحور ردود الفعل ما بين الإدانة وعدم القدرة على الفعل.

يذكر ان موضوع الإعلان عن صفقة القرن ما تسمى بـ"خطة ترامي للسلام" بات مسألة وقت لا أكثر بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس إلى البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]