تُظهر العديد من الدراسات أن مشاركة النساء في مواقع صنع القرار في مجال السياسة والأمن يزيد بشكل كبير من فرص التوصل إلى اتفاقيات ذات قدرة على الاستمرار لوقت طويل. تستند هذه الدراسات إلى قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي يدعو إلى دمج النساء من مجتمعات مختلفة من السكان في المفاوضات السياسية. لذا فإنه من الضروري مشاركة المزيد من النساء في مواقع صنع القرار في البلاد - ليكونن عضوات برلمان، ومديريات تنفيذيات للوزارات وغيرها. في حين انه في الثلاث دورات الانتخابية الأخيرة برز تراجع في تمثيل النساء في الكنيست! اذ ان 37 امرأة في الكنيست العشرين و30 امرأة في الكنيست الحادية والعشرين و28 امرأة في الكنيست الثانية والعشرين فقط. ما دفع نسويات وناشطات للمطالبة عبر "بكرا" من قيادات الأحزاب بالعمل على زيادة ورفع نسبة التمثيل النسائي في الكنيست الإسرائيلي.
منزوعات الدسم النسوي!
سماح سلايمة الناشطة السياسية والنسوية قالت معقبة: في كل أنحاء العالم المعادلة معروفة، يمين أكثر نساء اقل، نساء أكثر تطرف اقل. انكماش عدد النساء في السياسة الاسرائيلية من دورة انتخابية للأخرى اقرأه بمنظور قاتم وقلق جداً، ومعناه ان اجندة العنف والاحتلال والتحريض والتحضير للحرب القادمة مستمرة، وليس هناك وقت لدى الحكام للتعامل الان مع الأمور "التافهة" والثانوية بنظرهم. الدفع بالنساء في الاحزاب اليهودية الكبيرة مثل الليكود و"كاحول لفان" تشير ان المعركة هي بين الرجال حاليا وتحديدا رجال الجيش مع الحكومة الحالية من اليمين. فمعظم السياسيين والمرشحين حالياً يصرح من الخارج بوجوب العمل على تعزيز مكانة وتمثيل المرأة في البرلمان ولكن في الواقع وفي ساعة الحسم يدفعون بالنساء للصفوف الخلفية وعلى الأغلب الصورية. ولا ننسى ان البرلمان الاسرائيلي موديل عام 2020 ما زال ينتخب ويتعامل مع قائمتين كبيرتين منزوعات الدسم النسوي، فالأحزاب اليهودية المتدينة لم ولن تدخل اي أمرأه في صفوفها ولا يمنع هذا أحد من الدخول الى اي ائتلاف حكومي في الماضي والمستقبل. ولكن لماذا ننظر ونحلل الاحزاب اليهودية عندما أدرجت في قائمتنا المشتركة امرأتين فقط في المقاعد العشر الأوائل؟ وخصصت المقاعد المتأرجحة والأخيرة 14-15 لاثنتين أخريات (سندس صالح وايمان ياسين). فحالنا ليس أحسن بكثير وما زلنا في بداية الطريق فيما يخص تمثيل النساء في السياسية.
وأضافت ل "بكرا": انا فعلا أخشى ان لا تتعامل المشتركة بجدية في هذا الموضوع ولا تبذل المجهود اللازم في حملتها الانتخابية من اجل هذه المقاعد التي ستشغلها نساء فلماذا التعب والعجلة. أخشى لا نتحمس ونعمل كما يحب من اجل هذه المقاعد تماما كما فعل اهل المركز في ساعات التصويت الأخيرة من اجل ادخال النائب سامي ابو شحادة من يافا.
اقل من 20% تعمل النساء على مواضيع تخص النساء مثل العنف والقتل وظروف العمل
وأشارت: لن أحرج هنا نفسي ونساء مجتمعي فيما يخص لجنة المتابعة والسلطات المحلية واللجان الشعبية وغيرها وفحال النساء هناك مزر ومخجل حقيقةً، ولكن نهج النساء والنشطاء في المجتمع الذي يتبع سياسية "خلينا ساكتين احسن" كما يقولون، لم يساعدنا كثيراً لذلك علينا مواصلة والمطالبة بكل الوسائل بتعزيز مكانة النساء في كل المرافق والأحزاب وعلى جميع الأصعدة ولا نسكت ابداً.
ونوهت: عودة الى الاحزاب اليهودية، مهم جدا التنويه ان تواجد النساء في الصفوف الخلفية وتقليص عددهن بالمجمل سيسبب تراجع اجندات اصلاحيه ونسويه في البرلمان مثل مواضيع الصحة والتعليم والرفاه وحقوق المرأة، عندما تكون نسبه النساء هناك اقل من 20% تعمل النساء على مواضيع تخص النساء مثل العنف والقتل وظروف العمل وغيرها ولا تحظى لفرصه للتدخل بقضايا الأمن والاقتصاد والسياسيات الخارجية وغيرها. وهناك يحدد مصير الدولة وعامة الشعب. لذلك بالمجمل حصر التمثيل النسائي في الكنيست يمس بالأجندة النسوية اولا، يؤثر على مكانة المرأة في المجتمع حيث تتجذر وتخلخل هذه الظاهرة للحكم المحلي والمؤسسات والجمعيات التي ستعيش بسلام مع حد أدنى من النساء في مناصب اتخاذ القرار. وكما يقول المثل العبري رأس السمكة مصدر رائحتها النتنة وبالعربية يقولون التلم الأعوج من الثور الكبير. وهذا العوج يبدأ بالقيادات ومعاييرها والقيم التي تعمل وفقها. وهناك كما يبدو اجندة المساواة بالرجال والنساء لا وجود لها.
هذه المرة هناك فرصة عظيمة لدمج أكثر نساء عربيات
الناشطة السياسية والنسوية غدير هاني أعربت عن قلقها قائلة: مقلق جدا تراجع تمثيل النساء في الكنيست من دورة لأخرى رغم قصر الوقت بين فترة انتخابات لأخرى، ورغم مطالبة الجمعيات النسوية كنساء يصنعن السلام، "إيتاخ معك" وغيرها ودعوة الأحزاب لدمج أكثر نساء في أماكن متقدمة.
وتابعت: برأيي وجود نساء في مواقع اتخاذ القرار له تأثير إيجابي على الواقع الذي تعيشه النساء في البلاد ودمج نساء عربيات له التأثير الأكبر على الواقعة والتحديات التي تعيشها النساء العربيات في مجتمعنا. وهذه المرة هناك فرصة عظيمة لدمج أكثر نساء عربيات فالمرشحتين سندس صالح وإيمان خطيب-ياسين للمقعد 14و15 دخولهن البرلمان يعتمد على رفع نسبة التّصويت وبإمكاننا فعل ذلك بأن ندعو العائلة والأصدقاء للتصويت يوم الانتخابات وعمل كل ما بوسعنا لما فيه خير لأهلنا ومجتمعنا. وجود عضوات برلمان عربيات لا يخدم فقط رفع مكانة المرأة العربية في البلاد بلا المجتمع العربي عامة الذي يدعي البعض أنه مجتمع رجعي ولا يعطي المرأة حقها، وجودنا إلى جانب أعضاء البرلمان الرجال سيؤثر على سيرورة اتخاذ القرار الذي يخدم مصلحة الجميع، فطريقة تفكير النساء لها خاصيتها فيما يتعلق بالسياسة والقيادة وغيرها.
وأضافت: الأمر الآخر فيما يخص موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فإن للنساء الفلسطينيات مواطنات الدولة دور هام في المفاوضات التي لم تعطنا كفلسطينيين مواطني الدولة أي فرصة للمشاركة لا في أوسلو ولا في جينيف فنحن بإمكاننا أن نكون جسرًا للسلام من خلال طبيعة هويتنا الفلسطينية ومعرفتنا للأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين نحن جزء لا نتجزأ منهم كذلك الشعب الإسرائيلي الذي نعيش معه سويًا. ولأن لنا أيضًا موقف في هذا السياق علينا أن نكون هناك أيضًا. من هنا أدعو القراء الأعزاء بدعم القائمة المشتركة والخروج للتصويت ودعوة جميع من حولكم
علاقة بين تزايد تمثيل الفكر اليميني المتطرف وتراجع التمثيل النسائي في الكنيست
المحاضرة والدكتورة رنا زهر رأت بدورها ان هنالك تراجع بعدد النساء في الكنيست بعدما وصلت النسبة الى قمة جديدة بالكنيست العشرين. وأضافت: فقد شكلت النساء آنذاك ثلث أعضاء الكنيست. ومن المتوقع أن الكنيست القادمة، ال 23، ستشهد هبوط آخر بعدد النساء. من المهم ذكره، أن التمثيل النسائي ليس بالضرورة مرادفا للتمثيل النسوي، وان زيادة عدد النساء لا تعني بالضرورة تعزيز الخطاب النسوي، فليس كل امرأة هناك بالضرورة تحمل هذا الفكر. وهنالك منهن من يحمله ولا يعمل به بالذات عندما تصطدم القيم النسوية بالقيم القومية، التي تعتبر كبقرة مقدسة في الإجماع الصهيوني. ومع هذا، أرى علاقة ما بين تزايد تمثيل الفكر اليميني المتطرف وتزايد شرعية الخطاب الصهيوني الديني، وتراجع التمثيل النسائي في الكنيست. ومن الأسباب الأخرى لتراجع التمثيل النسائي يعود لهيمنة خطاب العسكرة والأمن على الخطاب السياسي العام وهو خطاب ذكوري بحت قد يمنع الكثيرات من التفكير حتى بالانخراط بالسياسة القطرية. من اللافت للانتباه، أنه مع هذا التراجع، تبقى نسب النساء في الكنيست في البلاد اعلى بكثير من نسب النساء في السلطات المحلية. إذ أن إسرائيل تذيل قائمة التمثيل النسائي في السلطات المحلية مقارنة مع دول أخرى في دول ال OECD وحتى من خارجها. ونحن نستعد لخوض الانتخابات للكنيست ال 23، من المهم لنا كمجتمع فلسطيني في البلاد أن نعمل كل جهد مستطاع لدعم القائمة المشتركة وايصال اكبر عدد من النساء للكنيست.
النساء العربيات يشاركن في الانتخابات بشكل عام اقل من الرجال العرب
الناشطة الاجتماعية والسياسية نبيلة اسبنيولي عقبت قائلة: التمثيل السياسي للنساء هو نتاج للعمل السياسي وتراكم للنشاط الذي تشارك به النساء في جميع المجالات، تراجع عدد النساء في الكنيست هو امر مقلق ومهم الالتفات له ولكن السؤال الاهم كيف نزيد المشاركة السياسية للنساء في جميع مجالات الحياة فنحن اليوم على ابواب الانتخابات وهذه فرصة لنا كنساء للمشاركة والتأثير
ونوهت: النساء العربيات يشاركن في الانتخابات بشكل عام اقل من الرجال العرب يتراوح الفرق بين المشاركة السياسية للنساء في الانتخابات بنسبة تتراوح ما بين 10 الى 15% اقل من الرجل اي ان النساء العربيات لا يستخدمن قوتهن (صوتهن) للتأثير على من يصل الى الكنيست، صوتنا قوة ومهم ان نسمعه، كما ومهم ان ننشط في جميع النصابات فهي تهمنا ونحن اول من تطاله السياسات التميزية، سياسة افقار الفقراء واغنياء حيتان المال تطلبنا أولا، سياسة استمرار الاحتلال تطالبنا أولا، السياسات العنصرية تطلبنا أولا، السياسات الاجتماعية تطلبنا أولا.
وأشارت قائلة: كما تطلبنا السياسات التربوية التي تزيد التجهيل والعنف والغربة لدى طلابنا تطلبنا سياسات التميز في الصحة الارض والمسكن العمل الدراسة ورفاهية الحياة لذلك نحن مدعوات دائما للمشاركة واسماع صوتنا وفهم ان قضائنا الشخصية هي سياسية وان التغيير سيبدأ عندما يصبح السياسي شخصي اي عندما نشارك في جميع النضالات التي ترتبط بحياتنا بكيننا ولقضايا شعبنا ومجتمعنا
اقصاء النساء من اماكن صنع القرار هو عنف موجه ويجب التعامل معه
وقالت المرشحة ايمان خطيب حول الموضوع: حسب رأيي الصورة بشكل عام مقلقة جدا ويجب ان توضع على اجندة المنظمات الاهلية والنسائية ويجب العمل من اجل الدفع باتجاه قوانين مفضلة העדפה מתקנת. لصالح النساء. هذا بالإضافة لأخذ دور أكثر فاعل ومؤثر للجمعيات والمؤسسات النسائية من اجل تغيير هذا الواقع. انه لمن غير المعقول مثلا ان تكون هناك 125 شركة كبيرة وان تكون مديرة عامة واحدة فقط بالرغم من وجود نساء نع مؤهلات ودرجات علمية عالي تؤهلها على تبوؤ أكبر المناصب، في نظري اقصاء النساء من اماكن صنع القرار هو عنف موجه ويجب التعامل معه على هذا الاساس يجب وضع خطة عمل تأخذ هذه المعطيات جميعا (السياسية والادارية والاجتماعية بالحسبان)
تراجع التمثيل النسائي هو مؤشر مقلق جدًا في السياسة!
المرشحة في القائمة المشتركة سندس صالح بدورها قالت ل "بكرا": تراجع التمثيل النسائي هو مؤشر مقلق جدًا في السياسة، في مواقع قنع القرار، ولهذا المعطى يوجد إسقاطات على كل المجالات الحياتية وله مدلولاته السلبية. وبشكل خاص إذا نظرنا الى السياسة الاسرائيلية فليس كل امرأة موجودة في السياسة او الكنيست تحمل الروية النسوية او تناضل في المحور النسوي أمثال " ميري ريغيف" هذا يزيد من سوء الموضوع وحدته، وجود نساء وزيادة التمثيل النسائي وتمثيل قضايا النساء هو نضال نحو العدل الاجتماعي ومقومات مجتمع لا بميز ضد شرائحه. اما بالنسبة للقائمة المشتركة فنحن امام فرصة ذهبية لزيادة التمثيل النسائي بها وخاصة ان المقاعد 15/14 تشغلهم نساء وهنالك امل بوصولنا الى 15 مقعد
لا نريد نساء في أحزاب صهيونية تهمش الانسان وتدعم الحروب
في حين ان نائلة عواد مديرة جمعية "نساء ضد العنف" اختلفت بالرأي حيث قالت ل "بكرا" معقبة: بالطبع هناك تهميش للنساء دائما في مواقع اتخاذ القرار ولكن في القضية العينية لوجود نساء في الكنيست، القضية ليست اعداد نساء وانما اجندة هؤلاء النسوة لأننا لا نريد نساء في أحزاب صهيونية تهمش الانسان وتدعم الحروب مع شعب اخر وتدعم قوانين عنصرية تجاهنا كأقلية قومية وتدعي بنفس الوقت انها تدافع عن حقوق النساء.
ونوهت: نريد نساء تؤمن بحق كل انسان وكل فرد ولا تحمل التوجهات العنصرية ولا تدعم قوانين عنصرية تهمش الأقلية الفلسطينية وتهمشنا كنساء، لا يمكن تجزئة القضية، نريد نساء يناهضن كافة اشكال التمييز والكبت على كل المستويات.
[email protected]
أضف تعليق