لطالما اتّسمت علاقتنا بالطعام، بالقدسية، حيث تعامل أجدادنا مع الطعام على أنه "نعمة" يجب "حفظها"، بيد أنه أضحينا اليوم، بوعي أو بغير وعي، مجتمعًا مهدرًا للطعام شأننا شأن الكثير من المجتمعات وربما نفوقها!
لكي نُدرك حجم مشكلة هدر الطعام التي يُعاني منها مجتمعنا، لا بُد أن نعي ونتأمل بعضًا من الحقائق والأرقام المرتبطة بظاهرة هدر الطعام عامة وفي مجتمعنا العربي بشكل خاص:
- تُنفق العائلة العربية في البلاد نحو 26.2% من مدخولها على الطعام، وهو ما يُقدر بـ 2230 شاقل!
في حين أن نحو ربع من هذه العائلات تُقيّم أوضاعها الاقتصادية على أنها صعبة أو صعبة جدًا ونحو 39.4% منها غير قادرة على تغطية احتياجاتها الشهرية.
- أكثر من ثُلث النفايات في حاوياتنا هي بقايا طعام!
- دراسات كثيرة حول العالم تؤكد أن نسبة كبيرة من بين بقايا الطعام يُمكن إنقاذها، ويقدر العُلماء هذه النسبة غالبًا بين 34% و58%، وفي دراسة أُجريت في جامعة حيفا مؤخرًا اتّضح أن 54% من الطعام يُمكن تفادي إلقائه في القمامة ومعظمه من الفواكه والخضار.
- لو نظرنا إلى هدر الطعام كدولة، فإن هذه الدولة ستكون ثالث أكبر دولة من حيث تسببها بالاحتباس الحراري، ويكمن هذا في أن بقايا الطعام تُطلق كميّة كبيرة من غاز الميثان CH4 بعد تحللها، ومن المعروف علميًا أن غاز الميثان أكثر تأثيرًا على الاحتباس الحراري من ثاني اكسيد الكربون بـ25 مرة!
- 93.9% من الأفراد العرب يتناولون الخبز الأبيض بشكل يومي، 66.5% يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل يومي و 20% يتناولون الحلويات بشكل يومي.
- 17% من الأفراد العرب (جيل 18وما فوق) يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة و 42% يعانون من الوزن الزائد بسبب أنماط التغذية غير الصحية وغير المستدامة
- وفق تقارير مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل، المجتمع العربي في البلاد هو الأكثر عرضة للتضرر من ظاهرة انعدام الأمن الغذائي.
لذا وانطلاقا من إيماننا أن التثقيف والتوعية يُمكن أن يساهما في الحد من هدر الطعام في مجتمعنا، نعلن في جمعية الجليل- الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، عن انطلاق مشروعنا ( دايمة ) للحد من هدر الطعام والذي يستهدف الأفراد والمؤسسات في المجتمع العربي ويتضمن المحاور الرئيسية التالية:
- استكمالات مُثرية لمجموعات نسائية في موضوع هدر الطعام والتي تتضمن محاضرات نظرية، ورشات عمل وجولات ميدانية.
- حملة إعلامية واسعة النطاق تتضمن أفلامًا، منشورات، مقابلات للإعلام وغيرها
- العمل مع مؤسسات (مطاعم، قاعات أفراح وغيرها) لتبني استراتيجيات للحدّ من هدر الطعام وإنقاذ الصالح منه (pilot).
- وضع نظام جديد متكامل لإدارة النفايات العضوية الصلبة، ابتداء من الجانب التوعوي لتقليص هدر الطعام، ودمج أنظمة السماد المنزلية والمجتمعية مع الزراعة الحضرية.
[email protected]
أضف تعليق