يجسد الفنان الفلسطيني تيسير بركات حكاية الانتقال من شرق البحر المتوسط وجنوبه إلى اوروبا في معرض فني اقيم في جاليري زاوية بمدينة رام الله.

وفي بحر بلا شيطان يحول تيسير بركات أعماله إلى سجل يوثق حكايات اللاجئين في رحلاتهم اليائسة للهروب من اوطان لم تعد تتسع له ويسجل محاولاتهم لتخطي البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا.

وتقنية الرسم في أعمال بركات تشعرك بالحركة المضطربة للموج، فنرى المياه وكأنها تتحرك بشدة من تحت القوارب المهتزة، التي يميل كل من فوقها في كافة الاتجاهات.

الممعن جيدا في جيدا في اللوحات المعروضة يجد قوارب تلقي بمن عليها في البحر وأخرى فارغة وأرواح تطور إلى السماء غرقا، وبعثات إنقاذ تحول تقديم شيء وطائرات مروحية تطير بشكل منخفض فوق رؤوس اللاجئين.

وتعكس اللوحات ببرودتها قسوة البحر ولا مبالاة العالم تجاه اللاجئين الذين يقتاد أغلب من ينجو منهم في طوابير من قبل خفر السواحل إلى الاعتقالات بشكل مهين.

وقال الفنان تيسير بركات، إن "المعرض يكرس فكرة الانتقال وتعبير عن فكرة العبور عبر البحر بالحياة من مرحلة إلى أخرى، ومكان إلى أخر ومن زمن إلى زمن، وأكثر أنواع الرحيل هو الرحيل عبر البحر الذي هو شكل من أشكال الانتقال العميق والمأساوي والصعب وحالات الموت والغرق والحالات الانسانية الصعبة التي تنتج عن ذلك الانتقال".

وأضاف أن " يضم المعرض 32 عملا فنيا تتحدث عن فكرة الانتقال مكان إلى أخر وبشكل أساسي عبور اللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط إلى اوروبا والحالات الانسانية القاسية التي سجلت خلال ذلك العبور، وكذلك قليل من حالات الوصول والانتقال وتحقيق الحلم".

وأضاف أنه استخدام ألوان بين الأبيض والاسود في المعرض ولوحات بها مزيج عالي من الالوان، فالحالة والفكرة التي تمر بها اللوحة هي التي تحدد نوعية الالوان المستخدمة في المعرض".

وقال بركات إن رسم هذه اللوحات الفنية استغرق سنتين من العمل المتواصل من قبله، لعرض فكرة اساسية هي الرحلة للاجئين التي تجسد معاناتهم بشكل اساسي واملهم إن تحقق.

إلى ذلك قال الفنان نبيل عناني في تعليقه على المعرض إن المعرض يشكل نقلة نوعية في فن تيسير بركات حيث استخدام كثير من الالوان لعرض معاناة اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا وعكسها على معاناة مختلف اللاجئين في العالم.

وأضاف أن التقنيات التي يستخدمها الفنان بركات من حيث الملمس واللون تعكس فنا كبيرا وهاما في فلسطين، وقد أوصل فكرة معاناة اللاجئين للعالم ويلفت الانتباه إلى هذه المأساة وآمل ان يتم نقل المعرض في دول عديدة خارج فلسطين من اجل ان يكون له تأثير أكبر في العالم.

وولد تيسير بركات في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في عدد من دول العالم، واقيمت له عدة معارض فردية في أنحاء فلسطين وهو عضو المركز الواسطي للفنون في القدس وفي الاكاديمية الدولية للفنون في رام الله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]