انتقد عدد من المختصين والناشطين والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين تعيين الوزيرة غيلا غمليئيل للمديرة الاستراتيجية في وزارتها، ليرون هانتس، في منصب مديرة سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي حيث اعتبروا هذا التعيين تعيين سياسي في الدرجة الأولى تم على الرغم من انه قد تقدم لهذه الوظيفة عشرات الكفاءات العربية الا ان الوزارة وبعد ان قامت بمقابلة هذه الكفاءات قررت الوزيرة غمليئيل ان تجمد الوظيفة لتقرر مجددا بعد العامين وقبيل الانتخابات بشهرين تعيين موظفة ليست من المجتمع العربي وقد شغلت منصبا مختلفا كليا في الحكومة تعيينا مؤقتا كمدير لسلطة التطوير الاقتصادي وتهميش واقصاء العرب من الوظيفة. كما انها لم تتشاور مع لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية التي تتعامل يوميا مع سلطة التطوير الاقتصادي وباقي المكاتب الحكومية.
اعتبارات قومية ام مهنية؟
غيداء ريناوي مديرة مركز انجاز سابقا وكانت مرشحة لمنصب مدير سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي: لا يخفى على أحد ان سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي في الحكومة هي من اهم الدوائر الحكومية التي تعنى بتطوير اقتصاد المجتمع العربي والسلطات المحلية العربية، وحين ادارها ايمن سيف حصلت السلطة على الكثير من الإنجازات، وبعد انتهاء إدارة ايمن سيف، بحثت الوزارة عن مرشحين ومرشحات اكفاء من المجتمع العربي وانا قدمت لهذه الوظيفة وتقدم ها اكثر من 60 مرشح وكان هناك لجنة تعيين اختارت ان تلتقي مع 8 مرشحين وكنت من بينهم وفي مرحلة معينة قررت الوزيرة ان تجمد هذا التعيين.
وتابعت: ما يدهشني انه من داخل سلطة التطوير الاقتصادي هناك موظفين وموظفات اكفاء عرب كان ممكن ان يتم تعيينهم في هذا التعيين المؤقت ولكن الوزيرة في نهاية المطاف اختارت ان تعين موظفة من داخل السلطة ولكنها يهودية، لا تفقه شيئا بمركبات المجتمع العربي وتحدياته، وهناك بعض السلطات المحلية العربية والمؤسسات التي تعين مدراء عامين غير عرب ويهود ولكن عندما اقدم وظيفة كمديرة عامة في سلطة محلية يهودية افاجئ بالرفض بحجة ان السلطة معنية بشخص من المجتمع اليهودي، وهنا يطرح السؤال حول الاعتبارات هل هي قومية ام مهنية وهنا تكم قضية يجب على الصحافة والمجتمع المدني والسلطات المحلية وعلى رأسها اللجنة القطرية والقائمة المشتركة ان يوقفوا هذا التعيين الذي اعتقد انه يضر مستقبلا بالخطة الاقتصادية 922 وأيضا 923 التي يفترض ان تتوسع في الميزانيات، عندما كنت مديرة لمركز انجاز لم نرافق 922 فقط وانما كنا جزء من منسقين في مرحلة كتابتها وتخطيطها، واكيد ان خطة مشابهة تنظر الى تحديات المجتمع العربي بشكل اكثر شمولي من ميزانيات وقضايا بناء واسكان وتطوير وقضايا التعليم لا يمكن ان يعمل على خطة مشابهة شخص من المجتمع اليهودي لا يفقه مركبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وخصوصية المجتمع العربي.
استهزاء واستهتار بالوسط العربي
بدوره عماد تلحمي رجل الاعمال والاقتصادي قال ل "بكرا": هذا امر محزن جدا ويدل على استهزاء واستهتار بالوسط العربي، ويدل على ان السياسيين لا يرون الوسط العربي لا ينظرون الينا كمجتمع له قيمته واهميته ومكانته وهو امر مؤسف جدا، التعيين للأسف سياسي، أرادوا ان يساعدوا شخص معين وقاموا بتعيينه بشكل مؤقت في هذا المنصب التعيين ليس مهنيا وهذا المنصب يحتاج الى شخص مهني ملائم لهذه الوظيفة من الوسط العربي ولان المتطلبات لهذه الوظيفة عالية لم يجدوا الشخص المناسب وقاموا بتعيين شخص ليس له أي علاقة بالمهنية او إمكانيات في الإدارة والتواصل مع الأشخاص المختصين وهو امر مؤسف واعتقد انه لا يجب السكوت على الموضوع بل يجب التحرك والمطالبة بإلغاء التعيين.
ايمن سيف مدير سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي قال: يجب ان يكون هناك شخصية ملائمة لهذه الوظيفة من المجتمع العربي، يجب ان يكون هناك ردود فعل من اللجنة القطرية والمجتمع المدني، ما حدث امر غير مقبول وهو استهزاء بالمجتمع العربي.
علينا جميعا ان نعارض هذا التعيين المجحف بحق الجماهير العربية
الخبير الاقتصادي د. رمزي حلبي قال بدوره ل "بكرا": تابعت هذا الامر واعتقد ان هذا التعيين هو سياسي خاصة وانه بعد سنتين بعد انهاء ايمن سيف مهامه لم يتم تعيين أي شخص على الرغم من انه قد تقدم عدد كبير من المرشحين الذين يملكون الكفاءات والقدرات والامكانيات لإدارة هذه السلطة، والمرشحين العرب ينقصنا الكثير من الدمج في الوظائف العالية في الحكومة والمؤسسات الحكومية والخاصة نسبة المدراء العرب فيها هي متدنية جدا، ولكن اقل ما يمكن ان هذا المنصب المسؤول عن سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي ان يكون مديرها عربي، انا اعارض بشكل قاطع هذا التعيين وخاصة ان هناك رائحة لتعيين سياسي لمقرب من احد الصحفيين.
وتابع: بما انه هناك قرار ان هذا التعيين مؤقت لثلاثة اشهر فانه علينا جميعا ان نعارض هذا التعيين المجحف بحق الجماهير العربية ونطالب بان يتم تعيين مدير ثابت لهذه المؤسسة يخدم المجتمع العربي وانا لا انظر الى الموضوع من منطلق الانتماء ولكن امام المجتمع العربي والسلطات المحلية العربية تحديات كبيرة جدا بعد انتهاء قرار الحكومة 922 علينا ان نخطط لخطة خماسية أخرى تخدم وتطور المجتمع العربي بمبالغ كبيرة هو يحتاجها بشكل صحيح والى تعاون مع خبراء ومؤسسات مجتمع مدني، ومن بإمكانه القيام بهذا الدور هو ممثل للمجتمع العربي يستطيع ان يعمل مع جميع هذه الأطر، بالإضافة الى انه من خلال مكانتي كرئيس إدارة مؤسسة تسوفن نعمل على تحضير خطة خماسية في مجال الهايتك والتكنولوجيا العليا للمجتمع العربي لذلك على استعداد ان نتعاون مع أي مدير يأتي من المجتمع العربي من منطلق المهنية والنجاح في هذه المهمة وليس من منطلق العنصرية ضد أي مرشح يهودي ولكن كان هناك مرشحين مع كفاءات من المجتمع العربي ومرشح عربي يستطيع ان يقوم بهذه الوظيفية، انا لا استهجن هذا التعيين خاصة اننا نرى كيف رئيس الحكومة يعين الوزراء واحد تلو الاخر مع لوائح اتهام وتغيير الكراسي مثل لعبة في روضة الأطفال هذا وضع مزري وهو احد افرازات الازمة السياسية في إسرائيل التي اوصلنا اليها نتنياهو وحكومته.
[email protected]
أضف تعليق