في مساحة من الأرض، ما زالت تحتفظ بطبيعتها، بكل ما تحتويه من أشجار وأعشاب وصخور، وهواء نقي. وفي موقع يجمع بين مغامرة التلال والوديان، وإطلالة ليست بعيدة عن نفحات البحر ونسيمه، اقيمت قرية الشباب، كقرية تعليمية، بيئية، رياضية، ترفيهية في كفر نعمه غرب مدينة رام الله.. قرية الشباب، إبداع شبابي فلسطيني، يحاول أن يقيم بعض المنشآت التي تفسح مجالا للتواجد في مساحة طبيعية خضراء دون المساس بجمالية المكان، وخصوصيته... تقوم فكرة بناء بعض المرافق –هناك- على استثمار أمثل للموارد بشكل ينسجم مع الطبيعة، من حيث استخدام الأحجار والصخور والطين والقش والأخشاب، أو إعادة استخدام بعض المخلفات –كالإطارات- بعد معالجتها بطريقة صديقة للبيئة.
وتقول رتيبة علاء الدين ابو غوش رئيس مجلس ادارة منتدى شارك الشبابي المشرفة على القرية جاءت فكرة إنشاء القرية، ضمن بواعث عديدة، ففلسطين وتميزها الجغرافي والمناخي، بما يوفره ذلك من تنوع في الأشكال البيئة، لم تحظي بقدر من الاهتمام، الذي يحافظ على ذلك التنوع ويجعله مكانا لتفاعل الناس مع بيئتهم، بل ومورست بحق كثير من الموارد البيئية والطبيعية والزراعية أنماط أدت لتشويه وتلوث وتجريف الكثير منها.
وأضافت من جهة أخرى، فإن السياسات الاحتلالية وخاصة مصادرة الأراضي والاستيطان، أمعنت في تشويه البيئة، والتضييق على سبل حياة الناس. فبتنا بأمس الحاجة، لحماية الأرض، والحفاظ على البيئة، والمبادرة بإعادة استصلاح وزراعة وتهيئة مساحات خضراء لتكون نموذجا من الاستثمار الأخضر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واكدت ان هذا التوجه تعزز ، بربطه بالشباب على وجه الخصوص –كما مجتمعهم بصورة عامة- لتعزيز المسؤولية تجاه الحفاظ على البيئة، وتوفير أماكن طبيعية ترفيهية آمنة للشباب والعائلات الفلسطينية للاستجمام والتواصل مع الطبيعة والبيئة المحيطة. إذ تقوم فكرة القرية على توفير مرافق متكاملة من أجل تعليم وتطوير مهارات وقدرات الشباب وتعزيز المفاهيم والقيم والممارسات البيئية والمجتمعية، بالإضافة الى تنمية الاهتمام الرياضي لدى الشباب من خلال توفير بيئة رياضية متكاملة تسمح بتطوير المواهب والاستمتاع في أجواء بيئية صحية.
اهداف القرية
واشارت ابو غوش الى أهداف قرية الشباب و هي المحافظة على التنوع البيئي، وحماية التراث الطبيعي للأرض و توعية الشباب حول أهمية دورهم الحالي والمستقبلي في الحفاظ على الأرض، والتوازن البيئي في المنطقة. وتوفير بيئة طبيعية مريحة وممتعة لمجموعات الشباب من اجل ممارسة نشاطات مجتمعية وتعليمية وترفيهية ورياضية مختلفة. وايضا توفير منطقة محمية طبيعية تمكن الشباب والعائلات الفلسطينية من التمتع والاستجمام بها . وتثقيف وتعليم بيئي يعزز مفهوم حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيئي والحيوي. وتعزيز الاستثمار البيئي/ الأخضر (البناء الأخضر, مصادر الطاقة البديلة, تقليل التلوث, إعادة التدوير, والاستخدام الأمثل للمصادر الطبيعية).
بيئة نموذجية ومركز تعليم بيئي
وتشكل هذه القرية نموذج بيئي متميز في المنطقة بحيث يتم إنشاءها وتطويرها ضمن مفاهيم البناء الأخضر والمحافظة على المصادر الطبيعية وحماية البيئة ومكوناتها الأساسية. بالإضافة إلى مركز تعليمي متخصص في قضايا المحافظة على البيئة في سبيل نشر الثقافة البيئية السليمة في المجتمع, التي تساعد على الحفاظ على الأراضي الفلسطينية.
وبينت ابو غوش ان القرية الشبابية تتيح للشباب والعائلات الفلسطينية فرصة الاستمتاع والاستجمام في مناطق بيئية طبيعية أمنة والتواصل المباشر مع مكونات البيئة المتعددة، وكذلك التعلم البيئي وتطوير أساليب لحماية البيئة والمحافظة على مكوناتها ومصادرها ضمن مجموعة كبيرة من الأنشطة والفعاليات والممارسات البيئية الصحية ضمن القرية وخارجها.
توفر مركز مجتمعي لبناء القدرات
كما تشكل قرية الشباب مكان جميل وطبيعي لتواصل الشباب وطرح و مناقشة قضايا بيئية ومجتمعية من خلال اللقاءات وورش العمل والاجتماعات. بالإضافة الى بناء وتطوير قدرات الشباب عن طريق التدريبات اللازمة, واستثمار طاقاتهم ومهاراتهم في خلق مبادرات ومشاريع مجتمعية, وتشجيع مفهوم العمل التطوعي عن طريق الأنشطة التطوعية داخل القرية وخارجها.
فضاء رحب لممارسة الرياضة في الطبيعة
وكذلك توفر القرية مركز رياضي متكامل بحيث يتيح للشباب فرصة تنمية مواهبهم الرياضية المختلفة, وتطوير المواهب الرياضية التي تمارس في الهواء الطلق كالتنزه في محميات النباتات الطبيعية, والمشي, وغيرها من الرياضات التي لا يمكن ممارستها داخل المدن والمخيمات الفلسطينية المزدحمة.
منطقة تخييم ومرافق سكنية
وبحسب أبو غوش تتيح القرية إمكانية عمل مخيمات بيئية وشبابية على مدار العام لمختلف القطاعات الشبابية التي تعاني من ازدحام المدن والمخيمات, وعدم وجود مناطق طبيعية بيئية أمنة تسمح في التخييم, والقيام بأنشطة في الهواء الطلق. كما توفر مجموعة من المرافق السكنية التي يتم استخدامها لاستقبال المشاركين بالنشاطات, والوفود الشبابية الدولية, وكذلك امكانية استقبال العائلات الفلسطينية التي تطوق لتجرب العيش في الطبيعة الفلسطينية.
يذكر انه استفاد من القرية عام 2019 قرابة 3500 مشارك من خلال المسارات والاقامات والمعسكرات والاعمال التطوعية .
[email protected]
أضف تعليق