اجتازت المربية وفيقة دياب، من طمرة (65 عامًا)، امتحان نقابة المحامين الأخير وذلك بعدما باشرت دراسة الحقوق في كلية كرمل الاكاديميّة (اليوم كلية اونو حيفا) وهي في سن الـ58.

مراسل "بكرا" أجرى هذا الحوار العميق مع دياب، التي يعد نجاحها بالامتحان، انجازا بسبب صعوبة الامتحان بشكل عام وسنها الكبير بشكل خاص، اذ قالت: الحافز لذلك هو تحقيق حلم الصبا بأن أكون محامية لايماني الشديد بالرسالة السامية التي تحملها هذه المهنة.من عدل واعطاء كل ذي حق حقه، ولكن لظروف شخصية واجتماعية انذاك لم يتسنى لي تحقيق ما كنت اصبو اليه. وبقي ذلك في اطار حلم يقظ.ينتظر الفرصة المناسبة لتحقيقه.

أولويات

وتابعت: في اوائل سنوات السبعين لم يكن هذا الانفتاح والوعي الكامل لدى الأهل بأن تخرج الفتاه للتعلم خارج البلد وخاصة ان موضوع المحاماة انذاك كان يدرس فقط في جامعة القدس وجامعة تل ابيب.وكما ذكرت لظروف اجتماعية وظروف شخصية(وفاه والدي).لم يتاح لي حتي التفكير بالموضوع.وبعدها تزوجت وانجبت اطفال واصبح جل همي هو البيت، الأولاد والزوج، ولكن لم انسى يومًا من الأيام بأني سوف اكون محامية يوما حتى ولو بجيل متقدم لأني لا اؤمن بان الجيل عائق.
وهكذا صار.

وعن الدعم والمصاعب، قالت: بصراحة، قبل ان اخرج للتقاعد رجع الحلم يكبر اكثر واكثر ليصبح حقيقة ..كان الدعم من زوجي واولادي وعائلتي المحيطة بي شيء منقطع النظير اذ تجند جمعيهم لمساعدتي المعنويةوالصعوبات ببداية الطريق كانت كثيرة واهمها السفر ليلًا من طمرة لحيفا..الساعات الطوال التي امضيتها بالدراسة وخاصه ببداية الطريق.

سرطان

وشددت في حديثها: والأهم والأصعب من ذلك انه خلال السنة الأولى لتعليمي .مرضت بمرض سرطان الثدي ولكن ايماني بالله انه هو الشافي وإيماني بقدراتي لان اعبر هذه المحنة من خلال تعليمي وانشغالي بما هو إيجابي والمهم ان في مثل هذه الحالة على المريض ان يلهي تفكيره وذهنه بأمور بعيدة جدًا عن المرض. والحمد لله عبرت هذه الصعوبة على احسن حال.

ووجهت المحامية دياب، رسالة لكافة النساء اللواتي ينوين تحقيق حلمهن في سن كبير، ولكن هناك تردد كبير بقولها: اشجع كل امرأة ترى انه عندها القدرة على تحقيق شيء تحبه وكانت في يوم من الأيام ترغبه بشدة وتلوم نفسها في هذه الأيام، على النساء ان تحذف كلمة مستحيل من قاموسها وأن تقوم وتنهض وتسير في طريق خاص يليق بها ولقدراتها فمن خلال السير به تستطيع كسر القيود التي كبلتها سواء كانت جهل، رجعية، تحكم واحباط.

يشار إلى ان المحامية دياب هي امّ لثلاثة وعملت موظفة بنك في السبعينيات وبعدها سكرتيرة مدرسة إلى ان خرجت للتقاعد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]