" عندما علمت بأنني مريضة بالسرطان لم أجهش بالبكاء لكن عندما علمت بأنني سافقد شعر رأسي بالكامل لم أتمكن من حبس دموعي "، هكذا بدأت الطالبة سيرة، وهي طالبة في الصف التاسع من الطيرة، هكذا بدأت حديثها عن تجربتها مع السرطان وكيف ساعدتها الباروكة المصنعة من الشعر الذي تم التبرع به.

قبل حوالي نصف عام بدأت الطفلة سيرة البالغة من العمر 14 عاماً ونصف تشعر بأوجاع شديدة في ساقها ما كان يبدو فحصاً اعتيادياً لدى طبيب العظام، مع فرضية كون السبب التهاباً بالساق – انتهى بتشخيص يهدد بالإصابة بمرض السرطان .

وتقول سيرة أن اكثر ما خوفها هو فقدانها لشعرها الذي طالما احبته وفرحت به، لا سيما وانها بالكاد فتاة في ربيعها الرابع عشر، وفي مرحلة حاسمة من تكوين شخصيتها، إذ تقول : " كان لي شعر طويل، كثيف ومتعرج، وقد أحببته كثيراً . ربما يبدو غريباً ان أقول انني كنت مستعدة لمواجهة المرض لكنني غير مستعدة للتعايش مع الصّلع ".

تواصل " سيرة " حديثها عن الأذى الكبير الذي شعرت به بسبب فقدان الشعر، حيث تقول : " لم أكن أوافق على الخروج من البيت، وكنت طوال الوقت نائمة في سريري وأبكي . لكنه عندما أحضرت لي والدتي باروكة الشعر المستعار شعرت بأنني قادرة على استعادة أنفاسي وعلى الإحساس بأنوثتي وبكوني فتاة في مقتبل العمر " .

تؤكد سيرة ان الباروكة منحتها طاقات جديدة، وثقة بالنفس، بحيث أصبحت قادرة على الخروج من البيت والتنزه برفقة الصديقات ومشاهدة الناس دون أن تشعر طوال الوقت بانها مريضة ودون ان ينظر اليها الآخرون بالشفقة فبفضل الباروكة استمدت القوة لمكافحة المرض والتغلب عليه .


تقول " سيرة " السرطان لا يميّز بين الدين والعرق والجنس ... وبفضل التبرع لي بالشعر أصبحت قادرة على استعادة البسمة واناشد الجميع؛ اذا كنتن قادرات على التبرع ولو بمقدار (30) سنتمتر من الشعر، فلا تبخلن بذلك.

تصل حملة "جدولة مع قوة" إلى الناصرة بتاريخ 7.1.2020، حيث تعمل الحملة على تشجيع الفتيات والسيدات إلى التبرع بقسم من شعرهن إلى مريضات السرطان.
وتهيب الحملة بالفتيات النصراويات ومن القرى المجاورة الوصول والتبرع للحملة لأهميتها، حيث يشارك موقع "بكرا" النداء، وقد اكدت عدد من الناشطات في شتى المجالات مشاركتهن في هذه الحملة وناشدن النساء والفتيات من الناصرة والمنطقة بالمشاركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]