شهد عام 2019 تصعيد غير مسبوق في جرائم العنف والقتل في المجتمع العربي حيث بدأت الجرائم تتبلور وتأخذ شكلا جديدا يستهدف شخصيات اعتبارية وقيادية ورؤساء مجالس، وهو مؤشر خطير كما قد وصل العنف ذروته هذا العام بالذات منذ العام 2000 الذي تميز بعنف شرطوي ممنهج ومباشر ضد المواطنين العرب على خلفية هبة القدس والاقصى. وبالرغم من الحديث حول تشكيل لجنة حكومية تحرص على محاربة العنف والجريمة في اعقاب الوسائل النضالية التي خاضتها المتابعة هذا العام الا ان الوضع السياسي في البلاد يحول دون أي اجراء او خطوة تعتبر لصالح المجتمع العربي في هذا الشأن بالذات خصوصا مع انعدام الميزانيات والتخطيط واستشراس المجرمين واستمرار القوانين المهمشة والمميزة ضد العرب.

استهداف رؤساء، ونواب رؤساء وأعضاء وموظفو سلطات محلية

المحامي والناشط الاجتماعي باسل دراوشة قال ل "بكرا" معقبا: شهد عام 2019 ارتفاع مقلق بعدد ضحايا المجتمع العربي 2019 حيث حصدت جرائم القتل والعنف 94 قتيلًا وقتيلة، إضافة إلى المئات من الجرحى وهو بلا شك عام دموي سيئ يمر على المجتمع العربي ومؤشرا خطير يحتم علينا جميعا العمل الجاد لمكافحة هذه الآفة. الشرطة كشفت عن نحو ثلث هذه الجرائم، بين 30-35 جريمة، فيما لا تزال باقي الجرائم دون تقديم لوائح الاتهام ضد مرتكبيها وهو أمر مقلق حيث يتجول أكثر من ستين مجرم بدون رقيب أو حساب، هذا إضافة إلى الجرائم من الأعوام السابقة.

وتابع: في محاولة للحد من ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي بادرت قيادات المجتمع العربي، في الشهور الأخيرة إلى نضال ضد العنف، شمل مظاهرات ووقفات احتجاجية، الأمر الذي أجبر الشرطة على العمل بأكثر جدية ولكن ما زال عملها غير كاف وعليها وضع خطة عمل مهنية ومدروسة وبالتنسيق مع قيادات الجماهير العربية ورصد الميزانية لمكافحة العنف والجريمة.
ونوه قائلا: مؤشر خطير حول العنف والجريمة هو استهداف رؤساء، ونواب رؤساء وأعضاء وموظفو سلطات محلية وبلديات من خلال إطلاق النار على بيوتهم ومكاتبهم وممتلكاتهم من أجل دب الرعب في صفوفهم للحصول على مكاسب وأرباح بطرق غير مشروعة أو لتصفية حسابات شخصية وسياسية. خلال العام الحالي 2020 يجب تكاثف الجهود والتعاون بين كافة أطياف المجتمع العربي من قيادات وأحزاب ومؤسسات وجمعيات وشخصيات فاعلة في المجتمع العربي مرورا بالبلديات والسلطات المحلية واقسام الرفاه الاجتماعي والمدارس والمساجد والكنائس ورجال الدين والرياضة وفي كل موقع كيف تكافح وتواجه العنف والجريمة على أمل أن يشهد العام الحالي انخفاض ملموس.
واختتم: ايضا معطيات مقلقه التي لا يمكن ألا نذكرها وهي أنه ضحايا حوادث العمل في العام 2019 بلغ 88 قتيل و352 جريح في حوادث العمل. حيث أن حوادث العمل تزداد وتدخل الاحزان والمآسي لكثير من الأسر والعائلات التي تفقد أبنائها في حوادث العمل. وهذه الظاهرة أيضا تحتاج إلى عمل من الجميع من اجل التخفيف من هذه الحوادث.

أعنف عام منذ ال 2000
د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم قال بدوره: نطوي هذه الليلة عام اخر. لكن ما يميز هذا العام كونه الاعنف والاكثر اجراما منذ العام 2000. فقد قتل منذ بداية هذا العام 92 مواطنا عربيا في انحاء البلاد. بدون مجابهة الاسباب العميقة للعنف والجريمة لن نقلص هذه الظاهرة. تعودنا ان نتوقف عند اتهام الشرطة وتقاعسها الواضح لكن هذا الامر أصبح لا يكفي. هناك حاجة الى مبادرات وتغيير سياسات وليس معالجة ظواهر العنف والجريمة بعد حدوثها.
ونوه: من المعروف ان الفقر، قضايا الارض والتخطيط والمسكن والسوق السوداء هي من اهم مسببات حالات العنف والاجرام. لذلك من المهم بمكان معالجة هذه القضايا وايجاد حلول لها. حسنا فعلت الحكومة بإقامة طاقم وزاري المركب من ممثلي عن وزارات مختلفة من اجل وضع خطة شاملة ورصد الميزانيات المطلوبة لمكافحة هذه الظواهر المقلقة.

عدد النساء اللواتي طلبن المساعدة من المؤسسات والجمعيات النسوية في تزايد مستمر
الناشطة النسوية والاجتماعية سماح سلايمة اختارت ان تتحدث عن العنف ضد النساء وقالت: قتلت هذا العام 11 امرأة كان نصيب مدن المركز من جرائم القتل أكبر وأصعب للأسف. عدد النساء اللواتي طلبن المساعدة من المؤسسات والجمعيات النسوية في تزايد مستمر، وهذا دليل ان النساء العربيات اوعى وأقدر وأشجع من الماضي ولم يعد يرضيهن وضع يقمع فيه النساء ويعتدى عليهن ويتعرضن للظلم والعنف. ولكن جرائم بشعة مثل مقتل اسراء غريب ونجلاء عموري اخرجت عشرات النساء والرجال للشوارع احتجاجاً.
ونوهت: نسوياً كانت سنه حافلة بالنشاطات النسوية والإنجازات جيدة في مجالات العمل والتعليم العالي والتوعية في مجالات الصحة التحرش الجنسي المشاركة في العمل السياسي حقوق العمل وغيرها. ولكن واجهت الحركة النسوية انتقاد وهجمات بالمقابل من قبل الحركات المحافظة والمتدينة واتهامات معروفه ومتوقعة تحمل النساء كل مصائب ومشاكل المجتمع.
المحامي محمد غالب يحيى قال بدوره معقبا: كان عاما صعبا. استفحلت فيه الجريمة في مجتمعنا المتخبط بين انحدار قيم وغياب الرادع. فقدنا الضوابط الآمنة لمجتمعنا. واجبنا جميعا التصدي لها معا. كما انه كان مميزا بعدم الاستقرار السياسي دفع بنا لانتخابات ثالثة خلال عام لأول مرة. لكن مجتمعنا لا يخلو من انجازات وقدرات فردية ولأطر مختلفة لا مجال لذكرها كلها هنا وقد يغيب عن ناظرنا العديد منها في بلداتنا ففيها ومنها طاقات ونجاحات نفتخر بها. معظم أفراد مجتمعنا طيبون رائعون ذو نخوة يسعون للخير للإعمار. نسأل الله ان يكون العام القادم بأفضل حال يعم فيه الأمن والأمان.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]