اختتم أمس الأول، الأحد، في كلية بيت بيرل، مؤتمر "تظافر القوى في التربية نحو مجتمع مشترك" الذي أقامته سيكوي، الجمعية العربية اليهودي لدعم المساواة والشراكة، بالتعاون مع كلية بيت بيرل وشبكة المراكز الجماهيرية.
شارك في المؤتمر العشرات من المحاضرين، المعلمين، الطلاب، الناشطين التربويين والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني ضمن ندوة مركزية تطرقت إلى ثلاثة محاور رئيسية: نماذج لبناء مجتمع مشترك، تطوير مجتمع مشترك في جهاز التعليم، وتلتها ثلاث طاولات مستديرة حول: المواد التعليمية، التعليم المشترك وتطوير حياة مشتركة في مركز جماهيري.
في افتتاح المؤتمر أشار البروفيسور محمد أمارة، المحاضر في بيت بيرل ورئيس مجلس الإدارة المشارك لجمعية سيكوي إلى ضرورة خلق سياسات تربوية تبث الأمل، تعزز الاعتراف بالرواية التاريخية للطرفين، العربي واليهودي، منبها إلى أن المضامين المتعلقة بالمجتمع المشترك والقائمة اليوم ما زالت ركيكة ويجب العمل على اغنائها بمضامين عميقة."
وفي الجلسة المركزية تبنت دانييلا فريدمان مسؤولة وزارة التربية والتعليم عن التعليم المدني والحياة المشتركة في مداخلتها توصية مركزية لجمعية سيكوي التي تنادي بضرورة إدخال مواد عن التربية لحياة مشتركة لتأهيلات المعلمين المستقبليّة، قائلة "من أجل تطوير التربية والتعليم للمجتمع المشترك يجب أولا تأهيل المعلمين وعليه سوف نعمل على ذلك".
بدورها د. ورود جيوسي، مديرة مركز تطوير الحياة المشتركة في الكلية الأكاديمية بيت بيرل وشريكة بتنظيم المؤتمر، أكدت في افتتاحيتها اهمية تطوير الحياة المشتركة قائلة: "أننا بحاجة الى تبني وجهات نظر التعددية الثقافية ومحو ممارسات الإقصاء من أجل تبني حساسية ثقافية تطور المعرفة والمساواة بين المجموعات". مضيفة "إن توحيد القوى في الحقل الأكاديمي، مؤسسات المجتمع المدني ووزارة التربية والتعليم سوف يحققوا التغيير بوعي المواطنين لتحضير الطريق لمجتمع مشترك".
بدوره قدم المحاضر الجامعي ورئيس قسم الماجستير في التربية المجتمع والثقافة في جامعة حيفا، د. أيمن إغبارية، مداخلة هامة حول التحديات القائمة أمام التربية لمجتمع مشترك، وأوصى جمعية سيكوي بالعمل على إعداد دراسة لرصد التجارب المحلية الناجحة بهذا الصدد والاستفادة منها على مستوى عام.
طاولات مستديرة
أما في الطاولات المستديرة فقد برز موضوع المواد التعليمية آليات لتمثيل وحضور المجتمع العربي في مواد التعليم التي وجهتها خلود إدريس مديرة مشاركة في قسم المجتمع المشرك في جمعية سيكوي، مؤكدة من خلالها على أنه يجب أن تسود بين جميع المواطنين حالة من المساواة القائمة على المعرفة، الاحتواء والاحترام المتبادلين، دون التنازل عن الهوية الخاصّة التي تميّز كل مجموعة، بالتالي مواد التعليم والمصطلحات التي يتلقاها الطلاب في المدارس من شأنها أن تعزز أو أن تقصي هذا الحضور . "على وزارة التربية والتعليم أن تطور سياسات ملائمة وأن تبذل جهد أكبر من الموارد في تعليم اللغة العربية بالمدارس اليهودية، أن تدخل معايير واضحة لتمثيل وحضور المجتمع العربي بمواد التعليم وتأهيل المعلمين" تقول إدريس وتضيف: "كذلك على التعليم العالي، أن تطور سياسات ومواد ملائمة لطلاب سلك التعليم (عربا ويهودا) من أجل أن يتزود معلمي المستقبل بأدوات ملائمة لمعرفة المجتمع العربي والشرخ اليهودي العربي من أجل أن يتعاملوا مع مظاهر العنصرية أو الصراعات في الصف".
جدير بالذكر أن هذه القضية (الحاجة للتربية على الحياة المشتركة) تطرح اليوم على أجندة وزارة التربية والتعليم بشكل عشوائيّ وعينيّ، في أعقاب مظاهر العنصرية المتطرفة والعنيفة ويتم تناولها في فعاليات مركّزة سنويّة، تشير الإحصائيات على سبيل المثال أقل من 2% من المجتمع اليهودي قادرون على إدارة محادثة مع شخص عربي عند تخرجه من المدرسة، وحوالي 10% من الطلاب شاركوا بأنشطة مع مجموعة قومية أخرى خلال العام الدراسي الماضي.
عليه خلص المؤتمر الى أن وجود الواقع الجديد والتقاء اليهود والعرب حاليًّا أكثر بكثير من السابق، وذلك في أماكن العمل، المؤسّسات الأكاديميّة الحيز العام. ولكن الفصل الممنهج بين المجموعتين، الذي يبدأ في أطر التربية والتعليم، يؤدي إلى حالة من الجهل تنتج عنها آراء مسبقة ومخاوف التي ستؤول في نهاية المطاف إلى النفور، الإقصاء وحتى الكراهية والعنف، ويتعزّز هذا كلّه في ظلّ الصراع القوميّ المستمر.
[email protected]
أضف تعليق