في ظل استفحال الجريمة والعنف مجددا في المجتمع العربي بعد الهدوء الحذر الموجود حاليا في اعقاب انتهاء موجة الاحتجاجات والنشاطات التي دعت اليها لجنة المتابعة العربية، وجه عدد من الناشطين نقدا واضحا ومباشر لهذه القيادات والمتابعة ، متهمين إياهم بالتقصير والتخاذل وعدم الاستثمار الصحيح بالحراك الشعبي وترجمته الى خطوات فعلية لقلع الجريمة.

كمؤسسات وكقيادات لم نحسن استثمار هذا الكم من الحراك المبارك ولم نحسن ترجمته

الشيخ كامل ريان مدير مركز امان لمكافحة العنف قال: ان الحراك الجماهيري الاخير والمبارك كان مطلب الساعة لتحريك اصحاب الشأن ليقوموا بواجبهم من مؤسسات رسميه او قيادات جماهيرية عربيه بالرغم من ان هذا الحراك جاء متأخرا أكثر من خمسة عشر عاما متتالية

وتابع: لكن أخشى ما اخشاه اننا كمؤسسات وكقيادات لم نحسن استثمار هذا الكم من الحراك المبارك ولم نحسن ترجمته الى برامج عمل محليه ولوائيه لكي نستطيع النهوض بمجتمعنا كما يجب ولكي نوقف تلك الزمرة المارقة من ابنائنا في مكانها الطبيعي، نعم هنالك بوادر ايجابيه لقطف ثمار هذا الحراك ولكنها ليست بالقدر الكافي والمطلوب لنقل مجتمعنا من كونه ما زال "مخطوفا" لهذه الثقافة الدخيلة الى مرحلة الحرية المطلقة في التحرك لوأد هذه الظواهر المقيتة

ونوه: اقولها بكل وضوح انه لطالما لم نسمع او نقرأ عن وجود خطه عمليه محليه لكل مجلس ومجلس او بلديه وبلديه يقف رئيس السلطة على رأس هذه البرامج محدده بجداول عمل يوميه وأسبوعيه وشهريه وسنوية محليا ولوائيا وقطريا يعني ذلك اننا لم ننجح في ترجمة ذلك الحراك وتلك الطاقات الى خطط عمليه تتوافق مع أهداف ذلك الحراك

العنف الضارب في مجتمعنا بات الهم الأكبر لدينا جميعا

د. رنا زهر قالت بدورها: العنف الضارب في مجتمعنا بات الهم الأكبر لدينا جميعا. فلا يخلو بيت من أشخاص عانت أو تعاني من العنف بأشكاله المختلفة. ولا يخفى على أحد أن المسؤولية نحو الحل هي جماعية ومتشعبة. ورغم اننا نعي أن المسؤولية الاولى والأخيرة تقع على عاتق الشرطة في ضبط الجريمة وكبح جناحها ولم السلاح، الا انها لا تقوم بدورها رغم المطالبة الشديدة والجدية من قبل أبناء وبنات شعبنا، ورغم الضغط الذي يمارس عليها من قبل قيادات شعبنا. أن الحراك المطلبي التصاعدي الذي شهدناه مؤخرا من قبل مؤسسات شعبنا ضد آفة العنف وتقاعس الشرطة هو حراك مبارك قد يوفر حلولا آنية ولكن علينا كأهل ومجتمع أن ننظر إلى المدى البعيد ونساعد أنفسنا بأنفسنا بحماية اولادنا وبناتنا. باعتقادي، هنالك مفتاحين اساسين في هذه القضية؛ النساء والشباب. علينا تدعيم نساء شعبنا قدر الإمكان وتوفير فرص العمل والتعلم والتقدم لهن. علينا الدفع بتقويتهن اقتصاديا لكي يتمكن من أن يقدن حياة مستقلة صحية بعيدا عن التعلق المادي التام بالرجل والذي يجبرها في الكثير من الأحيان بالسكوت عن ممارساته العتيقة خوفا من عواقب الانفصال المادية والمجتمعية. وعلينا تدعيم الشباب وتوفير أطر لسد الفراغ الكبير الذي يسيطر على حياتهم في ظل تقاعس مؤسسات الدولة في تقديم الخدمات الاجتماعية لهم. علينا بناء النوادي، الملاعب، والأطر التي قد تجذبهم وتبعدهم عن الجريمة، فمن المعروف أن الجريمة تخلق ايضا من رحم الفراغ والاهمال والإحباط. لا يوجد حلول سحرية، ورغم فشل اغلب الحلول التي جربت حتى الآن، لا نستطيع أن نتوقف عن التفكير في كيفية الخروج من هذا المأزق. فنحن لا نملك ترف اليأس ايضا. الخطر حقيقي ومداهم.

لجنة المتابعة لا تزال تخطط وتعد بنشر خطة عمل استراتيجيه وكتاب أبحاث واعد دون تنفيذ

الناشطة النسوية والاجتماعية سماح سلايمة قالت بدورها معقبة: القيادات العربية، الاحزاب وبالأساس رؤساء السلطات المحلية تقسم الى قسمين، الأول هو الذي انضم لقائمة ضحايا العنف حيث تتعرض مكاتبهم وبيوتهم وسيارتهم لهجمات المجرمين والمسلحين بشكل دائم. ويكتفي هؤلاء بالشجب والندب والاستنكار. اما القسم الثاني فما زال يحاول مناهضة العنف بالنشاطات والمحاولات المهنية لبناء واقتراح برامج محليه لمناهضة العنف على المستوى البلدي. حاليا الإحساس العام ان الاحتجاج الشعبي خفت حدته. ولجنة المتابعة لا تزال تخطط وتعد بنشر خطة عمل استراتيجيه وكتاب أبحاث واعد. بقيت لدينا لجنة السلطات المحلية التي تحاول بمشاركة عدة جمعيات من مجتمع المدني وضع برامج محليه. فتور الشارع واستفحال الجريمة يوحي ان السلاح ينتصر بالشارع العربي على النضال السلمي.

مهم ان نراجع مواقفنا ومعتقداتنا ونغير سلوكياتنا

بينما رأت الناشطة السياسية والنسوية نبيلة اسبنيولي ان العنف لا يمكن القضاء عليه بين ليلة وأخرى وقالت: من اعتقد اننا سنقضي على العنف بعصا سحرية فهو واهم العنف ظاهرة مركبة ومن المهم تظافر الجهود الشعبية والمهنية والمؤسساتية من اجل ايقاف التدهور، لا يمر يوم دون احداث عنف في مجتمعنا وإطلاق نار يوميا ووقوع ضحايا كثيرة وذلك بفعل الاجرام المنظم لذلك فالمطلب الاساس هو ان تقوم الحكومة بتحمل المسؤولية وتتبنى خطة شاملة لمعالجة العنف بما في ذلك ان تقوم الشرطة بدورها بشكل جدي ونحن متأكدون انهم قادرون على القضاء على الاجرام المنظم إذا استخدموا كل الادوات المتاحة لديهم كما فعلوا في دير الاسد الاسبوع الماضي عندما اصيب واحد منهم.

ونوهت: نحن كمجتمع بحاجة الى اخذ المسؤولية ايضا كل في مجاله الام الاب الصديق الصديقة العامل والعاملة المهمين والمهنيات مهم ان نراجع مواقفنا ومعتقداتنا ونغير سلوكياتنا نحو المزيد من الحوار واحترام الحريات والمساواة وخل الصراعات بطرق سلمية.

هناك مشكلة في متابعة الامور بما يتعلق في موضوع العنف والجريمة

فيما رأى الناشط السياسي والاجتماعي رضا جابر ان هناك مشكلة في متابعة الامور بما يتعلق في موضوع العنف والجريمة وقال: عندي شعور انه كان ممكنا وما زال استثمار الانتفاضة المجتمعية الى عمل أعمق داخل مجتمعنا وأيضا اتجاه المؤسسات. هي فترة يجب استثمارها اكثر بتنظيم مجتمعنا اكثر وبث روح العمل في كل المجالات في هذا الموضوع وخصوصا النظام العام والسيطرة على الحيز العام وعمل السلطات المحلية. هناك عدم فعل في هذه الاتجاهات وافلات بفرصة يجب استغلالها. آمل بان برنامج لجنة المتابعة والذي سيتم الاعلان عنه قريبا يشكل حالة قطيعة مع الفعل الباهت والمتقطع الى فعل جدي آخر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]