أعربت نسويات وحقوقيات عن امتعاضهن في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة من استمرار سياسة القتل والاقصاء التي تمارسها الشرطة وتقاعسها في محاسبة ومعاقبة الجاة والقتلة إضافة الى المجتمع الذي يهمش المرأة ومكانتها ويصمت على كل التمييز والاعمال المشينة بحقها وبحق كرامتها.

الصعيد الفلسطيني يمكننا القول بأننا دخلنا مرحلة جديدة تتم فيها ترجمة الواقع والتذمر منه الى نشاط وحراك اجتماعي

المحامية عبير بكر قالت لـ "بكرا": على الصعيد الفلسطيني يمكننا القول بأننا دخلنا مرحلة جديدة تتم فيها ترجمة الواقع والتذمر منه الى نشاط وحراك اجتماعي علني ليس محصورًا على الندوات والاجتماعات الداخلية للمؤسسات النسوية بل على الملأ. حراك " طالعات" أحدث لدى الجميع زعزعة ومحاسبة للذات في طرق أدائنا سواء للسلب ام الإيجاب. لم نعد نتظاهر فقط ضد قتل النساء وتعنيفها بل ضد كل أشكال التعنيف الاقتصادي منه والجسدي. أصبحنا نتظاهر ليس فقط ضد اعتداء جنسي فظ من المشغل انما ضد كل أداء غير لائق منه سواء كان جنائيا ام سلوكيًا. هذا اليوم يأتي ليذكّر ليس فقط بالكدمات على أجساد النساء إنما أيضًا الإهانات الكلامية والأفكار النمطية التحقيرية الموجهة إليهن يوميا في البيت وفي الشارع وفي اماكن العمل وفي المدارس وفي الجامعات على جميع اشكالها المبطنة والمباشرة. هذا هو التحدي الكبير برأيي وهذا هو التغيير الذي نطمح اليه وبرأيي بدأنا نلمس بزوغ براعمه.

وتابعت: على صعيد النشاط النسوي لا يخفى على أحد بأننا وجدنا أنفسنا كنساء ناشطات نتفّق بالمواقف ونختلف بالأداء وبكيفية خوض النضال وهي أكثر سيرورة شرعية وطبيعية لكل حراك. اعتدنا حتى الآن اتخاذ المواقف إزاء حدث او جرم معين (غالبا سلطوي) انما الآن ندخل مرحلة جديدة تحتّم علينا اخذ المواقف ضد فلان او علان الذي قد تربطنا معه علاقات حميمية ومواقف عامة مشتركة. لذا التحدي كبير أيضا على مستوى الاجتهادات النسوية الموجودة وكل تجربة نخوضها هي فرصة للمراجعة الذاتية حول عملنا وضرورة تحسينه أو لربما تغييره بشكل جذري.

هذا اليوم هو عبارة عن أجراس تقرع في قرانا وبلداتنا العربية لتذكرنا..

الناشطة النسوية سماح سلايمة قالت لـ "بكرا" بهذه المناسبة: في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء ادعو الجميع للوقوف سبع ثواني والتأمل بسبع أراح سلبت ظلماً هذا العام وسبقها 14 امراه العام الماضي، لنتأمل في بيئتنا الطبيعية ونعد النساء المظلومات والمقهورات من آلة العنف والجريمة والقمع المجتمعي. كم امراه تُضرب، تغتصب، يتم الاعتداء عليها من قبل أقرب الناس، كم امراه سلبت حقها بالميراث او اجبرت قسرًا على الاقتران برجل لا تحبه ولا تقبله، او كم فتاة لم تتمتع بحق التعليم وتحقيق الذات واجبرت على ترك مقاعد الدراسة. كل هذه الظواهر ما زالت متفشية في مجتمعنا العربي.

ونوهت: هذا اليوم هو عبارة عن أجراس تقرع في قرانا وبلداتنا العربية لتذكرنا ان مسار تحرير النساء من كابل الظلم ما زال طويلاً، وان هذا النضال بحاجه لمجهود أكبر وتضافر القوى بين الرجال والنساء المناصرين للعدل المجتمعي وانصاف المرأة والتوقف عن قهرها وظلمها والاعتداء عليها جسديًا جنسيا ونفسياً. في مجتمعنا هذا ما زالت النساء هن الحلقة الأضعف وهن ايضاً مصدر الفرح والقوه التي تستحق ان تكون لنا كشعب واحد يتمتع بالحرية والمساواة. نضالنا الوطني مقرون بنضالنا النسوي، لذلك إذا حررنا النساء من طاحونة العنف والقمع ستحرر معها كل الشعب رحالاً وأطفالا. فليس هناك مجتمع او شعب او دوله متقدمة وناجحة فيها تقمع النساء في العالم. لذلك على الفلسطينيين جميعًا مساندة المرأة في نضالها من اجل إنهاء جميع أنواع العنف ضدها بداية بالاحتلال ووصولاً بحق المرأة ان تعيش بأمان.

الناشطة النسائية مها النقيب قالت: في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، تبقى المرأة العربية عالقة ربما بالدائرة الاكثر خطورة، في ظل مجتمع يعاني من آفة العنف واخبار القتل هي جزء من "روتين الحياة اليومية" ومؤسسات الدولة تتخاذل في معالجة العنف في المجتمع العربي وكذلك تتخاذل بتنفيذ قرارات حكومية التي من شأنها ان تقدم اطر ودورات علاجية للرجال الذين قاموا بتعنيف زوجاتهم _ حسب تقرير مركز البحث والمعلومات في الكنيست_ يبقى النضال في مكافحة العنف ضد المرأة ليست مهمة سهله تحتاج للكثير من العمل وتحتاج لموارد عديدة. يبقى العمل التربوي ذو اهمية كبرى وتأثير مستقبلي، لذا هنالك ضرورة لدمج مضامين جندرية في المناهج التعليمية.

النائب السابقة نيفين أبو رحمون قالت: يمنحنا العمل الوطني والنسوي قيمة العطاء والتواضع، وأن معركة التغيير تبدأ من موقع ومساحة الناس. وكذلك يعلّمنا أن النساء جزء من واقع مجتمعي صعب بالتالي يصبح التغيير المجتمعي حالة ملحة في وجه المظلومية الذكورية والسلطوية. وحينها ندرك أن المسؤولية المجتمعية تبدأ بنا في تذويت قيم تربوية خالصة نحو الانتماء لمجتمع سليم وقادر. وفي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء نقول انها قضية وطنية أخلاقية هامة لا يمكن التساهل بها وبالتالي تحتاج الى استراتيجية عمل كاملة تقودنا نحو مكان اخر، الأمان الشخصي والمجتمعي أصبح هدف استراتيجي بعد التهديد المباشر الذي طال النساء بل الجميع. نريد حيّزا امنا للنساء وكذلك للجميع وهذا لن يكون الا اذا كنا جميعا حريصين على ذلك.

وتابعت: مئات النساء يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي يوميا, فقط أقل من ثلثهن يقمن في تقديم شكوى مع أنه نسبة النساء المقتولات يشكل نصف المعدل العام. ولكن في ظل تقاعس الشرطة في التعامل مع قضايا العنف وقتل النساء تصبح مسؤوليتنا مضاعفة خصوصا ان ذلك يحدث بقرار سياسي يرافقه تجميد ميزانيات مقررة للتعامل مع القضية.

يتوجب علينا أن نتصدى للتصرفات والمواقف التي تسهل وتغفل عن أعمال العنف ضد النساء


الناشطة النسوية سماح جلجولي قالت معقبة: للأسف ظاهره العنف ضد المرأة تتزايد في السنوات الأخيرة ويجب التنويه ان العنف ضد المرأة لا يقتصر فقط على العنف الجسدي وإنما أيضا الكلامي المعنوي والاقتصادي، هناك ضرورة تضافر الجهود للحد من العنف ضد المرأة وذلك يحتاج إلى شراكة ومأسسة واستمرارية. يتوجب علينا أن نتصدى للتصرفات والمواقف التي تسهل وتغفل عن أعمال العنف ضد النساء او تتجاهلها وتجد أعذاراً لها. واني أدعو من هذا المنبر أفراد مجتمعنا جميعا للحد من الظاهرة وهذا لا يقتصر فقط على الإضرابات والمظاهرات وغيرها فهذا لا يكفي وإنما عندما يكون تمثيل للنساء في شتى الامور الحياتية، الاجتماعية السياسية وغيرها هنا يصبح المجتمع بأكمله ينظر الى المرأة كجزء أساسي منه وعندها لا بد ان نرى تغيير وقمع استضعاف النساء.

وتابعت: يوجد العديد من العقبات التي تواجه المرأة أولا الخروج والمشاركة في سوق العمل ومساعده الزوج اقتصاديا بالإضافة الى كونها أم وربه منزل بالإضافة الى عدم تمثيل عادل للنساء في الوظائف المؤثرة والإدارية ان كان في المؤسسات الحكومية، الشركات وغيرها وهذا فقط لكونها أم. الأمومة وحقا الأمومة كتحدي عند خروج المرأة الى الإجازة بعد الولادة في عديد من الحالات تؤثر تأثيرا مباشرا على نظره المشغل لها وإقصائها من تقدم في مجال عملها.

صمتنا عبارة عن تصريح قتل

نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف قالت ل "بكرا" بدورها: في هذه المناسبة بالرغم من الإنجازات التي حققتها النساء ولكن هذا اليوم يؤكد الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في الحقوق والتمييز في كل العالم بسبب الحروب والاعتداءات وانتهاك حقوق الانسان وخصوصا في الدول العربية وأيضا في البلاد بسبب الاحتلال والعنصرية والتهميش والمجتمعات الذكورية التي تتحكم بالنساء وحقوقهن وحريتهن، وفي ظل كل هذا نرفع صوتنا ونؤكد ان حياتنا ملكنا، هو شعار حملتنا ائتلاف 15 يوم، نحن نتهم مجتمعنا الذي يصمت بشكل واضح تجاه جرائم العنف وقتل النساء بالرغم من ان هناك تغيير بارز في السنوات الأخيرة حيث أعلنت من السلطات المحلية اضرابها وكان حراك واضح لمناهضة العنف ضد النساء وكثيرا ما تكون الاحتجاجات على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن على ارض الواقع لا نرى هذه الحراكات، المسار ما زال طويل ولكن على ثقة ان التغيير قادم، نتهم الشرطة أيضا بالتهميش والتمييز والعنصرية والتقاعس عن القبض على الجناة وعدم تحقيق العدالة والكرامة للنساء والأطفال، سياسة الشرطة التي لا تكشف عن الجرائم وانتشار الأسلحة داخل بلداتنا وقرانا، سياسات افقار الفقراء واغناء الأغنياء من وزارة الرفاه الاجتماعي حيث تعاني النساء من تمييز صارخ في الخدمات. علينا ان نؤكد اننا كنسويات نمد أيدينا لخلق تعاونات من اجل نبذ المجرمين والكشف عن الجرائم ورفع صوتنا عاليا ضد تقصير اشرطة وفضح سياساتها وفضح كل سياسة انسان يستعمل العنف ضد أي امرأة، علينا عدم الصمت لانه تصريح قتل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]