تتجه أنظار نساء العالم الى النشاطات التي تنظم في أنحاء المعمورة تضامنا مع المرأة في اليوم العالمي لمناهضةة العنف ضد النساء.
فماذا تقول النساء في يوم مناهضة العنف ضدهن؟ للتعرّف اكثر على موقف النساء وخطتهن لمكافحة العنف، كان لمراسل "بكرا" هذا الحديث مع عدة نساء.
وقالت المحامية ايناس حجازي لـبكرا: قيل عن المرأة انها نصف المجتمع وهي المسئولة عن النصف الأخر فهي بذلك اساس المجتمع واساس تقدمه ونهضة الأمم والحضارات ، فهي الأم والزوجة والاخت والبنت والمعلمة ، وهي مربية الاجيال ومنشأة الابناء ،وهذه مكانه عظيمة جداً احتلتها المرأة منذ اقدم العصور،فلها فضل وشأن عظيم في تنشئة الجيل القادم ،وقد اعطى ديننا الاسلامي الحنيف للمرأة مكانة وقيمة كبيرة وعظيمة وكرمها افضل تكريم كما وضع الاسس والمبادئ للتعامل معها ،وقد ذكر الحكماء قديماً ان صلاح المجتمع بالكامل يبدأ من صلاح المرأة ، ويقول الفيلسوف جان جاك روسو ... الرجل من صُنع المرأة فإذا اردتم رجالا ً عظماء فعليكم بالمرأة تعلمونها ماهي عظمة النفس وماهي الفضيلة .
وتابعت: أكرر واشدد المرأة نصف المجتمع وبدونها لا مجتمع ، والجنس البشري لا يمكنه الإستمرار إلاّ من خلال المرأة، فالله سبحانه وتعالى أخصّ المرأة بالإنجاب ، وله في ذلك حكمة ، فما تتعرض له المرأة من إنتقاصٍ في انسانيتها ومحاولات سلبها الحقوق التى أعطاها إياها الشرع والدين أو تحوير هذه الحقوق بما يتناسب مع مصلحة الرجل ، والتربية التى تتلقّاها بعض النساء ،بما تحويه من قيمٍ وتقاليد ، تحثَ على الخضوع للرجل ، لِمجرد أنه رجل وأنّها إمرأة ضعيفة خُلِقت من يضلعه ولا يُمكِنها فِعْلَ شيئٍ بدونه ، كلُّ ذلك أدّى الى الإستباحة بتعنيف المرأة من قِبَل البعض وحرمانها من حقوقها أو إعطائها الحق الذي يلوذ لِهوى البعض. لِذا فأنا أُرْجِع أسباب تعنيف المرأة والتى نراها تزداد في الأونة الأخيرة ، الى عدة عوامل ، بعضها يتعلق بالقوانين الشرعية والتى يجب بلورتها وفق الشروط الضامنة أكثر لحقوق المرأة وحمايتها . والبعض الآخر ، يتعلق بالتربية التى يتلقّاها الجنسين ، والتى يجب البدء بتغيير المفاهيم التى تقوم عليها مجتمعاتنا والتى تنصّ على " أنّ الولد أفضل من البنت وأنه سوف يصبح الرجل المسؤول وهو الآمر والناهي وبيده كل السلطات والفتاة ما هي الإّ ضِلعٌ قاصر ويتوجّب عليها طاعة الزوج وفي حال العصيان لا بأس من قيام الزوج بتأديبها وفق ما يجده مناسباً " إنّ هذه المفاهيم والتى نجدها منتشرة في أكثر المجتمعات ، أدّت الى تفشي ظاهرة العنف ضد المرأة.
وأنهت حديثها: لذا علينا البدء بمعالجة هذه الآفات الإجتماعية والبتْ في إعادة النظر في مفهوم التربية الذي يجب أنْ يُقام ويُدرّس في مناهج التعليم ، على أساس المساواة بين الجنسين من حيث أنّ كلٍّ منهما مُكمّلاً للآخر والعلاقة بينهما لا بدّ وان يتغلّفها الإحترام والتعاون والمحبة والرحمة ، لا العنف . فإعادة النظر في أُسلوب التربية إضافة الى إعادة النظر في القوانين التى يجب بلورتها بشكل ضامن للمرأة وحقوقها ، من شأنه التخفيف من ظاهرة العنف والقضاء عليها بشكلٍ تدريجي.
ومن ناحيتها، قالت عضو بلدية اللد - فداء شحادة لـبكرا:العنف ضد النساء والفتيات يستمد جذوره من الفكر الذكوري الذي ما زال يهيمن على مجتمعنا . ويجب ألا يغيب عن ذهننا أن أوجه عدم المساواة بين الجنسين تغذي ثقافة العنف .
واضافت: إن العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم.ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.
وأوضحت شحادة ان: على الرغم من أن النساء والفتيات يمثلن نسبة أقل بكثير من إجمالي جرائم القتل مقارنة بالرجال، إلا أنهن يتحملن إلى حد بعيد العبء الأكبر من القتل المرتبط بالشريك / العائلة، والقتل من جانب الشريك الحميم. هناك حاجة إلى مساعدة من جميع أعضاء المجتمع.
واختتمت كلامها: ولكني سعيدة بحملات التوعية المستمرة لمناهضة العنف بشكل عام والمناهضة للعنف ضد المرأة ، والتي نشهدها بهذه الأيام بكثرة .
ومن جانبها، قالت الناشطة السياسية نجوى قشوع لـبكرا:للعنف أشكال متعددة تؤثر سلبياً على كيان المرأة، كرامتها، مستقبلها، صحتها وكل مايتعلق بشؤون حياتها. يصعب تحديد عدد حالات العنف المنزلي ضد المرأه.أكثر من امرأة واحدة من كل أربع نساء (28٪) تعرضوا للعنف المنزلي منذ عمر 16 عامًا،قد يكون ضحايا العنف المنزلي من النساء مترددين في الحصول على المساعدة لعدة أسباب. بعض الباحثين وجد علاقة بين توفر جهات مختصة بالعنف المنزلي، قوانين مختصة بالعنف المنزلي، سهولة الحصول على الطلاق ووجود دخل عالي للرجال وبين الانخفاض في جرائم قتل النساء من قبل ازواجهم انخفضت ولكن ليس بشكل كبير. معدل حالات القتل من قبل الرجال لزوجاتهم تعادل أربع أضعاف معدل قتل النساء لأزواجهم.
وأنهت كلامها: أن ثلثي الحالات للنساء اللاتي قتلهن أزواجهم كانوا يتعرضون للضرب من قبل أزواجهم. وقد وجدت أيضا انه في 75% من الحالات التي قتل فيها الرجال من قبل زوجاتهم كان هؤلاء الرجال يسيئون معاملة زوجاتهم.
[email protected]
أضف تعليق