انطلقت المجموعة من مركز مساواة... حيث قدم نصار شرح عن عمل المركز وعن تاريخه وتاريخ المبنى - مبنى شركة النفط الانجلو- عراقية سابقًا والذي تحوّل بمرحلة ما وأهمل كما العديد من المباني التي صودرت بموجب قانون أملاك الغائبين... وبقي مهمًلا في قلب حيفا النابض وادي النسناس، ليصبح في مرحلة ما لمكان يعج بمتعاطي المخدرات، قبل أن يأتي مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسب وجمعيات أهلية في عام 2003 ويقوموا بترميم المبنى وتحويله لمركز ثقافي تربوي حقوقي اهلي، يستضيف الفعاليات والجمعيات الثقافية ويستضيف الأمسيات الفنية والمؤتمرات والاجتماعات الشعبية والمجتمعية ويعمل على تثقيف أبناء شعبنا وأبناء شعوب آخرى ليترافع عن حقوقنا في حيفا وفي البلاد كأقلية عربية فلسطينية أصلية... هذا المركز جزء من رؤيتنا للتغيير المجتمعي والتغيير الذي نصبو له في هذه البلاد لتحسين حالتنا ولتحقيق المساواة بين شعبي هذه البلاد... واكملنا الجولة في حيفا تحدثنا عن تاريخ المدينة ومعالمها شتى، فحدثهم عن قصة تهجير أهالي حيفا، قصة تهجير عائلة نصار كنموذج وعن حيفا العربية بين الأسوار وتطوّرها خارج الأسوار، وتطوّرها الاقتصادي على مر التاريخ منذ عهد ظاهر العمر الزيداني الى الانتداب البريطاني وتوسيع الميناء ليصبح أكبر ميناء بالشرق الأوسط في فترة الانتداب. والمخاض العسير الذي مرت به المدينة وهذه البلاد خلال فترة الانتداب المشاحنات والتوتر القومي السياسي خلال هذه الفترة وبداية الصراع على الأرض، حدثهم عن تهجير فلسطينيي حيفا، والشيخ عز الدين القسام وقيادة أطول اضراب في التاريخ الذي استمر ستة اشهر ضد الانتداب البريطاني - 178 يومًا، عن الحياة السياسية في حيفا قبل النكبة وبعدها، عن رؤساء بلديتنا العرب عبد الرحمن الحاج وحسن شكري، عن تعيين شفتاي ليفي رئيسا للبلدية بعد وفاة حسن شكري عام 44، وعن كوننا في حيفا لا نسأل الانسان عن دينه ولا عن منشأه ونهتم بالانسان كانسان.. وننظر للشراكة العربية اليهودية بشكل مختلف، رغم الاجحاف والتمييز والتغيير في السنوات الأخيرة بزيادة المشاركة العربية اليهودية في التمثيل السياسي.. وهو التغيير الذي نطمح له على المستوى القطري أيضًا...
شرحت لهم عن تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من منظور حيفاوي بحت. عن قضية اللاجئين الفلسطينيين كأبناء حيفا، عن الحيفاويين المهجرين في مخيم جنين، الذين هجروا بالشاحنات وغيرهم الذين هجروا بالسفن الى عكا ومنها الى جنوب لبنان في النكبة وسقوط حيفا 22.4.1948. حدثهم عن املاك الغائبين، عن كوننا نقطن اليوم في منازل كانت يومًا ما في ملكية اللاجئين الفلسطينيين في المنفى... حدثهم عن المسجد الأخير - آخر مبنى من عهد ظاهر العمر الزيداني - مؤسس حيفا الجديدة، وعن النضال لانقاذه من الهلاك والدمار في الثمانينيات والتعاضد الأخوي بين المسلمين والمسيحيين من أبناء شعبنا لمنع اندثار هذا الموروث الثقافي الهام. كما وحدثهم في ختام الجولة عن "عامود فيصل" الذي كان يعتقد في صباه أنها مجرد نكتة ليكتشف في بلوغي أنه معلم من معالم المدينة وله قصة مهمة ويخلد ذكرى الملك فيصل الذي كان يحظى بشعبية لدى ابناء حيفا...
انها قصتنا نحن، قصة المدينة، قصة حيفا، قصة النكبة وقيام الشعب الفلسطيني بعد النكبة وبنائه المؤسسات الثقافية والمهنية، فمن الاتحاد واتحادات العمال الى مؤسسات حقوقية تسعى لتحقيق الانجازات والتقدم والازدهار لأبناء شعبنا... حيفا - تاريخ متجذر بنا...
[email protected]
أضف تعليق