تشهد الساحة السياسية مظاهر احتجاجية من نوع خاص انعكست من خلال تعبيرات غنائية رددت في الملاعب الكروية كأغنية "في بلادي ظلموني"، وبعض أغاني "رابورات" شباب كأغنية "عاش الشعب" التي لم تكتف فيها أجهزة السلطة باعتقال أحد مغنيها وإحالته على المحاكمة بتهمة القذف في بعض موظفي المديرية العامة للأمن الوطني، بل دفعت إلى تجميد أي نشاط فني له علاقة بالراب وجعلت وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة يؤكد في رده على سؤال صحافي أن "الفن وسيلة للتعبير والفرجة وليس لوسيلة أخرى". متوعدا مغنيي "الراب" الخارجين عن القانون بأن "أي تصرف خارج القانون يجب أن يقابله فعل المحاسبة. ولا يعقل أن نطالب بالمحاسبة ونكون فوق القانون".

أغاني "الراب" والتعبير عن الاحتجاج السياسي

حددت الباحثة مونية بناني الشرايبي من خلال مؤلفها حول "شباب المغرب؛ خاضع ومتمرد" الخصائص التي تميز السلوك المتمرد لشباب المغرب. فهو من جهة قد يشارك في بعض الحركات الاحتجاجية، لكن تمرده السياسي عادة ما يتخذه عدة تعابير من أهمها: عدم تسيسه الظاهر نتيجة لعدة عوامل من بينها:

- اعتباره أن اللعبة السياسية في المغرب تقتصر فقط على النخب.

- أن العالم السياسي هو عالم محفوف بالمخاطر.

- افتقاد النخب السياسية بالمغرب لأية مصداقية.

لكن عدم تسيسه الظاهر لا ينفي تصريفه لسلوك سياسي يتسم بالتمرد من خلال ما أسمته هذه الباحثة بانخراط الشباب في "السيبة الداخلية" التي تتميز بالتنكيت والسخرية من الطبقة السياسية أو اللجوء إلى أشكال تعبيرية أخرى كالاهتمام بالغناء "الرافض" والانخراط فيه. وبالتالي، فإذا كانت الأجيال الشبابية خلال فترة السبعينيات ومنتصف الثمانينيات من القرن 20 قد وجدت في الأغنية الغيوانية بكل تجلياتها الموسيقية (من ناس الغيوان ولمشاهب وجيل جيلالة، والسهام...) تعبيرا عن احتجاجها السياسي، فإن الأجيال التي برزت منذ بداية التسعينيات من القرن 20 وبداية القرن 21 قد وجدت ضالتها في الأغنية الرابية بكل تلاوينها.

"الراب" والتعبير عن الرفض السياسي

برزت منذ منتصف التسعينيات من القرن 20 فرق موسيقية مغربية تأثرت بفعل العولمة التكنولوجية (من فضائيات، وأنترنيت...) بمختلف الأشكال الموسيقية التي كانت سائدة في دول أمريكية وأوروبية. وقد فسر محمد مغاري، أحد المهتمين والمنظمين لمثل هذا النوع من "الأغاني الرافضة"، أسباب هذه الظاهرة بأن "الراب هو فن المحكورين... في سنة 1970... أخرج الديجيات الجامايكيون من التوستينغ (موسيقى سوداء) فنا يمزج بين مقاطع مقفاة وبين ألحان تأتي غالبا من تسجيلات مختلطة (السكراشينغ أو السامبلينغ) حمل اسم الراب وبدأ يحمل انطلاقا من الثمانينيات اسم الهيب هوب يميز بمزجه بين الريغي والسكا والكاليبسون والريتم اندبلوز والفانك والجاز، وتحول إلى أداة صراخ لدى الأفرو أمريكيين والأقليات الأخرى للمطالبة بالحقوق".

وقد "نشأت فنون الراب والروك في أمريكا وانجلترا للتعبير عن واقع اجتماعي يعيشه الشباب. أما في المغرب، فقد شهدنا طيلة الثلاثين سنة الماضية غيابا لحرية التعبير، بعد مرور تلك السنوات، نمت لدى الشباب المغربي الرغبة في التعبير عن قضاياهم من خلال العديد من الأشكال الموسيقية. ظن الجميع في البداية أن تلك الثقافة رسخها أبناء العائلات الغنية، لكن "البولفار" أثبت العكس تماما لأن حوالي 90 في المائة من المجموعات الثلاثمائة المشاركة في تجارب الانتقاء طيلة عشر سنوات من عمر المهرجان الشبابي قادمة من أحياء شعبية".

"الثقافة البديلة هي ثورة على مجموعة من القضايا في المجتمع المغربي، نجد تعبيراتها في الموسيقى واللباس وبعض الكلمات الدارجة الجديدة، وبرزت بالتالي ما نسميه ثقافة الراب والهيب هوب والهارد روك والفيزيون ذات الرموز اللباسية الملونة والموسيقى الخاصة بها بنكهة مغربية. إنهم يتناولون جميع المواضيع وبعض المجموعات تتناول موسيقى ذات ملامح معارضة تتناول نبض المجتمع المغربي بعيدا عن الملاحم التي ألفناها وأغاني الحب الكلاسيكية. يجد بعض الشباب ذواتهم داخل هذه الأنماط الموسيقية بعد أن كانت الفرق الغريبة هي النماذج المثلى لهم، أما الآن فقد أخذت مكانها الفرق المغربية"، يقول حمد مغاري.

"الراب" والتعبير عن السخط السياسي

من الملاحظ أن جل الموسيقيين الذين تزعموا هذه الموجة الغنائية، ينطلقون في بلورة أغانيهم وأدائها من الاعتقاد الراسخ بأن أغانيهم هي تعبير عن روح التمرد التي يستشعرها شباب الأحياء الشعبية ضد الأوضاع السياسية السائدة التي عادة ما تقصي الشباب وتهمشهم.

وهكذا رد مغني "الراب" توفيق حازب، الملقب بـ"البيغ"، عن سؤال حول سب السياسة والسياسيين في ألبوماته الغنائية بالقول: "أنا أنتقد الأوضاع من خلال نقل الوقائع كما هي والحديث عن أشياء نتحدث عنها بشكل يومي بيننا في المقاهي وفي المنازل، لكن ليست لنا الجرأة للبوح بذلك علانية، وأنا أملك تلك الجرأة التي يعتبرها البعض وقاحة والأمر سيان بالنسبة لي، فأنا لا أقول: الله يلعن دين ربها بلاد، ولا الله يلعن دين السياسة والسياسيين في هاذ البلاد، أنا أقول في ألبومي: بلادي بلاد البرلمان نصو كلوا ناعس والربع مغيب والربع اللي بقى ليهم ناحس، إلا كان هاذ الشي سبان سمحوا ليا عيرتكم أدراري... بلادي بلاد ضرب مليار وخرج غدا كفالة، بلادي بلاد الصلا، وبلاد التصنكيع... بلادي بلاد سطاش ماي والموت والتفركيع... وهذا ليس بسب ولا قذف، هذه الحقيقة كما هي حقيقة بلاد المتناقضات. لبلاد والضحكة الصفرا قدام الكاميرات بلادي بلاد الشفرة لبلاد اللقش، بلادي بلاد كوانتنمو محسوب عربي وغير بالشعر، بلادي بلاد المحابسي لي تحرق في الجديدة بلا ميشعر...، فأنا فنان والفنان يجب أن ينقل نبض الشارع وإرهاصات المواطن البسيط، وأعتقد أن نجاح ألبومي يتجلى في هذه البساطة في التعبير عن المواطنين المقصحين والموعتين بزاف، فالفنان المغربي تنقصه الجرأة للتعبير عن الواقع المعاش كما هو بلا زواق بلا نفاق بلا رتوشات، الفنان المغربي كايقلز تحت الجلابة، وأنا حيدت هاذ الجلابة وقلزت ليهم ديريكت".

أما بالنسبة لسؤال عن المشروع البديل، فقال: "أنا لست سياسيا لأبحث عن الحلول، فهذا دور السياسي. دوري كفنان أن أعري الواقع وأن أقول هذا هو الداء. أما بالنسبة للدواء ماشي سوقي".

أما بدر بلهاشمي، عضو مجموعة "ضركة"، فقد عبر على الرأي نفسه قائلا: "خطابنا واضح جدا، نحن جيل من الشباب المغربي الذي يحاول التنديد بكل ما هو فاسد في هذه البلاد، خطابنا يهدف إلى إثارة الانتباه وتسليط الضوء على النقط السوداء التي يعرفها المجتمع في العديد من المجالات. نحاول عبر (سطوب باركا) إسماع صوت الشباب المغربي الذي يعي ما يعتمل في مجتمعه. هذا الألبوم رسالة نعطي من خلالها وجهة نظر الشباب حول ما يجري وهو كذلك لفت الانتباه إلى المسؤولين كي يكفوا عن الكذب على الشباب الذي غالبا لا يأخذونه على محمل الجد، ويتعاملون باستخفاف معه ومع أوضاعه".

المهرجانات الموسيقية واحتواء الأغنية الرابية

أمام هذه الموجة الرابية التي حملت الكثير من مظاهر السخط والاحتجاج لفئات واسعة من الشباب، خاصة المنحدر من الأحياء الشعبية ومن بعض الأوساط الاجتماعية الوسطى، كان رد فعل السلطة عنيفا. فتحت ضغط حزب العدالة والتنمية، إضافة إلى بعض الأحزاب المحافظة، لإيقاف نشاط هذه المجموعات الشبابية، بدعوى أنها تمسُّ بالمقدسات واتهامها من بعض القياديين السياسيين بالانحلال الخلقي والتأثير السلبي على الشباب المغربي، تم في سنة 2003 مواجهة بعض عناصر هذه الفرق الشبابية بتهمة الانتماء لـ"عبدة الشيطان"، واعتقال بعضهم من منازلهم، فيما وجهت استدعاءات للبعض الآخر، قبل أن يطلق سراحهم بعد ضغط كبير من بعض الفعاليات الحقوقية والجمعوية وبعض الفنانين.

غير أن ذلك لم يمنع من تفكير السلطة في احتواء هذه الموجة الغنائية الشبابية الاحتجاجية من خلال إقامة مهرجانات سنوية، تشارك فيها فرق موسيقية شبابية مهتمة في الأصل بلون "الراب" كدون بيغ، وآش كاين، وفناير، وزنقة فلو، وهوبا هوبا سبيريت... ليتطور الأمر من خلال الانفتاح على ألوان غربية أخرى أكثر تحررا وتطرفا كـ "الهارد روك" و"الميتال"، والفيزيون... وتستدعى له فرق من دول أجنبية مختلفة.

فقد استقطب مهرجان البولفار فنانين عالميين وفرقا عملاقة، أمثال كريياتور وموسبيل في الميثال، وفرقة بوب مارلي وأبناء بوب مارلي المعروفين بـ "ويلرز"، وكناوة ديفيزيون وأمازيغ كاتب. حيث يكون هذا المهرجان الذي يقام عادة بإحدى فضاءات مدينة الدار البيضاء (كفضاء نيفادا وغيره) مناسبة لتوافد الآلاف من الشباب بألبستهم وقصات شعورهم المميزة، وأصبح يشكل مناسبة للرقص والغناء الجماعي، والتحرر من كل القيود والتنفيس عن مكبوتاتهم المختلفة، وذلك من خلال التمايل على موسيقى هذه الفرق التي تتبارى فيما بينها لكي تحظى بإعجاب هذه الجماهير الشبابية. وهكذا أصبح هذا المهرجان علامة بارزة للقاء بين الجمهور والشباب المهتمين بهذه الألوان الموسيقية الغربية والأسلوب الموسيقي المعروف بـ "الفيزيون".

وبالتالي، فقد أصبحت هذه المهرجانات الموسيقية السنوية، التي يتم الترويج لها ونقلها عبر وسائل الإعلام الرسمي من راديو وتلفزة، آلية من آليات السلطة لتلميع صورتها بالخارج من خلال نقل شكل من أشكال الانفتاح والاستقرار السياسي في محيط إقليمي ودولي يمور بحركات التشدد الفكري والمذهبي والسياسي، وكذا لتصريف بعض مظاهر الاحتقان والتمرد التي يختزنها الآلاف من الشباب، والتنفيس عن مكبوتات السخط والضغوط الحياتية من بطالة وفقر والإحساس بانسداد الأفق.

أغاني "الراب" وانتقاد مؤسسات النظام

بعدما أصبحت أغاني "الراب" مقبولة تذاع خاصة عبر الإذاعات الخاصة، بالإضافة إلى مهرجان البولفار، ظهرت أغاني من هذا النوع تحمل في طياتها وكلماتها انتقادا قاسيا لمؤسسات النظام، بما في ذلك المؤسسة الملكية. ففي خضم تداعيات الربيع العربي والمسيرات الشعبية لحركة 20 فبراير، ظهر رعيل جديد من الرابورات الشباب الذين استغلوا قنوات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أغانيهم الساخطة والمنتقدة للوضع السياسي والاجتماعي السائد. حيث اشتهر من بين هؤلاء الرابور محمد حوماص (المعروف باسم سي سيمو) الذي انتقد في أغنيته "كيليمني" مظاهر عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء باستخدام الكلمات التالية:

"يتناولون الكرواسان على الإفطار بينما نأكل الخبز المغمس بزيتٍ رخيص. يتعشون على اللحم المشوي بينما نتقاتل على أوقية من اللحم كالديدان".

وقد أجاب في استجواب مع قناة "سي إن إن" عام 2012 عن "لماذا كتب أغنية كيليمني؟" بقوله: "انظر إلى المكان الذي أعيش فيه وستفهم سبب كتابتي للأغنية. سأتحدث ببساطة: هنا في المغرب الأشخاص الذين يمتلكون السلطة يمكنهم فعل ما يريدون، وقول ما يريدون، ولن يحكم عليهم أحد أو يقول لهم أحدٌ أي شيء".

أما الرابور معاذ بلغوات، المعروف بلقب الحاقد، فقد طفحت أغانيه بكل مظاهر السخط والانتقاد والتمرد، وصلت إلى حد المس ببعض مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسة الأمنية وحتى المؤسسة الملكية، الشيء الذي جر عليه غضب السلطة.

فقد ألقي القبض على الرابور الحاقد في 29 مارس 2012 بتهمة إهانته الموظفين العامين في أغنية "كلاب الدولة"، في حين ركزت الاتهامات التي وجهتها له الشرطة على محتوى كلماته ومونتاج الصور المصاحب للفيديو الذي نُشر على "يوتيوب".

وبعدما تم اعتقاله عدة مرات بسبب أغانيه المناهضة للنظام والملكية، تمت محاكمة هذا المغني الذي سبق وأن كان ناشطا في حركة 20 فبراير وحكم عليه بسنتين حبسا. لكن هذا لم يمنعه بعد الإفراج عنه من إخراج ألبوم غنائي جديد في فبراير 2014 تحت عنوان "والو"، فتم سجنه مرة أخرى، قبل أن يحصل على اللجوء السياسي في بلجيكا.

ومنذ ذلك الحين، يعيش الحاقد في المنفى في بلجيكا مواصلا انخراطه في موسيقى "الراب"، حيث أطلق في أبريل 2018 أغنية جديدة حملت عنوان "راكا طاكا". وقد قال في تصريح لصحيفة "آيريش تايمز": "في أغنياتي أنتقد السلطات – الملك والشرطة – وأتحدث عن حياتنا كما هي... الراب يأتي من الشارع. إنه واضح ويمكن لمغني الراب التعبير عما يفكر فيه الناس الذين لا يستطيعون التعبير عنه صراحةً".

ورغم محاولة أجهزة السلطة الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي عبر تقوية حضور إعلامها، ورغم الترسانة القانونية التي شدّدت الخناق على ما ينشر إلكترونياً، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا أغنية بعنوان "عاش الشعب".

وهكذا ظهر على "يوتيوب" ثلاثة شبان معروفين بألقاب: لكناوي، لزعر، ولد لكرية، يرددون كلمات هذه الأغنية التي نالت شهرة فيسبوكية واسعة اضطرت السلطة للرد على ذلك باعتقال أحد أعضاء هذه المجموعة بتهمة القذف في أعراض موظفي المؤسسة الأمنية، وتقديمه للمحاكمة.

وعلى الرغم من أن هذه الأغنية قد حققت نجاحاً باهراً في "يوتيوب"، حيث تجاوزت في ظرف ستة أيام حاجز 5.8 ملايين مشاهدة، فقد خلقت انقساماً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً حول جزئها الثالث الذي احتوى على كلمات تناولت الملك شخصيا. ففي الوقت الذي يجمع فيه كثيرون على تردي الأوضاع الاجتماعية، فإن الهجوم المباشر على المؤسسة الملكية خلق انتقاداتٍ للأغنية، ما حدا بعدة مواقع وصفحات للتحفظ عن مشاركة رابطها.

لكن يبدو أن ما أضفى على هذه الأغنية هذه الشهرة، التي أثارت حولها كل هذا الجدل، هو تلك التيمة الكبرى لأغنية اختارت لازمة "عاش الشعب" عنوانا لها، وهي لازمة تكرّرت في السنوات الأخيرة في مواجهة لازمة "عاش الملك" التي كثيراً ما رفعت في احتفالات وحتى خلال مطالب يوجهها جزء من الشعب إلى المؤسسة الملكية، بالإضافة إلى أن هذه الأغنية قد عبرت عن هموم ومعاناة عدة طبقات اجتماعية في المغرب عكسها هذا المقطع.

أنا المقصح. . أنا المذبوح. . أنا المهضوم

أنا المواطن المغربي لى عمقتو جرحو نتوم

أنا لى بايعت وتباعيت. . أنا لى تيقت وتخانيت

أنا لى جيبت الاستقلال. . وعمرى بيه ما حسيت

أنا الأم لي ماتوا ولادها. . فالبحور ياما بكيت

أنا الأب اللى رميتوه فالحدادة وبولادي ضحيت

أنا المواطن المقهور. . أنا الدرويش المحكور

أنا الموجز المضروب. . أنا المتعاقد المنبوذ

أنا الموظف لى رديتوه بالاقتطاعات مخنوق

أنا الحر. . لى مور الكرية مشدود

أنا الريفي لى كانحلم يزيان الريف

أنا الجبلي لى خليتو قدامو غي الكيف

إلى جانب ذلك، حملت كلمات هذه الأغنية انتقادا قاسيا للسلطة وحجم الفساد الذي ينخر مؤسساتها:

بلا ما تسولنى على الثروة. . شكون لي كلا فينا المال

شكون لى مستافد من جوج بحور ومقالع الرمال

شكون طاحن الفوسفاط. . وكاسب كاع الشركات الكبرى

شكون طاحن البلاد طحين. . وباقي كايقلب على الثروة

صباح الخير اشريف. . را صيفنا ولا خريف

لا كنا 40 مليون. . را 30 كالسين معاك غي بالسيف

كانأمنو بالله كنبغيو الوطن وكنموتو عالشعب


وعموما، فإن أغاني "الراب"، إلى جانب تعبيرها عن معاناة شباب محبط ومتمرد، ستبقى بالأساس نوعا من التعبير السياسي غير الرسمي، على غرار ما وقع في حركتي 20 فبراير وحراك الريف، بالإضافة إلى حملة المقاطعة الشعبية لمنتجات بعض الشركات.

فهذه الأغاني هي تعبير عن نشاط سياسي خارج قنوات التواصل المؤسساتية بين المجتمع والدولة، نتيجة ضعف مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات وجمعيات في إيصال مطالب المواطنين، خاصة الشباب، إلى مؤسسات الدولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]