يفا على موعد مع إميل توما..


مئويَّة مؤرِّخ القضيَّة!


تضع اللجنة التحضيرية لمئوية إميل توما المنبثقة عن معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، اللمسات الأخيرة استعدادًا لإطلاق الذكرى الـ 100 للقائد الوطني والشيوعي المؤسّس د. إميل توما (1919- 2019)، مساء السبت القريب 16.11.2019 في مدينة حيفا.



وثائقي "جذور القضية الفلسطينية"

وسيتخلل الأمسية عرض فيلم وثائقيّ قصير يحمل اسم "جذور القضية الفلسطينية" أعدّ خصيصًا لهذه المناسبة ويشتمل على لقطات نادرة من مقابلات مع إميل توما. ويحمل الفيلم اسم الكتاب المرجعيّ الشهير لدراسة القضية الفلسطينية، وقد أنتجه معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالتعاون مع السينمائي الفلسطيني البارز قيس الزبيدي المقيم في ألمانيا، علمًا بأنّ المؤرّخ الراحل قد وضع السيناريو الخاص به عام 1984.



وأعلنت اللجنة التحضيرية أنّ الأمسية تسعى إلى "تقديم هذا القائد الفذ والانسان الكبير الى أجيال جديدة ومتجددة من أهلنا وأبناء شعبنا وكل القوى التقدمية الذين ولدوا وكبروا بعد رحيل إميل توما، ووجدوا أنفسهم في خضمّ بحر هائج من الصراعات والعدوان والمؤامرات على قضايانا الوطنية والقومية والإنسانية والاجتماعية، دون أن يقيَّض لهم معاصرة هذا القائد والمفكر الذي عرف كيف يطوّع النظرية الثورية ليجعلها سلاحًا حاسمًا في أيدي الجماهير المكافحة من أجل حقوقها الوطنية والطبقية، وأداةً فعّالة لتحليل قضاياها والصدام مع ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية". وتثير التحضيرات لمئوية اميل توما اهتماما لافتا لدى الفئات الشبابية ومنظمات الشبيبة وجمهور الطلاب في المدارس والجامعات التي لم تعايشه والتي ترى بهذه المئوية فرصة لها للتعرف على تراث اميل توما مؤرخ القضية الفلسطينية والذي صدرت مساهماته في 15 كتابا تناولت أهم القضايا التي ما زالت فاعلة ومؤثرة في حياتنا.



مئوية عابرة للحدود

وتأتي فعاليات المئوية بالتعاون بين معهد اميل توما في حيفا ووزارة الثقافة الفلسطينية، وتتواصل نشاطات المئوية بعد الانطلاقة في حيفا حتى شهر آذار القادم، باحتفاليات أخرى في مختلف أنحاء البلاد وفي مختلف أنحاء تواجد الشعب الفلسطيني الذي كرّس توما لقضيته جلّ حياته ونضاله ودراساته، تشمل الجليل والمثلث والنقب، وكذلك الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلّين وصولا الى أحد مخيمات اللجوء، في ارتحال عابر للحدود لملامسة ميراثه الكبير وتراثه الثوري والاطلاع على عطاء هذا القائد المعلم والمفكر المعطاء الذي دمج بين الفكر والممارسة بشكل عضوي.



كما يرافق الأمسية التي تنعقد في المركز الثقافي للمجلس الملي الارثوذكسي الوطني في حيفا (موقع نادي حيفا الثقافي) معرض توثيقي وتاريخي يعكس محطات هامة في تاريخ هذا المؤرخ والقائد الوطني والشيوعي المؤسس ومجالات عطائه الكبير ومحطات حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني في أصعب مراحله .

ويتخلل البرنامج الذي تديره الفنانة والإعلامية البارزة أمل مرقس فقرة من الأناشيد الثورية والشعبية تقدّمها جوقة الناصرة ("الطليعة الجديدة")، وتحيات قصيرة من الأطر المتعددة التي لعب فيها إميل توما دورا تاريخيًا وفكريًا وثقافيًا مؤسِّسًا.













الدكتور إميل توما 1919 – 1985






Emile Touma 3.jpg
ولد في حيفا في 16 آذار 1919. والده جبرائيل حنا توما ووالدته ماري حبيب خوري. ولم تعرف عائلته الحيفاوية وطنا آخر.



تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الأرثوذوكسية في حيفا وأتم دراسته الثانوية في سنة 1937 في مدرسة المطران جوبات التبشيرية الانجليزية الداخلية في القدس والتي كانت تعرف بكلية صهيون لوقوعها على جبل صهيون.

في اثناء دراسته الثانوية انجذب الى النشاطات الطلابية الوطنية والى المفاهيم التقدمية الانسانية وعبرها الى الحركة الشيوعية متأثرا بالمدّ الثوري للحركة الوطنية الفلسطينية وبأستاذ اللغة العربية في المدرسة الأديب التقدمي رئيف خوري وزميله الصحفي الشيوعي عبدالله بندك.



التحق بجامعة كيمبريدج للحقوق في بريطانيا سنة 1937. في نيسان 1939 شارك ممثلا لرابطة الطلبة العرب في فلسطين في المؤتمر الدولي للطلاب الذي عقد في باريس. وحال اندلاع الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939 دون سفره إلى بريطانيا لمتابعة دراسته الجامعية. وفي أواخر 1939 انضم لصفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني السري، وعمل بين الطلاب والمثقفين. وكان مع رفيقه توفيق طوبي من مؤسسي نادي شعاع الأمل في اواسط 1942 وانتقلا بواسطته للعمل بين جماهير العمال والحركة النقابية المنتعشة في سنوات الحرب وكان من العاملين على ظهور اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في تشرين الثاني 1942 الذي ضم عشرات آلاف العمال العرب.



في ايلول 1943 بادر مع عدد من رفاقه وبينهم توفيق طوبي وإميل حبيبي وبولس فرح الى تأسيس عصبة التحرر الوطني وانتخب إميل توما أمين سر العصبة. في 14 ايار 1944 أصدر "اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب" في حيفا جريدة "الاتحاد" الأسبوعية، لسان حال للعمال العرب في فلسطين وكان إميل توما صاحبها الرسمي ومحررها المسؤول.



واحتل إميل توما مكانا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية وعمل مع رفاقه في عصبة التحرر الوطني على تدعيم التيار الوطني الدمقراطي في الحركة الوطنية الفلسطينية وخاصة بين المثقفين والطبقة العاملة. وشارك مندوبا عن عصبة التحرر الوطني في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في بلدان الامبراطورية البريطانية في العام 1947 في لندن.



وساهم مساهمة كبرى في تعميم مواقف عصبة التحرر الوطني التقدمية والدمقراطية بين فئات العمال والمثقفين الفلسطينيين وفي توسيع نفوذها قبيل قيام الامم المتحدة ببحث القضية الفلسطينية. وعمل مع رفاقه على منع الاحتراب الدموي ومن اجل افشال مخططات الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ومن اجل استقلال شعبي البلاد وتعاونهما.



وردا على نشاطه مع عدد من اصدقائه الوطنيين التقدميين البارزين مثل عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) وحنا نقارة، بين الجماهير الفلسطينية اللاجئة في لبنان من اجل عودتهما الى الوطن وفي فضح دور الرجعية العربية وتآمرها مع الاستعمار البريطاني والصهيونية على تشريد الشعب العربي الفلسطيني ومنع قيام الدولة الفلسطينية حسب قرار الامم المتحدة، اعتقلته السلطات اللبنانية في اواخر نيسان 1948 وأودع سجن بعلبك مع عدد من الوطنيين اللبنانيين وأفرج عنه في ايلول 1948 أثر حملة احتجاجية شعبية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]