أطلق المخرج الفحماوي مصطفى حسين، مؤخراً فيلمه الجديد تحت عنوان "الحبر الأسود".
ونظّمت عروض عديدة لعرض الفيلم في مسرح وسينماتك امّ الفحم بحضور جماهيري غفير من اهالي المنطقة والمجتمع العربي.
ولمعرفة تفاصيل أكثر حول الفيلم وفكرته، كان لمراسل "بكرا" هذا الحوار مع المخرج مصطفى حسين وقال فيه: فكرة الفيلم تتمحور وتناقش قضية الظلم ، حيث ناقش الفيلم العديد من القضايا مثل :الميراث ، النساء ، السحر والشعوذة ،الطمع والجشع .. فالظلم يتجسد في هذه الآفات .
وضع مؤلم
وتابع: جميعنا ندرك ونعيش الوضع المؤلم في هذه المرحلة وهي قضية العنف ، بحثنا عن الاسباب فوجدنا الظلم عامل رئيسي وسبب قوي لتفشي ظاهرة العنف في المجتمع ، الظلم على أشكاله ، حرمان الاخت من الميراث هذا ظلم ، الحسد والحقد بين الناس ، واللجوء الى الشعوذة والسحر فهو الظلم بعينه ، اهمال الام والاب في التربية والتقصير مع ابنائهم فهو الظلم الأكبر ، باختصار ، الوضع الراهن من حالة تفشي ظاهرة العنف هو من دفعنا لاخراج فيلم الحبر الاسود .
نجاح متواصل
وعن فيلمه السابق "حرمان"، قال: برأيي ان النجاح هو متواصل ، فحرمان كان اقتراح مني كمخرج ومنتج لمناقشة الاوضاع الاجتماعية سينمائيًا وفنيًا ،والحمد لله كان إقبال الناس وتفهم الناس لفيلم حرمان ممتاز ، فهو خلق حالة من الحراك الثقافي الفني السينمائي في ام الفحم بل في الوسط العربي ، فالحبر الاسود اليوم يجسد استمرارية للحدث السينمائي المحلي .
ڤيروس العنف
وحول الواقع المعروض في الفيلم، قال: للاسف انه ليس الواقع الفحماوي ، انه واقع يعاني منه الوسط العربي بأكمله ، وانا ارى ان هذا الفيروس العنف وفوضى السلاح يعصف بنا ، وانه مرحلة صعبه سوف نعبرها بإذن الله ، وعلينا ان ناخذ كلنا كلٌ في موقعه في مناقشة ومعالجة اسباب الظاهرة ، في السينما والتربية ورجال الاصلاح ورجال الدين والمستشارين والاهل، يجب عليهم اخذ مسؤولياتهم للإسراع في عبور هذه المرحلة الصعبة وخلق جيل متفاهم محب للحياة محققًا للسلام والمحبة .
ووجّه المخرج رسالة عبر "بكرا" جاء فيها: الرسالة التي احاول ان اوصلها هي من مفردات ومعاني هذه الاية الكريمة ، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ،باختصار اذا اردت تحقيق السلام في محيطك يجب ان تحقق ذلك في قلبك وفي نفسك وداخلك ، اذا اردت ان يعاملك الناس بمحبة ، يجب ان تكون انسان محب ، انظر بعين التفاؤل ، وانظر بروح المحبة والسلام ، حتمًا سيتجسد المشهد في الواقع .
واختتم حديثه عن نجاح الفيلم: الحمد لله رب العالمين ، إن دلّ هذا الشيء فهو يدل على ان المجتمع الفحماوي والمجتمع العربي بشكل عام يتذوق الفن ويحترم المبادرات ، يسعدني هذا الشغف الذي أراه بأعين الجماهير المتدفقة لحضور فيلم الحبر الاسود ، الانجاز هو ليس الفيلم ، بل هو الحراك الثقافي الذي يملئ شوارعنا في هذه اللحظات ، اتمنى ان تكون طويلة ومستمرة .
ومن الجدير ذكره، ان مؤسسة "القصبة" للانتاج الفنّي التي أصدرت فيلميّ: حرمان والحبر الأسود، تُحدث حراكا ثقافيا وفنيا نشطا في امّ الفحم.
[email protected]
أضف تعليق