كثر الطلاق في الأونة الأخيرة عند العرب؛ ما ادى إلى خلق حالة من البلبلة والقلق في صفوف المواطنين العرب في اسرائيل.

وأظهرت معطيات المحاكم الشرعية، أن حالات الطلاق في المجتمع العربي، شهدت ارتفاعا مقلقا إذ سجلت المحاكم الشرعية 3,541 حالة طلاق، أما حالات الزواج وعقد القران فبلغت 8,850 حالة في العام الماضي 2018.

عادات وتقاليد

وقالت المحامية ايناس حجازي لـبكرا: باتت مشكلة الطلاق تؤرق حياة الأسرة والمجتمع ، حيث ارتفعت معدلات الطلاق في الأونة الأخيرة مقارنة بمعدلات الطلاق في الثمانينات والتسعينات، وبمقارنة حالات الطلاق في جيل آباءنا وأجدادنا بحالات الطلاق في جيلنا الحالي، نجد أن نادراً ما كان يحدث حالة طلاق واحدة في أي أسرة وقد تحدث لأسباب قهرية.

 وأضافت: وكانت العادات والتقاليد تحكم وتحد من حالات الطلاق في ذلك الوقت، حيث أن خوف الزوجة على سمعة العائلة كانت دايما تسيطر على أفكارها قبل أن تفكر في الطلاق وكانت المصلحة العامة أهم بكثير من المصلحة الشخصية، وخوف على الأطفال من التأثر بانفصال أبويهم.ولكن الآن أصبح على النقيض تماماً أصبحت المصلحة الشخصية تسيطر على النفس والرغبة في التحرر من القيود هو أقوى العوامل المؤدية للطلاق.وتختلف أسباب الطلاق التي تؤدي إلي زيادة نسبة الطلاق وخاصة في حالات الزواج الجديد الذي لا يتعدى سنة أو سنتين من العشرة على الأكثر.

وعن أسباب الطلاق، قالت: ويرجع الطلاق في هذا الجيل إلى أهم الأسباب وهي الكذب، كل من الزوجين يتجمل في مرحلة الخطوبة ويخفي كل منهما عيوبه عن الأخر وبعد الزواج تبدأ العيوب تظهر وينخدع كل منهما في الأخر وتبدأ الخلافات التي لا يتحملها كل منهما مما تؤدي في النهاية السريعة بالطبع إلي الطلاق.وهناك بعض الحالات الاستثنائية التي تؤدي إلي الطلاق مثل عقم أحد من الزوجين، أو الاصابة بمرض خطير، أو سوء سمعة عائلة أحد الزوجين، أو تدخلات الآباء والأمهات في حياة أبناءهم بعد الزواج، أو تدخل الأصدقاء في حل مشاكل الزوجين الشخصية. ولكن هناك اضرار تعود على كل من الزوجين والأطفال في حالة الطلاق.

وأوضحت: ربما يشعر كل من الزوج والزوجة بعد الطلاق بالتحرر من القيود والارتياح من أمر ما أرهقهما فترة طويلة ولكن بعد فترة من الوقت يختفى هذا الشعور ويبدا شعور بالندم وتبدأ مضايقات المجتمع للزوجة خصيصاً ومن بعدها الأطفال.

وحول تداعيات الطلاق، قالت: تصبح المرأة المطلقة منبوذة في المجتمع دون سبب جدير بالاهتمام ويخشى التعامل معها الكثيرون بعد طلاقها، حيث تبعد عنها صديقاتها خوفاً على أزواجهن منها، ويتحدث عنها الجميع بالسوء وتوضع دايما تحت الميكروسكوب في كل تصرفاتها ويبرر الجميع تصرفاتها بسوء نية دائما.

وتساءلت حجازي في حديثها: فلماذا لا يفكر المجتمع في أن المرأة طلقت وهي مظلومة وكذلك الرجل ربما يكون مظلوم ، في الكثير من الحالات، وليست ظالمة والرجل كذلك ، فهم يحتاجان إلى نظرة عطف وحنان. نحتاج إلى وقت طويل لتغيير تلك النظرة لكلا الطرفين.

واختتمت حديثها: وحسب رأيي ، للحد من حالات الطلاق يجب ان يسن قانون يلزم المقبلين على الزواج بتلقي دورة تأهلهم للحياة الزوجية ومركباتها .

ابغض الحلال 

وبدورها، قالت الوسيطة والمحامية المدنية المختصة بشؤون العائلة، نورين ناشف، لـبكرا: "ابغض الحلال عند الله الطلاق " الطلاق مباح للحاجة فإذا لم يوجد من يبرره ،ووقع بغير سبب او مسوغ شرعي اثم صاحبه عند الله تعالى "فان أطعنكم فلاً تبغوا عليهن سبيلا" يعتبر الطلاق من أكثر المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات، خاصةً أنه في ازديادٍ مستمر، الأمر الذي يعود على الأفراد، والأسر، والمجتمعات بالكثير من الأضرار النفسية، والاجتماعية، والصحية.

وعن الطلاق، قالت: الطلاق هو عبارة عن إنهاء لبعض المشاكل بين الزوجين والحد من الضرر الواقع على الزوجين وعائلتهما وأطفالهما .ان قرار الطلاق ليس بالأمر السهل على الطرفين ،لذلك يتوجب على الزوجين معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، ومحاولة تجنبها، واخد فترة جيدة وطويلة لإنهاء الخلافات وأخذ القرارات الصحيحة . ان أسباب الطلاق عديدة منها العنف والتحكم الأزواج ، الوضع الاقتصادي ،المال ، عدم الثقة ، الخيانة وعدم التواصل بين الأزواج .

وأضافت: يعتبر الطلاق من الظواهر الاجتماعيّة المُقلقة والتي تؤدي إلى تفكك الأسرة وتشتت أفرادها. في يعيش بعض الابناء منهم مع الأب، دون أن يتلقى رعاية الأم واهتمامها أو قد يحدث العكس، ويحدث الطلاق عندما تصل الأمور بين الزوجين إلى حد لا يحتمل فيه العيش معاً .أحل الله سبحانه وتعالى الطلاق بعد الزواج وعدم استمرار الحياة الزوجية ليكون حلاً يلجأ إليه الرجل إن رأى تعذُّر استمرار الحياة الزوجيّة بينه وبين زوجته قبل وقوع النزاع والشقاق يجب الاستفادة من جميع محاولات الإصلاح منها ومحاولة حل المشكلات الزوجيّة بالتفاهم والتأكد من قرار الانفصال؛ حيثُ إنّ بعض الأزواج يصرون على الطلاق ،لجوء الأزواج لمصلح او وسيط او معالج يصلحوا المشكلات بين الزوجين، ويقدمون النصائح اللازمة لتجنب المشكلات وكيفيّة التعامل معها.

وأوضحت: في حالة وجود طريق مسدود بين الزوجين وبعد استنفاذ جميع محاولات وأساليب الإصلاح للحفاظ على البيت والعائلة ،تقر المحكمة بالنزاع الشقاق ويقوم القاضي بتعيين محكمين واستبان لهما استحالة استمرار الحياة الزوجية فيحكم القاضي بالطلاق .

وأنهت كلامها: لأجل كلّ هذه الأسباب الناتجة عن الطلاق يجب على كل فرد في المجتمع أن يعي أنّ الطلاق قد يسبب جحيما اكبر إذا خرج عن المفهوم والغرض الذي أباحه الله سبحانه وتعالى له الذي اعتبره أبغض الحلال إليه جلّ وعلا فإنّه سيوصل المجتمع إلى العديد من المشاكل الكبيرة جدا ويسبب ضررًا اكبر ويترك اثارا نفسيًة واجتماعيًةً ولان قرار الطلاق ليس سهلًا على كل من الأطراف وعلى أطفالهما خصوصًا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]