اثار قرار رئيس بلدية معلوت ترشيحا، اركادي فومرانس، استياءً كبيرًا بعد خضوعه للمعارضة في البلدية وإلغاء فيلم "ليئا تسيمل، المحامية" للمخرجين ريتشل ليئا جونز وفيليب بلياعيش، والذي كان من المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان "دوك افيف" في المدينة.
ميري ريغيف، وزيرة الثقافة، بدورها دعمت قرار الرئيس واصفة المحامية تسيمل بانها ممثلة الإرهابيين حيث اشارت عبر صفحتها في الفيسبوك انه لا يمكن إعطاء منبر لداعمي الإرهابيين على حد وصفها.
عضو بلدية معلوت ترشيحا نخلة طنوس عقب على قرار رئيس البلدية قائلا: البلدية لم تتدخل في مهرجان "دوك أفيف" الذي جرى في معلوت لمدة اسبوع والمعارضة استغلت هذا الامر بالتحريض وقالت ان مخرجة الفيلم تمثل الاسرى العرب والأشخاص الذين قتلوا يهود وأججوا الأمور داخل معلوت بما يتعلق بهذا الموضوع، اليسار في معلوت معدوم والاغلب يمين وهذا التحريض اثر على الرئيس واتصل بي وقال انه يريد ان يلغي العرض لانه لا يتحمل الضغط الجماهيري الذي يقومون به من خلال الفيسبوك وغيره، وانا قلت له ان الغاء البرنامج قانونيا خاطئ وان يخضع لهؤلاء الأشخاص أيضا كما اننا موجودون في دولة ديمقراطية يسمح لها ان ترى وتسمع رأي الاخر وبعد نقاشات كثيرة نجحت المعارضة ان تؤثر على الرئيس وان تلغي البرنامج، نحن كأعضاء بلدية معلوت ترشيحا لا ندعم هذا القرار وضده ولكن نفكر الان ان ننقل البرنامج الى ترشيحا لان هناك يهود اعترضوا على الغاء الفيلم وهناك اقبالا كبيرا عليه ومعظمهم يهود وحاليا قررنا نقل عرض الفيلم الى المركز الثقافي في كيبوتس الكابري وسيتم عرضه غدا الساعة الثالثة.
توجهات رافضة للقرار
يشار إلى أنّ جمعية "حقوق المواطن" توجهت إلى المستشار القضائي للحكومة مطالبة اياه بالتدخل، حيث ابرق برسالة إلى رئيس بلدية معلوت مؤكدًا عدم قانونية الخطوة، بدوره توجه كل من مركز "إعلام" و- "مجلس الدفاع الحريات" وايضًا رئيس اللجنة الدستورية في نقابة المحامين ومدير الإئتلاف لمناهضة العنصرية، المحامي نضال عثمان، إلى رئيس البلدية اركادي فومرانس والمستشارة القضائيّة للبلدية المحامية اوريت طواف مُطالبين الغاء القرار.
وجاء في رسالة المحامية أماني إبراهيم، عن مركز إعلام، أنّ قرار منع عرض الفيلم يمس بحرية التعبير وحرية الإبداع والفن والتي تعد وفق القانون الإسرائيلي حرية عليا وأكدت عليها جميع القرارات التي صدرت عن المحاكم الإسرائيلية.
كما أوضحت المحامية إبراهيم أنّ قرارات رئيس السلطة المحلية تخضع للقانون الإداريّ التي تلزمهم عدم التدخل بالمضامين الفنية والإبداعيّة للفعاليات التي يتم تنظيمها في محيط البلد.
كما وأوضحت أنّ المحكمة العليا سبق وأنّ ناقشت تدخل بلدية حيفا بمضامين إبداعية تتعلق بمتحف حيفا حيث صدر قرارًا واضحا في حينه الزم بلدية حيفا بالتعهد بعدم التدخل بمضامين الفعاليات وعدم المس بالحرية الإبداعية والفنية لأي فعاليّة، بحيث تخلو صلاحية رئيس البلدية من التدخل بمضامين أعمال تربوية ثقافية وفنية.
وشددت إبراهيم، وبدون أي علاقة للفيلم وعرضه، على أنّ "تسيمل" هي محامية قديرة ومعروفة ولها خبرة طويلة في عالم القضاء وأنّ قيامها بعملها القانوني كمحامية مثلت أسرى ومعتقلين سياسيين وأمنيين لا يشكل اعتبارا لمنع عرض فيلم بهذا الشأن، بل إن عدم عرض فيلم بسبب هذه الاعتبارات يشكل مساسا مضاعفا بحقوق أساسية مختلفة متعارف عليها دوليًا وأيضا منصوص عليها بالقانون الإسرائيلي الذي يلزم تمثيل قضائي لأي أسير أو سجين، إضافة للمس الصارخ بحرية عمل المحامية "تسيمل" كمحامية مدافعة عن حقوق الانسان.
[email protected]
أضف تعليق