*بركة: نحن مقبلون على معركة طويلة لا يمكننا التوقف للحظة واحدة فيها، ونحن بصدد سلسلة نشاطات جماهيرية

*وفود سياسية وشعبية ومجتمعية، والعشرات من رؤساء السلطات المحلية العربية وقوى سياسية يهودية تزور الخيمة متضامنة

*وفود مقدسية تمثل مرجعيات دينية يتقدمها الشيخ د. عكرمة صبري والشيخ د. ناجح بكيرات، ووفود عن القوى الوطنية ووفود نسائية.


وجهت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الشكر لكل القوى والهيئات السياسية والمجتمعية والشخصيات والناشطين من جميع أنحاء البلاد، وأيضا قوى يهودية، الذين تفاعلوا مع خيمة الاحتجاج، التي اقامتها لجنة المتابعة، من يوم الأحد الى الثلاثاء من هذا الأسبوع، قبالة مباني الحكومة في القدس، احتجاجا على تواطؤ الحكومة وشرطتها مع استفحال الجريمة في مجتمعنا العربي. وقال رئيس المتابعة محمد بركة، إننا على مدى شهر كامل قمنا بسلسلة نشاطات مكثفة وناجحة بفضل التفاعل الجماهيري، ولكن معركتنا مستمرة، طالما استمرت الجريمة وتواطؤ الشرطة معها، بأمر من حكومتها.
وكانت المتابعة، قد اقامت الخيمة، وفق برنامج وضع منذ شهر، وشهدت الخيمة اضرابا عن الطعام، لقيادة المتابعة والقيادات السياسية والناشطين، دامت ثلاثة أيام. وقد حققت نجاحا منقطع النظير.
وشهدت الخيمة اقبالا واسعا من القوى السياسية والأحزاب، وحتى أن الخيمة فرضت نفسها على الكتل البرلمانية، فإلى جانب الحضور الثابت لنواب القائمة المشتركة، زار الخيمة نواب من كتل برلمانية صهيونية ودينية، وهذا نتيجة لتأثير التفاعل الشعبي الواسع الذي خاضته جماهيرنا العربية، مع النشاطات الكفاحية التي بادرت لها وقادتها لجنة المتابعة. كما زار الخيمة، أكثر من 25 رئيس سلطة محلية عربية، وممثلو أحزاب وقوى سياسية.
وتثمن لجنة المتابعة المرجعيات الوطنية والدينية المقدسية، يتقدمها يتقدمها الشيخ د. عكرمة صبري والشيخ د. ناجح بكيرات، التي حضرت للخيمة واعربت عن تضامنها مع شعبنا بالداخل وقيادته لجنة المتابعة العليا في نضالها من اجل اجتثاث الجريمة والعنف في الداخل.
وقد افتتحت الخيمة يوم الأحد بمؤتمر صحفي، شاركت فيه عشرات وسائل الاعلام العربية المحلية، والعبرية الاسرائيلية، والعربية الخارجية، واجرت العديد من المقابلات والتقارير الصحفية، والملفت للنظر أن المجتمع العربي لم يحظ بتغطية اعلامية بهذا الحجم منذ فترة طويلة مضت، وخاصة من الإعلام العبري.

جلسة اليوم الأخير

وفي اختتام الاضراب في اليوم الاخير، عقدت لجنة المتابعة اجتماعا في الخيمة، افتتحه النائب اسامة السعدي الذي تولى ادارة الخيمة واعدادها وتجهيزها بالشكل الذي يليق بالحدث والفعالية، معربا عن اعتزازه بنجاح الفعالية والأثر الكبير الذي نتج عنها، وخاصة أن صوت المجتمع العربي ومعاناته من قضية العنف والجريمة وصل لكل بيت في اسرائيل بل تعدّت الحدود.
وقال النائب احمد الطيبي، إن نجاح الفعالية وتوفد هذا الكم من المتضامنين والمساندين سيساهم بلا شك في النشاط العام لمواجهة مخاطر تفاقم العنف والجريمة المستمرة، خصوصا وأن جرائم القتل مستمرة، وهذا يضيء لنا الضوء الاحمر، يلزمنا بمواصلة نشاطنا وتحميل نتنياهو وأردان مسؤولية ما يحدث.
وقال النائب ايمن عودة، إنه يجب تفويت الفرصة للمحرِّض الاول نتنياهو، حيث كانت فعالية الخيمة بالتأكيد ضربة كبيرة له، تجلت بحلقات المتضامنين اليهود وزيارتهم للخيمة. وقال عودة، نتنياهو صاحب وقائد مشروع نزع الشرعية عن الجماهير العربية، ولكننا نرى هذا المشروع يتهاوى في هذه المرحلة. وعلينا مع ذلك يجب مضاعفة الجهود وبناء أوسع تحالف بمشاركة قوى يهودية، من أجل الانتصار على الجريمة والمجرمين.
وقال النائب وليد طه إن جماهيرنا، وبتفعالها مع فعاليات المتابعة ضربت مثلا في النفس الطويل لمواصلة النشاط حتى اجتثاث الجريمة من الشارع العربي، وهذا يؤكد أن غالبية المجتمع العربي ترفض العنف والجريمة وسفك الدماء لأنها تريد الحياة فقط.
وقال النائب إمطانس شحادة، إنه تحت سقف هذه الخيمة جئنا لنتصرف كشعب، تجلت فيها وحدتنا ضد العنف والجريمة، إن تفاقم وازدياد العنف والجريمة لم يأت صدفة، بل لأنه نما على تربة التحريض والاوضاع الاقتصادية وجراء تعامل الشرطة والحكومة مع المجتمع العربي كأعداء.
وقالت النائبة عايدة توما سليمان أقول للجمهور الواسع، يا ليتكم كنتم معنا هنا، لتروا كيف حاصرت هذه الخيمة الصغيرة الرواية العنصرية وفضحتها وأظهرت وجهها القبيح. يخطئ من يعتقد أن معركتنا هي فقط من أجل أمننا وحياتنا، معركتنا على هوية مجتمعنا وهوية الأقلية الفلسطينية، مقابل محاولاتهم تشويهها وتحويلنا إلى أفراد ومجموعات.
وقال النائب يوسف جبارين، جئنا الى هنا لنُسمع صوتنا ليس لنتنياهو فقط، بل للرأي العالمي كله، شكرا لقيادة لجنة المتابعة وشكر خاص لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة الذي لازم الخيمة وأضرب عن الطعام الى جانب زملائه، وأعطى القدوة الحسنة للقيادة الحكيمة الشجاعة المتواجدة بين ومع الناس. نحن فعلا أقوى بوحدتنا تحت سقف المتابعة.
وقال النائب منصور عباس إنه في ظل حكومة نتنياهو تفجّرت ظاهرة العنف والجريمة في مجتمعنا العربي، ولذلك فنتنياهو وحكومته يتحملون المسؤولية اولا. ووجه التحية لرئيس المتابعة، محمد بركة الذي يقود هذه المسيرة ولم ينقطع للحظة واحدة عن خيمة الاعتصام، ويقود النضال ضد العنف والجريمة بجدارة ونحن سواعد نعينه على حمل الهم سوية بمساهمة جادة لجميع مركبات المتابعة.
وقال النائب سامي شحادة، نحن اليوم في المعركة الأهم التي يواجهها مجتمعنا، فقضية العنف والجريمة قضية سياسية وتتطلب قرارا سياسيا، وعلى الحكومة اتخاذه وتوفير الميزانيات والادوات لتنفيذه. ما قمنا به في الشهرين الاخيرين منذ بدء الأحداث في مجد الكروم الى الآن هو إنجاز لم يحصل مثيل له منذ فترة طويلة، بخروج الناس للشارع بهذا الحجم.

المعركة مستمرة

وكانت الكلمة الختامية لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة، فاستهل كلمته بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح فعالية الخيمة والاضراب عن الطعام وقال: أحيي كل من وطأت قدماه أرض الخيمة، ليس لأن الأرض تحمل قدسية ما، بل لأن الهدف يحمل قدسية كبيرة وهو حماية شعبنا من العنف والجريمة وفوضى السلاح. وأشاد بالدور الفاعل لكافة مركبات لجنة المتابعة، الأحزاب السياسية واللجنة القطرية للرؤساء الذين نظموا وفود التضامن لخيمة الاحتجاج. كما حيّا بركة، النائب أسامة سعدي على دوره في التحضير للخيمة واقامتها.
وقال بركة، إن مجتمعا من دون أحزاب سياسية أو محاولة تهميشها، هو مجتمع دون رأس معرّض لكل الآفات، التي تولد في كل مكان، فعندما يضعف الانتماء السياسي يرتفع بالمقابل الانتماء القبلي العدمي الفئوي، ليصل به الى العنف والجريمة، من هذا المنطلق أدعو أحزابنا وكافة مركبات المتابعة، أن تأخذ دورها في إنعاش الحياة السياسية والاجتماعية في مجتمعنا، لجسر هوة المساحة أمام الجنوح والفوضى والفراغ القاتل، ومختلف الظواهر السلبية.
وتوقف بركة عند أهمية زيارة عدد كبير من اعضاء الكنيست من كتل مختلفة لخيمة الاضراب عن الطعام منهم، كل كتلة المعسكر الديمقراطي (ميرتس)، كل كتلة حزب العمل، خمسة أعضاء من كتلة كحول لفان، عضوين من كتلة شاس، وعضو كنيست واحد من "يسرائيل بيتينو"، هذا يقود بي الى الاعتقاد أنه لو تم تقديم مشروع قانون من القائمة المشتركة يتحدث بشكل صحيح في قضية العنف والجريمة، بالإمكان تحصيل أغلبية له في الكنيست.
وقدم بركة شرحا حول ما يسمى بمخطط التهجير "كرفانات"، الذي يهدد ترحيل وتهجير 36 ألف مواطن في النقب ومصادرة 400 ألف دونم ارض، وأكد على ضرورة الوقوف الى جانب الاهل في النقب ضد هذا المخطط الجهنمي.
وقال بركة، إن فئة قليلة من الناس يحترفون أسلوب التيئيس ونشر الاحباط عبر شبكات التواصل، وقال، أتوجه لهؤلاء قبل التوجه لعصابات الاجرام وأقول لهم: عودوا إلى رشدكم فإن مصنع التيئيس هو حليف السلطة والعمالة وحليف للإجرام، لكونها تصب جميعها في مكان واحد، نتيجته تفتيت المجتمع ومحاولة كسر عاموده الفقري، ولكن نطمئنكم ونقول، إن هذا الشعب وقف في امتحانات أصعب وسيدوس بأقدامه كل المعوِّقات من أجل أن يعيش بكرامة وباحترام وحياة طبيعية أسوة بكل الشعوب.
وقال بركة، إننا نحن مقبلون على معركة طويلة لا يمكننا التوقف للحظة واحدة فيها وفي نفس الوقت يجب أن تكون ايدينا على نبض الناس وأن نطلب منهم المزيد ولكن التفكير بعمق بما يقرّب بين العمل التصاعدي والالتصاق بالناس في آن واحد.
وختم بركة قائلا، ننحني اجلالا لشعبنا لهذه المشاركة الجبارة والمثابرة ونزوله للشارع بهذا الشكل العظيم، هذا يثبت أن شعبنا حي يرفض أن يُلوث وجهه بالعنف والجريمة.
وأعلنت لجنة المتابعة بجميع مركباتها عن الاستمرار في النضال والتخطيط لسلسلة فعاليات احتجاجية أخرى حيث ستكون هناك مظاهرة أمام مقر الشرطة في بئر السبع، كما ستكون هناك مظاهرة عربية يهودية في تل ابيب واشهار كتاب لجنة المتابعة الذي أعده أكثر من 150 مختصا في مجال محاولة العنف والجريمة وتنظيم ندوات في بلداتنا العربية والاستماع وإشراك جماهيرنا في تنفيذ توصيات المشروع الاستراتيجي لمكافحة العنف في مجتمعنا العربي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]