ارتفاع ملموس وملحوظ لحضور المواطنين العرب في الإعلام العبري، بلغت ذروته في موجة الاحتجاجات الأخيرة ضد العنف، وتتصدر هيئة البث العام "كان" مؤشر التمثيل بحوالي %10.
وذلك حسب نتائج حديثة لبحثيّن جديديّن ضمن مشروع "مؤشر التمثيل" التي تقوم عليه جمعية سيكوي بالتعاون مع موقع العين السابعة وشركة يفعات للأبحاث الإعلاميّة.
البحث الأول جاء لتغطية صدى احتجاجات المجتمع العربي في الشهر الأخير ضد العنف في وسائل الإعلام العبريّة، أما البحث الثاني فهو تلخيص لظهور المتحدثين العرب في الإعلام العبري خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، الذي شمل حملتان انتخابيّتان.
قفزة نوعية في التمثيل العربي
يُستدل من البحث الأخير ومن تحليل النتائج للفترة الواقعة بين 15.9 و 12.10 (فترة الاحتجاجات في المجتمع العربي ضد العنف) وجود قفزة نوعيّة في معظم وسائل الإعلام العبرية من حيث تغطية الأحداث المتعلقة بالعنف في المجتمع العربي و استضافة متحدثين عرب.
حيث شكل الضيوف العرب %83 في تغطية الاحتجاجات لكل من قناة "كان 11" وصحيفة معاريف.
كذلك اهتم البحث هذه المرة بنوعيّة الخبر حيث وجدنا أن "جالي تساهل" %62 من تغطيتها اهتمت بالجانب المهني أما كيشت- قناة 12- %47 من تغطيتها اهتمت بالاحتجاجات نفسها ورشيت- قناة 13- التغطية كانت %43 سياسية.
فيما شكل الضيوف للحديث عن موجة العنف الخاصة بالمجتمع العربي تمثيلا جيّدا وصل الى %69 متحدث عربي مقابل %44 من اليهود ( المقابلات أحيانا تضمنت أكثر من ضيف*).
في هذه المرة حللنا أيضا مضامين المواد الإعلامية في وسائل الإعلام العبريّة حول العنف في المجتمع العربي، من بينها وجدنا أن %74 من المواد الإعلامية وجهت الإتهام للدولة (الحكومة والشرطة) و%64 من المواد الإعلاميّة وجهت أصابع الإتهام إلى العرب (المجتمع العربي، السياسيين العرب أو منظمات الإجرام العربية).
وتختلف هذه الاتهامات بإختلاف هوية الضيف، عندما يكون الضيف عربيا، توجه أصابع الإتهام اتجاه الدولة أكثر وعندما يكون الضيف يهوديا فيعود الإتهام للمجتمع العربي.
بهذا السياق يؤكد المدير المشارك لجمعية سيكوي، أمجد شبيطة قائلا: "الاهتمام الإعلامي بقضية العنف لم يأت من فراغ إنما بفضل مواصلة النضال الجماهيري المكثف وما رافقه من عمل على مستوى القيادات السياسية القطرية والمحلية ولكننا لا نريد لمجتمعنا أن يكون فقط ضمن خانة الإجرام، لذا يجب الاستفادة من هذه التجربة بشكل جدي، ولعل المعطى الأبرز هو أن حضور متحدثين عرب حول التهمة عن المجتمع العربي الى الدولة وفشلها المتعمد أو غير المعتمد بالقضاء على عصابات الاجرام."
ارتفاع ملحوظ والطريق لا زالت طويلة:
أما في البحث الآخر لجمعية سيكوي والعين السابعة الذي اهتم بتحليل الظهور العربي في الإعلام العبري في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة (حتى بداية أيلول 2019)، الذي شمل حملتان انتخابيتان، فقد تصدّرت هيئة البث "كان" جميع الجداول من حيث النشرة الإخباريّة المركزيّة على شاشة التلفزيون، التمثيل العام في البرامج الإذاعيّة على راديو "كان بيت" وتمثيل النساء من مجمل المتحدّثين العرب. "أخبار الأسبوع" هو البرنامج الرائد من حيث التمثيل، إذ تبلغ نسبة المتحدّثين العرب فيه الـ %10، بينما يحتل المرتبة الثانية برنامج "سيدر يوم" لكيرين نويبخ على "كان بيت". ويحتل المرتبة الثالثة البرنامج الإذاعيّ لرينو تسرور على "جالي تساهال" حيث تبلغ نسبة تمثيل العرب %9 وهو معطى استثنائيّ للإذاعة العسكريّة.
مقابل إنجازات "كان 11"، فإنّ نتائج البرامج الإخباريّة على القناة 13 كانت دون المستوى المطلوب: تحتل النشرة الإخباريّة المركزيّة على القناة 13 مرتبة متدنيّة ب %3.6. أمّا برامج أحداث الساعة التي تُبثّ بعد الظهر، فإنّ نسبة التمثيل العربي فيها لا تتعدّى %2!
كذلك لوحظ التمثيل المنقوص لدى برامج إخبارية كيشيت قناة 12 برنامج الخامسة مع رافي ريشيف وبرنامج الصباح الإخباري لنيف ريسكين لا يتعدى التمثيل هناك %1!
بهذا الصدد يشير عيدان رينغ مدير مشارك في قسم المجتمع المشترك، لجمعية سيكوي "هذه الإنجازات ليست وليدة الصدفة، إنّما نتاج عمل صحافيّ مهنيّ - جهود إعلاميين وإعلاميات يتحمّلون المسؤولية ويبذلون أقصى جهدهم لكسر جدار الإقصاء والتهميش وتحقيق تمثيل أكثر توازنًا".
وأضاف: "بناء على هذه النتائج ترى جمعية سيكوي أن الإهتمام والتمثيل المناسب للمواطن العربي في الإعلام العبري ممكن جدا ويحمل أهمية كبرى، لذلك تقع المسؤولية على المراسلين، مقدّمي البرامج، المنتجين والمحرّرين حيث من غير المعقول الاستمرار بتجاهل خُمس المواطنين، وعليه تدعوهم جمعية سيكوي الى الاستعانة بموقع A-LIST الذي يشمل العديد من المتحدثين/ات العرب المهنيين/ات كذلك بالامكان الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني، بالإضافة الى تجنيد كوادرإعلاميّة عربية والنزول الى الشارع العربي."
[email protected]
أضف تعليق