قطع المتظاهرون في لبنان الطرقات لأيام عدة للاحتجاج على الأوضاع المعيشية. قطع الطرقات استمر بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالة حكومته، وكذلك بعد كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون التي دعا فيها "للاتفاق مع من في الساحات لمحاربة الفساد".

بعض المتظاهرين الذين بقوا في الساحات يرفضون الخروج منها، وهم عمدوا اليوم الإثنين لإعادة إغلاق بعض الطرقات الحيوية، على الرغم من دعوة أكثر من زعيم سياسي إلى عدم قطع الطرقات، والتأكيد على الوقوف إلى جانب المتظاهرين في حق الاعتصام السلمي وإيصال صوتهم إلى أعلى مكان يمكن أن تصل إليه في السلطة.

الأوضاع هدأت لأقل من أسبوع، وعادت اليوم الإثنين، أول أيام الأسبوع، إلى الواجهة مع إصرارٍ قاطعٍ من بعض المتظاهرين على قطع الطرقات التي تعدّ الشريان الأساسي للتواصل، بهدف شلّ الحياة العامة في البلاد، وإجبار الدولة اللبنانية للامتثال للمطالب.

في صيدا جنوب لبنان، حاول محتجون إقفال المصارف في المدينة، وآخرون قطعوا جسر الرينغ في بيروت بعد انسحاب القوى الأمنية. في طرابلس أيضاً، المحتجون حاولوا اقتحام مصارف لمنعها من فتح أبوابها. قطع الطريق على المصارف كان من أولى مطالب المتظاهرين، دعوا إلى إغلاق المصارف والطرقات التي تؤدي إليها، ولكن ليس إلى قطع الطرقات.

اعتبر الكثيرون في لبنان أن قطع الطرقات هو إيذاء للمواطن وليس للطبقة السياسية، ودعا الكثيرون إلى عدم إغلاق الطرقات لأن إغلاقها "يضر بالمواطن اللبناني فقط" على حد قولهم، لكن عدداً ممن قطعوا الطرقات لم يستجيبوا، وبقوا على قرارهم.

اليوم عاد هاشتاغ #لا_لقطع_الطرقات الذي تصدّر في بعض أيام الأسبوع الفائت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، ليصبح "الترند" الأول في البلاد تزامناً مع بدء إغلاق المتظاهرين للطرقات صباحاً.

العديد من الفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل بعضها يظهر إشكالات بين المواطنين أنفسهم، أحد الفيديوهات انتشر بكشل كبير، وأظهر سيّدة أرادت المرور على حاجز قطعه المتظاهرون في خلدة (الطريق الذي يصل مدن صيدا وصور وباقي المناطق الجنوبية ببيروت) ومُنعت من ذلك، صرخت مستنجدة لأن امها في المستشفى، وحاولت فتح الطريق بيديها، لكن أحد قاطعي الطريق ويلقب "الملا عمر" رفض السماح لها بالمرور، وكل ذلك تحت أنظار عناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني.


فيديو آخر انتشر على مواقع التواصل لرجل يصرخ بأعلى صوته ووجعه، ويقول إنه يريد المرور ليجلب الدواء لزوجته المريضة بالسرطان، فردّ عليه أحد المتظاهرين "إنت على راسنا، وصرختك صرختنا"، وبعد أن تعاطف معه المتظاهرون، تمّ السماح له بالمرور.
المصدر : وسائل التواصل الاجتماعي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]