" خائنْ.. خائنْ.. خائنْ.." اسطوانة إيقاعها ثابت لا تزال تجول في ذهني " مثل الشريط (" Loop") بصوتِ مستوطنةٍ عنصرية تدعى " عنات كوهن "، شريط لا كلل فيه ولا ملل، تَطَفَل على مسمعِ أُذنتي جندي مُسرح ( يساري ) يدُعى " نداف فايمان "، وعلى مسامِع حضورٍ تألفَ من 22 إنسانًا، يحيط بهم نفر من جنودِ الاحتلال لحمايتهم- (" حمايتنا ").

مشهد تلقاه الحاضرون بصمتٍ ممتعض، رغم كل الانزعاج من هذه الاسطوانة التي فيها ما يفيض من " اللت والعجن" والشتم والتحقير، تمنيتُ لو أتتْ معجزةٌ من السماء تخرسها، حتى تنعم أذنتي بقليل من الهدوء.

وبين الحين والآخر كنتُ أنظر إلى نداف، انتظر متى سيفرغ صبره ويخرسها، أو يتهجم عليها كما يعتدي جنود الاحتلال على الفلسطينياتْ المنتظراتْ والمنتهكة حقوقهن على الحواجز، ولكن من تدربَ على القنص لديه كل أدوات الصبر.. وهكذا نداف، الجندي المُسرح، يعرف كيف يتقن الصمت، ويمتلك برودة الأعصاب، وكل ذلك تحت عنوان " كسرُ الصمتْ "، لجولة أصدر منعًا عسكريًا حتى تصمُتْ أو تُخرس!

جولة ليست كباقي الجولات.. بدأت بشهادة قناص سابق بجيش الاحتلال

أنْ تتجول في مدينة الخليل المحتلة، وبعيدًا عن متعةِ التسوق بين حوانيتها، تجربة فريدة لها خصوصيتها، وخاصة حين تكون زيارتك الأولى لهذه المدينة، فيكون ذهنك خصبًا لأن تحفظ ذاكرتك الصورة الحقيقية لمعنى الاحتلال، تلتقط بعينك المشاهد العنصرية ببث حي وملموس.
هذه الجولة التي تم اختتامها بدندنة صارخة كردٍ على التعامل العنصري الذي أُسقط علينا من قبل مجموعة عنصرية وحاقدة من المستوطنين الذين تفننوا بمضايقتنا منذ لحظة وصولنا، فكان الرد منا وبشكل عفوي، أن نختتم جولتنا بدندنة عفوية لأغنيتي " بكتب اسمك يا بلادي"، و" موطني"، حيث رافقها احاطة متأهبة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأنفار من قطعان المستوطنين، كان على رأس حملة التحريض ضدنا المستوطنة عنات كوهن وهي واحدة من مستوطني البلدة القديمة في الخليل، وأبرزهم عنصرية.

نظّم مركز إعلام جولة صحفية لمدينة الخليل قبل أسابيع، بمشاركة مع جمعية " كسر الصمت" (" שוברים שתיקה")، وهي منظمة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، تقوم بجمع شهادات من الجنود الذين خدموا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. الجولة تهدف للاطلاع على معاناة سكان الخليل العرب، وتعرضهم اليومي للانتهاكات الانسانية والحقوقية من قبل المستوطنين، واجحاف السُلطات الإسرائيلية والجيش بحقهم، مقابل الحفاظ على سلامة وأمن المستوطنين، جولة مليئة بالمفارقات، والصدمات، وعليك استيعاب كل ما يَمُر من حولك وتكون يقظًا لكل الحثالات التي تتقافز أمامك من المستوطنين.

*المفارقة الأولى، أن مرشد المجموعة من قبل الجمعية هو جندي مُسرح مثل غيره من الأعضاء المنتسبين إلى الجمعية، خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قضى خدمته العسكرية في منطقة الضفة الغربية وهو من جنود النُخبة، بالإضافة إلى كونه قناصًا ومستكشفًا.

بدأ نداف (33) عامًا حديثه بالتعريف عن نفسه، بعد دقائق من صعوده هو وزميله إلى الحافلة. حيث عرف عن نفسه ابنًا لعائلة " يسارية- ناشطة في حزب العمل" ولد وما زال يعيش في تل أبيب، وينتمي إلى عائلة عسكرية، من الجد الذي حارب " بحرب الاستقلال " ليصحح نفسه - النكبة كما تسمونها "، والده ضابطًا في الجيش، وأخويه سبقاه في تأدية الخدمة العسكرية، وجميعهم كانوا ضمن النُخبة. ليؤكد في حديثه، أنه ولد في بيتٍ أجوائه عسكرية، والجيش من المُسلمات فيه.

كانت الطريق طويلة من الناصرة نقطة الانطلاقة وصولاً إلى الخليل، لكن نفسيًا شعرت أن ثقل اللحظة التي بدأت بتعريف نداف بها عن نفسه، حيث استقل الحافلة معنا من تل أبيب، تساوي كل الفترة الزمنية التي شملت انطلاقة الجولة وحتى لحظة نهايتها.
كنتُ مصغيةً لنداف الذي حدثنا بما يمكنه الكشف عنه، فبدأ الحديث عن الفترة التي سبقت تجنيده، وهي عبارة عن فترة تدريبات، لمدة سنة ونصف، عند الانتهاء منها يكون المقبل على الخدمة العسكرية جاهزًا للدخول إلى وحدته، أو فرقته التي كانت عبارة عن 12 جنديًا، جميعهم تدربوا على القنص، والاقتحام والمعارك ومداهمة منازل الفلسطينيين، رافقهم حتى نهاية الخدمة العسكرية، ليؤكد مجددًا أنه من جنود النخبة، هو وأبناء عائلته.

قالوا لنا سنحارب جنودًا مصريين وسوريين، ولكن الواقع يختلف!

نداف الجندي وهو شخصية الراوي في كل الجولة، بدأ يسترسل بحديثه معنا: " قالوا لنا أننا سنحارب الجنود المصريين حين كنا نتدرب في الخدمة العسكرية، كنا نصوب نحو مجسمات كرتونية كتب عليها " جندي مصري" وأخرى كتب عليها " جندي سوري"، لقد فهمونا أن معركتنا عسكرية، ضد جنود من تلك الدولتين.

لقد تعلمت استخدام المنظار الحراري، وهو جهاز عسكري متطور، يمكن للجندي استكشاف أي خطر يجول حوله وهو منظار رؤية ليلية يعمل بتقنية الأشعة تحت الحمراء، من خلال الألوان والأرقام التي تظهر على شاشته، يحدد المسافة بينه وبين " العدو"، يميز إن كان يشكل خطرًا عليه أم لا، إن كان مزودًا بالسلاح، من حسب الألوان التي تظهر على شاشة المنظار. جهاز يقوم " بتعرية" كل مشبوه يمر من محيطهم إن صح الوصف.

حين انتهينا من التدريب وأصبحنا جاهزين لأول مهمة لنا كفرقة عسكرية، لم تكن على الحدود، إنما كانت مدينة جنين في الضفة الغربية، وليس على الحدود، وكان ذلك خلال الانتفاضة الثانية، هذه المهمة كانت أول تطبيق فعلي على أرض الواقع. المستهدفون هم الفلسطينيون العزل، المهمة كانت اقتحام أحد البيوت، الهدف ترهيب المواطنين. المهمة الأولى كانت عبارة عن مداهمة أحد المنازل، وحجز كل أفراد عائلته بغرفة واحدة لمدة يومين، ومنعهم من قضاء كل حوائجهم، والخروج من الغرفة، تحت الترهيب".

*المفارقة الثانية: كانت حين بدأ نداف- الجندي السابق في جيش الاحتلال، الذي خدم بالفترة الأكثر سوءًا على الفلسطينيين بالضفة والتي تزامنت مع حلول الانتفاضة الثانية، بالحديث عن ( الصحوة ) التي نمتْ في داخله، ولكنها لم تمنعه من الاستمرار من تأدية واجبه في الخدمة العسكرية. محاولة إبراز تأثره الإنساني أثناء تأديته للخدمة العسكرية، وتعاطفه مع الفلسطينيين، واستيعابه مع الوقت لخدعة المنظمة العسكرية الإسرائيلية للجنود، وعملية " غسل الدماغ " لم تكن ملموسة لنا نحن مجموعة المتلقين المكوّنة من صحفيين ومتدربين في الإعلام، لكوننا لم نتجاوز فكرة الجندي الذي تأنسن ( أصبح إنسان )، حتى لو خلع لباسه العسكري وبدله بالزيّ المدني".

" جيش الدفاع الإسرائيلي من أجل الدفاع وحماية المستوطنين"

في حديثه عن انصياع الجنود للأوامر الصادرة عن المسؤولين في الجيش، أكد أن الجيش الإسرائيلي قائم على حماية المستوطنين، وأن ثمة أكذوبة يتناولها المسؤولين تدعى " أمن دولة إسرائيل"، نافيًا هذه المقولة، ليؤكد مجددًا أن مهمة الجندي الإسرائيلي فقط حماية المستوطنين، بهدف التوسع في المستوطنات والاستيلاء على أملاك الفلسطينيين، وأن المسؤولين الكبار في الدولة يلوحون دائمًا بهذه المقولة من أجل شرعنة الاستيطان، عن أي أمنٍ نتحدث، ونحن لم نحارب أو نصل حتى إلى الحدود التي تفصلنا مع الدول المجاورة.
الجندي الإسرائيلي هو حجر متحرك بيد السُلطة، والتدريبات والمداهمات كانت دائمًا تنفذ على الفلسطينيين الأبرياء، فقط لخلق جو من الترهيب".

الحل ليس رفض الخدمة العسكرية..

*المفارقة الثالثة: كانت حين طرحت إحدى الشابات في المجموعة، سؤالاً على نداف، وسألته إن أصبح نادمًا على خدمته العسكرية، وإن عاد به الزمن من جديد سيعود إلى الجيش، الرد كان أنه سيعود لتأدية الخدمة العسكرية مجددًا، السبب الأول لأن الجيش أمر أساسي في البيت، وبعد نقاش مع الشابة، رد عليها: إذا كنت تعنين بالسؤال، حول تشجيع رفض الخدمة العسكرية، هذا الأمر غير مطروح، وهو غير مثمر، وليس دورنا أن تشجيع الرفض، وحتى لو قمنا بذلك، فهذا لا يعني أن الاحتلال سيتوقف، مستندًا في حديثه أنه كانت محاولة سابقة خلال الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان حيث كان خرجت أصوات منادية لرفض الخدمة العسكرية، إلا أن الحرب استمرت.

عين على الخليل.. وقبر جولدشتاين.. والقانون لحماية المستوطنين




*المفارقة الرابعة:
 حين بدأت الجولة عند قبر الإرهابي اليهودي باروخ جولدشتاين في مستوطنة كريات أربع التي بنيت على أراضي مدينة الخليل، كان على قبره مجموعة الأحجار التي وضعت على مسطحه ولها رمز ديني، ونقش على قبره عبارة دينية عبرية تقول أنه قد “قُتل أثناء تقديس الله”- ما يعني لمستوطني الخليل، أن " تقديس الله "، هو قتل المصلين!

في فبراير 1994، أطلق جولدشتاين النار على مصلين مسلمين في الحرم الإبراهيمي في الخليل، ما أسفر عن مقتل 29 فلسطينيا وجرح 125، وتم التغلب عليه وقتله، قبره أصبح مزارًا للمستوطنين الذين يرون به بطلاً قوميًا ودينيًا. وفي الوقت الذي عدنا به أدراجنا إلى الحافلة، مرت مستوطنة من جانب المجموعة وبدأت بتوثيق تواجدنا من خلال هاتفها، وتتصل بجهات مجهولة بالنسبة لدينا، لتشي له عن تواجدنا.

الاحتكاك أو ملامسة المستوطنين يعني الاعتداء عليهم

حين بدأ قطعان المستوطنين يلتفون من حولنا، بدأ نداف بتنبيه المجموعة، بالتعامل بعدم اكتراث للمستوطنين مهما بدر منهم، وعدم الاحتكاك معهم او الاقتراب منهم، لأنه في حال لامست يد أي أحد منا جسد المستوطن، فمصيره التحقيق.

مدينة الأشباح.. شارع الشهداء.. وما في شغل بالسوق!

كانت المحطة التالية، التجول في شارع الشهداء، وهو الشارع الرئيسي في المدينة، والخليل المدينة الفلسطينية الوحيدة في الضفة الغربية، التي أقيم في مركزها عدة مستوطنات، حيث يتم بناء المستوطنات على أراضٍ مجاورة للبلدات الفلسطينية التي تم مصادرتها من أصحابها، وجود المستوطنات الإسرائيلية بين الأحياء الفلسطينية في الخليل، دفع الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، العمل على فصل في استخدام سياسة الفصل العنصري بين المستوطنين وسكان الخليل، ومنع الفلسطينيين من التجول والسفر من خلال استخدام الشوارع والطرق المركزية في المدينة، وكل ذلك من أجل حماية المستوطنين الذين اختاروا الاستيطان في أحياء البلدة القديمة، وحتى تتم حمايتهم، صدر قرار في اغلاق شارع الشهداء وكل المحلات التي تتواجد بين طرفيه الأمر الذي أدى إلى هجرة التجار وسكان المنطقة، فتصبح الخليل مدينة الأشباح التي فتحت أبوابها للمستوطنين اليهود، بدلاً من أهلها وتجارها الفلسطينيين، حيث تعتبر قلب التجارة الفلسطينية، وهي أكبر المدن الفلسطينية مساحة وسكانًا.
وحسب إحصائيات عملتْ عليها الجمعية، على الأقل 1014 وحدة سكنية فلسطينية تتواجد في وسط الخليل والتي تشكل نحو 42% من المباني في المنطقة تركها أصحابها، و 65% من هذه المساكن الفارغة اضطر أصحابها لتركها خلال الانتفاضة الثانية، ونحو 1829 من المصالح الفلسطينية في وسط المدينة هي اليوم مغلقة، ونحو 1141 مصلحة تجارية من ضمنها أغلقت خلال الانتفاضة الثانية، ولا يقل عن 440 مصلحة تم إغلاقها بأمر عسكري!

محاطون " بحماية" جيش الاحتلال، يفتقد هيبته امام المستوطنين

*المفارقة الرابعة: خلال تجوالنا في شارع الشهداء، توجه إلينا جنديًا كان مناوبًا على أحد الحواجز الموزعة في مدينة الخليل، والتي تهدف بعرقلة حركة الفلسطينيين وتفتيشهم، وسأل نداف إن كان لديه تصريحًا من أجل القيام بهذه الجولة، وبعد التأكد من صحة التصريح، فوجئنا بدستة من جنود الاحتلال تأتي نحونا، من أجل (" حمايتنا ") وحماية من اختارا أن يكسرا صمتهما في هذه الجولة- نداف وزميله المتحدث بلسان الجمعية، من أي اعتداء يقوم به المستوطنين ضدهما بالأخص أو محاولة الاعتداء على أفراد المجموعة.
لم يكن أمر " الحماية " اختياريًا، كان إلزاميًا، أن تكون محاطًا بجيش الاحتلال، ليس قرار هين، لكنه أظهر هشاشة جيش الاحتلال أمام هيمنة وتسلط المستوطنين.

قطعان المستوطنين..

نعم، مستوطنو الخليل هم قطيع مبرمج، همجي، يستخدم العربدة لكونه يستند على قرار حكومي وعسكري لحمايتهم حتى لو كانوا ظالمين، هذا القطيع كان بقيادة العنصرية عنات كوهين التي كانت تحرض على وجودنا وتقوم باستفزاز كل المشاركين بالجولة، وكانت تعتمد ملامسة المشاركين حتى تدعي أنه تم الاعتداء عليها من قبل المجموعة التي اتخذ جميع من كان فيها الحيطة والحذر حتى يسلموا من افتراء المستوطنين الذين كانوا يقوموا بالشتم، والصراخ، وتلفيق الروايات، وتصوير وتوثيق الجولة، ومحاولة استدراج المشاركين إلى العنف، وهذا ما لم يتم.
الاتصالات التي كان يقوم بها المستوطنين إلى جهاتٍ ليست معلومة بالنسبة لنا، والذي كان يدفعهم للتجمهر حولنا، أتى بنتيجة ضغط على الجنود الذين وجدوا بالأساس ( لحماية ) المجموعة، وخشية من تفاقم اللحظة وعدم السيطرة عليها من قبلهم، تواصل قائد الكتيبة مع أحد الضباط المسؤولين الذي بدوره أصدر أمرًا عسكريًا مفاده إنهاء الجولة وعدم إتمامها، خوفًا على سلامة من اختارا كسر صمتهما، وربما خوفًا على أفراد المجموعة الذين اختاروا أن يتعاملوا ببرودة أعصاب مع المستوطنين، وهذا ما سارع باستفزازهم أكثر.

*المفارقة الأخيرة، في هذه الجولة، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي، أكدوا أنهم عبارة عن قافلة تسير وراء النباح، وأنهم وجدوا فقط لحماية المستوطنين، سواء كانوا معتدين أو ظالمين أو مفترين، حتى أن نفرًا منهم قال لعنات كوهين، لا تخافي أنا هنا لحمايتك، مهما فعلت بهم، لقد جئنا بأمر سينهي كل هذه الضجة، أنت فقط كوني مطمئنة، لا تنزعجي من أمرهم..

لم ننجح في تسجيل شهادات أهل الخليل، السكان الأصلانيين ولم ننجح في الالتقاء معهم بسبب الأمر العسكري الذي فرض علينا توقيف الجولة، لهذا لديّ شعور أن هذا التوثيق غير مكتمل بسبب عدم تسجيل توثيق لشهادات الفلسطينيين سكان الخليل.

مع ذلك كل هذه المشاهد التي استطعت وحاولت ترجمتها بين سطور هذه الكلمات، لا تصور شيئًا من حقيقة الأمر والأحداث التي مررنا بها، وعاشتها المجموعة، ولكنها تؤكد أن كسر الصمت لم يكسر قيود الاحتلال، ولا أي شخص خدم بالجيش يمكنه أن ينظف ضميره، في الوقت الذي يرفض دعم وتشجيع الخدمة العسكرية، ولن يحطم عنجهية المستوطنين، ويكسر القيد العسكري عن أرزاق الفلسطينيين وسكان الخليل، فلا تنادوا بكسر الصمت إن لم تكونوا حقًا مؤثرين.




 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]