يواصل الاف المحتجين التظاهر في انحاء مختلفة في لبنان منذ 11 يوم مطالبين بإسقاط الحكومة ومحاسبة "الفاسدين".

وقال المحلل السياسي الدكتور امجد شهاب ل بكرا ان الحراك الشعبي اللبناني فاجأ الجميع وخاصة اللبنانيين انفسهم وتتركز مطالب المحتجين على مطالب اقتصادية واجتماعية لهم ولأولادهم ولأول مرة نرى اللبنانيين يتظاهرون بجميع طوائفهم ويتفقون لأول مرة جميعا على أنهاء الفساد واستقالة جميع النخبة السياسية الحاكمة تحت شعار "كلن يعني كلن"

التغيير يبدو ممكنا

وأشار الى انه رغم حصول الحراك الشعبي دعم كامل من قبل الطبقة الفقيرة والوسطى ودعم أساتذة الجامعات والقضاة والاقتصاديين، الذين يستخدمون مواقعهم الوظيفية ويقفون إلى جانب المحتجين يفرض الطلبة على جامعاتهم تأجيل الامتحانات لكي يشاركوا في التظاهرات. التغيير من خلال الضغط يبدو ممكنا.

وقال شهاب بدون شك ان المواجهة بين الشارع والسلطة في ازدياد ، ولكن الخطورة تكمن في الانزلاق نحو مواجهات بين مؤيدي استمرار المنظومة الطائفية الحاكمة والشارع الذي يتمسك حتى الان بمطالبه التي تتجسد باستقالة الرؤساء الثلاثة "رئيس الجمهورية ميشيل عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء ورئيس البرلمان نبيه بري وحل البرلمان" والدعوة لانتخابات عامة ومحاسبة الفاسدين وتغيير النظام الطائفي ...الخ. ولكن بسبب موقف زعيم حزب الله الداعي الى الهدوء والرافض لتغيير الحكومة ورئيس الجمهورية والبرلمان قد يتسبب بتصدع الحراك الشعبي السلمي منذ اكثر من عشرة ايام .

صراع تكسير العظام

واعرب شهاب عن اعتقاده باننا نتجه نحو صراع تكسير العظام بين حزب الله وحزب الرئيس اللبناني التيار الحر وحركة امل التي يتزعمها نبيه بري من جهة والشارع اللبناني والتيارات السياسية الداعمة له من جهة أخرى واصرار الرئيس على البقاء في منصبه يبقي احتمال فشل الحراك الشعبي قائم بانتظار تحديد موقف الجيش اللبناني الذي قد ينحاز الى النخبة الحاكمة ويمنع المتظاهرين من اغلاق الطرقات والضغط على الحكومة فعامل الوقت واستمرار الاحتجاجات لأطول مدة بدون مواجهات بين المتظاهرين والجيش والمؤيدين لاستمرار المنظومة اساسي بنجاح الحراك.

تساؤلات كثيرة

فيما قال المحلل السياسي فضل طهبوب ل بكرا ان توقيت الثورة في لبنان يثير تساؤلات كثيرة هل هي حقا موقف تعبر عن موقف وطني مباشر من الشعب اللبناني ام هل هناك محرك اخر مشيرا الى انه حتى الان هناك تساؤلات حول المقصود من هذه الحركة , مضيفا ان استقالة الحريري تعني الشيء الكثير هل هي استجابة للناس او بتوجيهات خارجية.

ورأى ان موضوع لبنان معقد وهناك اطراف عديدة تلعب بالساحة اللبنانية والهدف هو اضعاف موقف حزب الله على اعتبار انه عامل أساسي في لبنان, مؤكدا ان مطالب الجماهير محقة تماما لان الوضع سيئ

وتقاسم الأموال ومصالح لبنان ما بين الطبقة السياسية واضح تماما كون كل طرف يستخدم موضوع الطائفية لتغطية اموره المالية والنهب وتقاسم المصالح .

الحاكم بامره

وأشار الى ان قضية الرئيس اللبناني وسهره باسيل حيث يتصرف الأخير كونه الحاكم بامره فهو الذي يريد إعادة اللاجئين الى سوريا وفرض الضرائب .. الخ هذه الأمور اصبحت لا تطاق , لذا أصبحت الطائفية غير مقبولة مما أدى الى رفض الجمهور لها.

وأشار طهبوب الى ان حركة الجماهير بدأت تبني خطة جديدة لبناء لبنان جديد موحد خارج الطائفية أي بمعنى اخر علماني يرفض التقسيم الفرنسي لنظام الحكم أي برلمان شيعي برئاسة مسيحية او وزارة سنية , لكن ليس من السهل إعطاء قانون ودستور جديد ينسف ما كان سابقا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]