بالرغم من عدم وجود احصائيات واضحة ودقيقة في المجتمع العربي تتعلق بالأطفال العرب الذين يعانون عسر لغوي الا ان الظاهرة أصبحت بارزة مؤخرا في العالم كله، من جانب اخر حتى اليوم لا زالت الأبحاث تعمل على إيجاد المسببات الأساسية التي تمنع الطفل من النطق بشكل سليم.

بروفسور إليانور صايغ-حدّاد، ورئيسة قسم اللّسانيَّات والأدب الإنجليزي في جامعة بار إيلان حدثت "بكرا" عن العسر اللغوي وكيفية التعامل مع الطفل والتوعية للأمر وقالت: ليس هناك أبحاث كثيرة حول العسر اللغوي في اللغة العربية بالأساس جميع الأبحاث حول هذا الموضوع تأتي من الغرب وحول اللغة الإنجليزية، نحن نتحدث عن نسبة 7-3.5% نسبة الأطفال الذين يصابون بالعسر اللغوي، وهو عبارة عن مشكلة في تطور اللغة لدى الطفل وليس لها أي علاقة بنسبة الذكاء لدى الطفل ولكن المشكلة الأساسية تكون بالنطق، حيث يصبح عمر الطالب ثلاثة وأربعة سنوات ولا زال لا يملك جمل جيدة للتعبير عن نفسه ويملك صعوبة في نطق مفردات معينة او اللفظ او تعلم اللغات.

مظاهر العسر اللغوي مختلفة وغير محددة حتى الان

وتابعت: الأسباب بالتحديد التي تسبب العسر اللغوي لدى الطفل غير واضحة او معروفة، هناك نظريات عديدة منها انه عادة يكون هناك إشكالية لدى الطفل في الذاكرة لا تمكنه وتمنعه من الاستفادة من المواد المحيطة به وبالتالي يجد صعوبة في تعلم اللغات، هو يسمع اللغات مثل أبناء جيله ولكنهم يملكون القدرة على معالجة اللغات بشكل اقوى، ولكن حتى الان نقوم بفحص الأسباب، وحتى مظاهر العسر اللغوي مختلفة وغير محددة حتى الان، مثال على ذلك الصعوبات في المجال الصرفي الى جانب صعوبات في مجالات أخرى.

ونوهت قائلة: بشكل عام هناك اشكاليتان الأولى هي التعرف على الطفل وتحديد العلاج، علينا ان نتأكد من ان الطفل يعاني من عسر لغوي بالتحديد وليس مشاكل أخرى مثل عسر تعليمي لأسباب أخرى، لذلك يكون أحيانا من الصعب تحديد العسر اللغوي لدى طفل معين، علما ان العسر اللغوي بكون بارز لدى الطفل الذي يعاني منه مقارنة مع الطفل الذي يعاني من عسر قراءة مثلا وليس لغة حيث لا يكون لديه مشاكل باللغة وانما القراءة، والمفروض ان يكون هناك خطط علاجية واستراتيجيات تدرس للطفل او الطالب تساعده بلفظ الكلمات بالشكل السليم، لان المفردات في الذاكرة تكون لديه مشكلة فيها ويفترض العمل مع الطفل على اخراج المفردات من الذاكرة والعمل مع الطفل ضمن خطة تتطرق لكل مجالات اللغة.

التوجه الى مختص على وجه السرعة

وختاما ذكرت: في العالم كله لا يوجد وعي لهذه الظاهرة وهناك حاجة للعمل على الموضوع ونحن في جامعة بار ايلان نقوم بأبحاث في هذا المجال ونشر الوعي لدى الأهالي والأطفال، انا انصح الاهل الذين يعتقدون ان احد ابناءهم يعاني من عسر لغوي ان يتوجه الى مختص او معالج بمجال اللغة حيث يعرف هؤلاء الأشخاص قدرات الطفل اللغوية في كل المراحل العمرية، ويستطيعون التحديد ما اذا كان الطفل يملك مشاكل في اللغة، هناك أطفال يتأخرون في الكلام وليس شرطا انهم يعانون من عسر لغوي، ولكن التوجه للمعالجين مهم وعدم اهمال الامر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]