مدينة القدس وخاصة البلدة القديمة لمن لا يعرفها فهي بالليل كمدينة اشباح لا ترى أحداً يسير في شوارعها بعد السادسة مساءً ولا تعرف السهر سوى في شهر رمضان في حين ان المدينة بالنهار تعج بالمواطنين والزوار رغم المضايقات الإسرائيلية.

ويروي حجازي الرشق رئيس لجنة تجار القدس أسباب اختناق القدس في النهار وحزنها بالليل بقوله ان المحال التجارية في مدينة القدس قبل الاحتلال كانت أبوابها تبقى مفتوحة حتى ساعات الليل يتخللها حركة تجارية نشطة , كان الوضع التجاري نوعا ما منتعش بشكل كبير.

ويشير الرشق الى ان هناك عدة عوامل أدت الى اضعاف الحركة التجارية في مدينة القدس أهمها وجود الاحتلال وممارساته على ارض الواقع, حيث عمد الاحتلال على عزل البلدة القديمة عن محطيها من خلال وضع ثكنات عسكرية على أبواب البلدة القديمة مما أدى الى نشر مخاوف لدى المواطنين والوصول الى البلدة القديمة وخاصة فئة الشباب والشابات خوفا من الاحتكاك مع قوات الاحتلال المتمركزة على الأبواب.

عامل أخر بحسب الرشق وهو بناء جدار الفصل العنصري من قبل الاحتلال حيث فصل القدس عن باقي مدن وقرى ومخيمات الوطن الفلسطيني بحيث أصبحت القدس عبارة عن سجن كبير لها عدة أبواب اطلق عليها اسم المعابر مثل معبر حزما وقلنديا والزيتونة ومعبر 300 ومعبر مخيم شعفاط. مشيرا الى ان هناك اسر فصلت عن بعضها البعض بحيث استقرت خارج الجدار.

وبين ان العامل الأخرى وهو ارتفاع تسعيرة المواصلات من والى القدس مما اضطرت العديد من العائلات التي تسكن خارج الجدار لتجنب الوصول الى المدينة المقدسة والتسوق من الاحياء المحيطة بها.

خطة مبرمجة

وذكر الرشق ان سماح إسرائيل بالترويج لخطة مبرمجة وممنهجة البناء في مناطق "ج" عمارات شاهقة والسكن فيها وبالتالي أصبحت هناك حركة تجارية فيها مثل مناطق العيزرية والرام وكفر عقب بحيث اصبح لديها اكتفاء ذاتي بعدم الوصول الى أسواق القدس.

عامل اخر طرحه رئيس لجنة التجار وهو ارتفاع الضرائب على المحال التجارية مما أدى الى اغلاق 354 محلا حتى الان في داخل البلدة القديمة بحيث انتقل نشاط أصحاب هذه المحال الى خارج الجدار تهربا من الضرائب الإسرائيلية.

هذا الوضع براي الرشق اثر بشكل كبير على الحركة التجارية في مدينة القدس بحيث أصبحت لا تعتاش الا على المواطنين من داخل الجدار حتى انهم وبسبب ممارسات الاحتلال من تحرير للمخالفات العشوائية في شارعي السلطان سليمان وصلاح الدين وعدم وجود مواقف حول البلدة القديمة اصبحوا يتوجهون الى الأماكن الأكثر امانا وارتياحا واقل تكلفة معربا عن اسفه لحدوث نزوح تجاري من القدس الى المجمعات والأسواق الإسرائيلية المحيطة بالمدينة.

جدار اقتصادي

القدس غير محاطة فقط بجدار الفصل العنصري بل بجدار اقتصادي كما يقول الرشق , هناك تجمعات تجارية حول القدس بدءا من كفار عتصيون حتى تل ابيوت والقطمون وشارع يافا والخان الأحمر وعطاروت وجميعها تتواجد فيها مراكز تسوق إسرائيلية مشيرا الى انه في الآونة الأخيرة جرى فتح مجمع في مستوطنة عطاروت (قلنديا سابقا) الذي شكل ضربة كبيرة للحركة التجارية في شمال القدس مثل الضاحية والرام وبيت حنينا وشعفاط.

ويؤكد الرشق انه سمع من مواطنين انهم لم يصلوا الى البلدة القديمة منذ عدة اشهر وعزا ذلك الى وجود اكتفاء ذاتي من المحال التجارية في مناطق شمال المدينة مؤكدا ان هذه الأوضاع اثرت بشكل كبير على المحال التجارية في شوارع القدس والبلدة القديمة بشكل خاص لذا تصبح المدينة بعد الساعة الرابعة مدينة اشباح, أسواقها خالية من المارة في حين ان بعض المحال تغلق أبوابها بعد صلاة العصر مستذكرا انه قبل الاحتلال عام 67 كان شارع صلاح الدين وهو الشارع الرئيسي في المدينة من ارقى الشوارع في المدينة في تجهيز العرائس والالبسة والاحذية الا انه للأسف الشديد اصبح الان سوق شعبي, مما دفع المواطنين المقدسيين للتوجه الى أسواق رام الله والخليل ونابلس.

وبين ان هناك أسواق مغلقة بالكامل مثل سوق الخواجات وسوق اللحامين والدباغة والحصر مما قلل من الحركة التجارية ووجود المتسوقين في البلدة القديمة.

ويرى الرشق ان هذا الوضع ناتج عن استخدام الاحتلال اساليب لتفريغ البلدة القديمة من سكانها ودفع التجار للرحيل وبالتالي عدم وصول القوة الشرائية اليها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]