أكدّ المحلل السياسي الفرنسي من أصول لبنانية، طارق زياد وهبي، انّ ما تشهده بلاده الأمّ هو ردة فعل على سياسات الحكومة الحالية.

وقال لـبكرا: ما يجري الان في لبنان هو ردة فعل مباشرة على الطروحات الاقتصادية للحكومة وفقاً للأوضاع الحياتية المزرية وأكثر ما يزيد الشق بين الحكومة والمواطنين هو عدم وجود حلول لازمة النزوح السوري التي تشكل ثقل اقتصادي كبير في الاقتصاد المحلي. الضربية على الاتصالات على الواتس أب كانت الشرارة التي أولعت الشارع وهذا بعد عدم الحضور الحكومي في عملية إطفاء الحرائق التي إلتهمت ملايين الأمتار المربعة دون أية خطة حقيقية ومدروسة. لبنان عاش ويعيش منذ سنوات ما يسمى الحرب ضد الفساد ولكن هذا المصطلح يوجه الى احزاب السلطة التي تدفع بأزلامها في الادارة وفئة كبيرة من الناس تعيش تحت مستوى الفقر.

وعن تداعيات الحراك، قال: من اهم تداعيات هذا الحراك هو الشق الاقتصادي اي هزة حقيقية لمستوى الليرة اللبنانية التي هي اصلاً مهددة من قبل سماسرة المال والبنوك امام الدولار الامريكي الذي إختفى فجأةً من السوق. هناك تداعيات أمنية وهنا قد تدخل فئة لتزعزع الأمن الداخلي عبر انفجارات او اغتيالات وقد تساعدها السلطة من حيث لا تدري باعتقالات رموز من المنظمين والمشاركين بهذا الحراك، الوضع جد حساس والأمور قد تفلت من يد السياسين ولكن في لبنان المركب على الطائفية الضغينة يستطيع ان يبقى بعض الضوابط لان الطبقة الحاكمة وخصوصاً الثنائي الشيعي : حزب الله وحركة أمل يحرك مناصرينه ومنتسبينه كما يرغبان ولذلك ان حصل انقلاب سيكون جزئي لأن الشركاء جميعاً لن يخسروا ولكن بعضهم سيُضحى بهم.

قوى الأمن

وحول تعامل قوى الأمن مع الاحتجاجات، قال: الجيش اللبناني والقوى الأمنية هي مستقلةنسبياً ولكنها خاضعة للسلطة السياسية الحالية التي هي من عيّنتها واليوم ما حصل بالتحديد على الطريق المؤدية الى القصر الجمهوري تم استحضار كتائب من القوة المجوقلة التى تحضر في العمليات المعقدة كما كانت مخابرات الجيش تعتقل كل من تشك انه من الفاعلين في هذا الحراك، أيضاً استعمال الغاز المسيل للدموع في امام القصر الحكومي وضرب المنتفضين تعدى المعقول وهذا أيضاً يدفع بعض أهل السلطة لوضع خطوط حمر كبيرة وعريضة، وتخطيها يعني ضرب قسم من شركاء السلطة.

وانهى حديثه: للأسف لبنان يمر بنفق مظلم لا يعرف اللبنانيون طوله ولا حتى ما بداخله، أعانهم الله عما ستكون خاتمة هذا الموضوع.

يشار إلى ان الدولة اللبنانية تشهد منذ أيام، احتجاجات واسعة وذلك ضد سياسة الحكومة وسوء الظروف المعيشية هناك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]