اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس، مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى المبارك، وأزالت خزانة الأحذية والقواطع الخشبية، واعتقلت خمسة شبان.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة "صفا" إن عناصر من شرطة الاحتلال اقتحمت صباحًا مصلى باب الرحمة، وفرغته من القواطع الخشبية وخزانة الأحذية.
وأوضح أن شرطة الاحتلال اعتقلت خمسة شبان من سكان الداخل المحتل، كانوا يتواجدون في المصلى، واقتادتهم إلى مخفر شرطة باب الأسباط بالقدس القديمة.
وأضاف أن اقتحام المصلى يأتي تزامنًا مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكر أن نحو 50 متطرفًا اقتحموا المسجد منذ الصباح، وسط تواجد للقوات الخاصة داخل ساحات المسجد وعند بواباته الخارجية، مشيرًا إلى أن الاقتحامات مستمرة في ظل الدعوات اليهودية المتطرفة لتكثيفها خلال فترة الأعياد اليهودية.
وفتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة الساعة السابعة والنصف صباحًا، ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في ساحات المسجد الأقصى وعند بواباته الخارجية.
وقال الكسواني: إن "هناك تحريض إسرائيلي واضح وبرنامج ممنهج لتغيير الواقع في الأقصى وفرض واقع جديد فيه بقوة السلاح".
ودعا إلى تكثيف شد الرحال للمسجد والرباط فيه من أجل الحفاظ على عروبته والتصدي للهجمة التي تمارسها أذرع الاحتلال المختلفة بهدف توفير الحماية للمتطرفين اليهود.
وأكد أن ما يجري لا يعطي شرعية للاقتحامات مهما كان هناك وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين، ولن يتم فرض أي واقع جديد بالمسجد الأقصى، ولن يغير من إسلاميته، ومن واجبنا كدائرة أوقاف رغم أن الاحتلال يحاول سحب البساط من تحت إدارتها وبسط السيطرة على المسجد.
وبين أن الصراع على الأقصى ليس صراعًا دينيًا فقط بل صراعًا سياديًا، يتطلب موقفًا عربيًا إسلاميًا لدعم صمود الأوقاف ورباطها وحفاظها على الأقصى في ظل الهجمة الإسرائيلية المتواصلة ضده.
ولا تزال شرطة الاحتلال تواصل فرض قيودها على دخول الفلسطينيين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل للمسجد الأقصى، وتدقق في هويات الشبان والنساء، وتحتجز بعضها عند البوابات.
وكانت منظمة يهودية متطرّفة حديثة التأسيس تسمّى "حركة شباب هار إيل"، يقوم عليها مجموعة من غلاة المستوطنين الشباب في الضفة الغربية المحتلّة، دعت إلى اقتحام واسع للمسجد الأقصى الخميس على مدار اليوم، وذلك في اليوم التالي لما يُسمى "يوم الغفران" بالتقويم العبري.
وشاركت في الدعوة لاقتحام الأقصى "منظمة العودة إلى جبل الهيكل"، وهي منظمة متطرفة يرأسها رفائيل موريس الذي حاول إدخال قرابين لذبحها في المسجد الأقصى في أبريل/نيسان 2016، وزوجته آفي موريس التي شتمت النبي عليه الصلاة والسلام أمام المرابطات على أبواب الأقصى في يوليو/تمّوز 2015.
واستبقت هاتان المنظمتان دعوتهما لاقتحام الأقصى بإرسال رسائل تحدٍ وتهديد لمرابطين ومرابطات من المدافعين عن الأقصى ودائمي الحضور فيه، كتبوا لهم فيها "نحن قادمون الخميس، نتمنى أن نراكم هناك".
وتعبّئ المنظمات اليهودية المتطرّفة المستوطنين لأداء طقوس تلمودية علنية جماعية في الأقصى، وتلاوة الترانيم الدينية والقومية بصوتٍ عالٍ، إضافة إلى التعرّض للفلسطينيين في عموم البلدة القديمة خلال الدخول والخروج.
ويتخلل تلك الاقتحامات تدنيس لحرمة الأقصى وأداء طقوسًا وصلوات تلمودية في باحاته، وتحديدًا في الجهة الشرقية منه، الأمر الذي يواجه بالتصدي من قبل الحراس والمصلين.
وشهد المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية والدعوات المتطرفة لاقتحامه خلال فترة الأعياد اليهودية، وسط قيود مشددة تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين.
[email protected]
أضف تعليق