اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلية، احتفالًا بما يسمى "عيد الغفران" اليهودي.
وفتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة الساعة السابعة والنصف صباحًا، ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة في ساحات المسجد الأقصى وعند بواباته الخارجية، وسط قيود مشددة فرضتها على دخول الفلسطينيين للمسجد.
وشددت شرطة الاحتلال مدينة القدس المحتلة من إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس المحتلة، وعززت تواجدها وانتشارها العسكري فيها، وأغلقت العديد من الشوارع والطرقات، والمدخل الغربي لبلدة العيسوية التي تتعرض بشكل متواصل لعمليات تنكيل من قبل سلطات الاحتلال، ما أدى لتعطيل حياة السكان.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن أكثر من 70 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى معظمهم يرتدون زيًا أبيضًا خاصًا بالعيد، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم من قبل مرشدين وحاخامات يهود.
وأوضحت أن شرطة الاحتلال أجبرت حراس الأقصى بالابتعاد عن المستوطنين خلال تلك الاقتحامات، لافتة إلى أن هذه الاقتحامات تخللها أداء طقوس ومحاولات لأداء صلوات تلمودية في المسجد.
وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل للمسجد الأقصى، ودققت في هويات الشبان والنساء، واحتجزت بعضها عند البوابات.
وفي سياق متصل، اقتحم أحد عناصر شرطة الاحتلال صباح اليوم مصلى باب الرحمة شرق الأقصى، ودنسه بحذائه، وشرع بتصوير المصلين بداخله، وكل زوايا المصلى.
وتأتي هذه الاقتحامات والممارسات الإسرائيلية، في ظل الدعوات المتطرفة التي أطلقتها ما تسمى "منظمات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية.
وكان 308 مستوطنين اقتحموا أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ومن بينهم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل، وعضو الكنيست المتطرف يهودا غليك، وذلك عشية "عيد الغفران".
وانتشرت قوات الاحتلال والضباط وأفراد الشرطة والمخابرات في ساحات الأقصى، طوال فترة الاقتحامات، كما رافقت مجموعات من القوات المقتحمين للمسجد.
ولاحقت مخابرات الاحتلال الصحفيين المقدسيين الذين تواجدوا بالأقصى، واستدعت الصحفيتين ميسة أبو غزالة وسندس عويس للتحقيق في مركز شرطة "القشلة" بالقدس القديمة بتهمة "الإخلال بالنظام العام بتصوير المستوطنين المقتحمين للأقصى، وأفرج عنهما بعد عدة ساعات.
وكان عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية محمد أبو الحمص قال إن قوات الاحتلال وضعت الكتل الإسمنتية على المدخل الغربي للبلدة، ما يؤدي إلى زيادة معاناة السكان خاصة طلاب الجامعات، ويضطرهم إلى سلوك طرق التفافية للوصول لجامعاتهم، ويسبب أزمات في شوارع البلدة.
وبين أبو الحمص أن الإغلاق يعتبر ضمن الإجراءات التعسفية التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد سكانها، ويثبت أن الفلسطينيين موجودين، ويعيقوا حركتهم بمناسباتهم الدينية.
وأضاف أن الإجراء يفرض على الفلسطينيين مشاركتهم بأعيادهم، ويؤكد أن مدينة القدس منفصلة وليست موحدة كما يدعون، والدليل على ذلك وجود المكعبات عند مداخل القرى الفلسطينية.
وصعد المستوطنون وعناصر شرطة الاحتلال في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، والاعتداء على رواده وحراسه، وإبعاد العشرات منهم عن المسجد لفترات متفاوتة.
[email protected]
أضف تعليق