للسنة الثانية على التوالي تتعاطى مؤسسة "مفعال هبايس" مع مشروع المسرح على أنه مشروع متميز في المجتمع العربي. وفي إطار المهرجان المقبل، تُقام ابتداء من هذا الشهر وحتى نهاية ديسمبر كانون الأول القادم عشرات العروض في (34) بلدة عربية، وهي عروض غنية ومتنوعة المضامين، منها ما هو ملائم للأطفال، وبعضها ملائم لجميع أفراد الأسرة، بل ويمكن مشاهدة عروض تتناسب مع أهواء عشّاق مسرح "الفرينج".
وكما ذُكر، تقام العروض في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الناصرة وراهط وطرعان والبعنة والطيبة وأبو غوش، وغيرها، مع الإشارة الى ان الدخول الى قسم من العروض سيكون مجانياً، بينما يكون بسعر رمزي الى قسم آخر منها.
وصرحت دولين ميلنيك، مديرة الشعبة الثقافية في مؤسسة مفعال هبايس، بأن المؤسسة ترى في المسرح الذي أقيم بمبادرة منها ابتداء من العام الماضي – مشروعاً طليعياً ورائداً من ناحية تيسير ومناليّة المسرح الناطق باللغة العربية من أجل تحبيبه وتقريبه أكثر فأكثر للمواطنين العرب بجميع فئاتهم وبلداتهم. ولهذا السبب سيُتاح الدخول الى قسم كبير من العروض مجاناً. وتكمن الفكرة في عدم اقتصار العروض على بلدات كبيرة مثل الناصرة، بل عرضها أيضاً في بلدات أبعد وأصغر مثل جث يانوح، أو جسر الزرقاء، وتمكين سكانها أيضاً من الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية المميزة باللغة العربية.
وقد نشأت فكرة المشروع بعد سلسلة طويلة من المشاورات وعصف الدماغ والتمعّن بين مؤسسة مفعال هبايس والمؤسسات المسرحية ورجالات المسرح في المجتمع العربي، ونشأ المشروع لأن مفعال هبايس اكتشفت وجود حاجة لدفع وتشجيع المسرح العربي لكونه لا يحظى بالانكشاف والظهور الذي يستحقه، ولا يتيسّر بالشكل البارز لدى المواطنين العرب. ومن جهة أخرى، فان الجمهور العربي أيضاً يشعر بهذا النقص ولا يستطيع الاستمتاع بعروض منصوصة بلغته. وعن ذلك قالت المديرة دولين ميلنك:" هكذا أدركنا بالفعل حاجتنا كمؤسسة رائدة الى تيسير وتوفير عالم المسرح العربي لكي يصل بشكل مباشر الى الجمهور العربي. وفي أعقاب جميع هذه الجهود يسعدنا أن نقول إننا في هذا العام أيضاً ندعم المسرح العربي وقد أفلحنا في إعداد قرابة (80) عرضاً للصغار والكبار – على حد سواء – من أجل تحقيق المتعة للجماهير في (34) بلدة مختلفة".
وشملت اللجنة الفنية للمشروع كلاً من د. كرمة زعبي، وهي محاضرة في موضوع الدراما والمسرح ، والسيد عدنان طرابشة، وهو ممثل وكاتب سيناريو ومخرج مسرحي، والسيد شادي سرور، وهو ممثل ومخرج رائد في مجاله.
وصرح الممثل والمخرج شادي سرور، عضو اللجنة الفنية التي اختارت العروض، بأن " المسرح العربي في البلاد يعاني من إشكاليات في التمويل والدعم المناسبين، ولهذا السبب فانه لا يجسّد ولا يُظهر الطاقات الكامنة فيه، ولا يتمكن من التواصل مع قطاعات واسعة من الجماهير، كما لا تتوفر لدينا أية مؤسسة مسرحية أو منبر مركزي في هذا الإطار. وبالمقابل، يتوفر في الوسط الإسرائيلي – اليهودي عدد كبير من المؤسسات الفنية والمسرحية التي تحظى بدعم سنوي يتراوح ما بين 20-40 مليون شيكل على مدى سنوات، وهذا الأمر معدوم في المجتمع العربي. وهنالك شعور حقيقي بأن من واجب الممثلين العرب الكفاح والنضال للحصول على الميزانيات اللازمة لهم، لأن هذا هو السبيل الوحيد من أجل استمرار بقائنا. ولعل كل فرصة تتاح لنا، إنما هي فرصة مباركة، ولذا فان خطوة مفعال هبايس في إقامة "مهرجان المسرح" هي خطوة بالغة الأهمية، لأن هذا المهرجان يساعد ويدعم المؤسسات المسرحية، وينجح رويداً رويداً في جلب المسرح العربي النوعي الى مناطق لم يسبق أن جاء إليها والى مواطنيها الذين ينتظرونه بشوق ظاهر".
وأضاف الفنان سرور أنه و زملاءه الأعضاء في اللجنة الفنية قد اختاروا العروض استناداً الى شروط نوعية تصب في مصلحة جمهور المشاهدين" وبالإضافة الى ذلك حرصنا على ان تحظى العروض بالمنصة والمنبر اللائقين، على غرار أي عرض جيد، إن كان ذلك من ناحية الإضاءة أو الصوت أو الأدوات المسرحية" - كما قال، مشيراً الى ان التشديد هو على الجودة لأن الهدف النهائي لا يتلخص فقط بالظهور والعرض مرة واحدة أمام الجمهور، بل كذلك غرس محبة المسرح في نفوس الجماهير، بحيث يتشوقون للعودة المرة تلو المرة لمشاهدة عروض باللغة العربية حتى خارج اطار "مهرجان مسرحنا".
وفي إطار عملها طوال سنوات في مجلس الثقافة والفن التابع لمؤسسة مفعال هبايس – تشدّد السيدة ميلنيك على ان الفن والثقافة في المجتمع العربي أصبحا جزءاً لا يتجزأ من المشاريع المختلفة التي تدعمها المؤسسة، ومن بينها عدة مشاريع مستمدة من عالم الأدب والموسيقى وتصميم الأزياء والفن التشكيلي. وأحد أبرز المشاريع هو مشروع "منصات بايس المسرحية" ("بيموت بايس") الذي أصبح في السنوات الأخيرة مشروعاً غنياً، يشارك فيه خيرة المغنين والمغنيات من المجتمع العربي. وفي إطار هذا المشروع تحظى (70) بلدة هذه السنة بالاستمتاع بالعروض الغنائية لخيرة الفنانين العرب متبعين أساليب موسيقية متعددة ومتنوعة، ومن بين هؤلاء الفنانين: هيثم خلايلة، أمير دندن، لينا مخول،رولى عازر،فرقة "دوزنلي"، اياد طنوس، فرقة أيوب، وكوكبة أخرى من الفنانين المبدعين.
وبالإضافة الى ذلك، فان عالم الأدب العربي يحظى أيضاً بدعم من مؤسسة "مفعال هبايس"منذ سنوات، مع التركيز على كتب أدب الأطفال. ولقد أنشأت المؤسسة "دفيئة أدبية" باللغة العربية بالشراكة مع مركز الكتاب والمكتبات في إسرائيل. وفي هذا الإطار تقام ورشات نظرية وعملية وترجمة. كذلك تتم استضافة أدباء ورسامين بارزين من خارج البلاد، يقدمون دروساً في الاثراء الفني.
كذلك، يحظى أدب الأطفال بالدعم بأشكال مختلفة، تشمل ترجمة الكتب والكتابة الإبداعية. ونذكر على سبيل المثال دعم "دار الحاصباني" للنشر، التي تصدر مؤلفات في أدب الأطفال الكلاسيكي، المترجمة الى اللغة العربية، والتي تشدد على تطوير الخيال والمساواة الجندرية (بين الجنسين) وعلى تطوير اللغة. وفي مجال الكتابة الإبداعية يدعم مجلس "هبايس" معهد النقب " أجيك" من أجل تشجيع الكتابة باللغة العربية في أوساط الأطفال في القرى البدوية. ولعل المشروع البارز الآخر الصادر عن مؤسسة مفعال هبايس هو مشروع دعم الكتالوغات والمعارض الخاصة بالفنانين العرب. ومنذ العام 2010 وحتى السنة الأخيرة يقوم المجلس بالدعم الثابت لإصدار الكتالوغات وتنظيم المعارض للفنانين العرب، ومن بينهم رامي طريف، فاطمة شنان، المرحوم عصام أبو شقرة، أميرة زيان، كرم ناطور، فؤاد اغبارية، بشير مخول، حنان ارملي حداد، وغيرهم.
وتلخيصاً لهذا الموضوع، صرحت المديرة ميلنيك بأن "عالم الفن والثقافة، عالم واسع، وتحاول مؤسسة مفعال هبايس، على الدوام، إيجاد مؤسسات وهيئات مختلفة تبحث عن مصدر للدعم من أجل تشجيع وتيسير المتعة والفائدة لعموم المواطنين. وفي العام الماضي بدأنا بتقديم الدعم للمسرح العربي بمهرجان "مسرحنا"، وعلى ضوء النجاح الذي تحقق، فاننا مستمرون في هذا العام أيضاً، آملين ان يجلب المشروع المتعة المميزة والمشاهدة المشوقة: للممثلين على حلبة المسرح، وكذلك، للمشاهدين المتفرجين الذين يأتون لمتابعة عروضهم".
(لمتابعة مواعيد العروض وتصنيفها في إطار "مهرجان مسرحنا" يُرجى الدخول الى موقع مفعال هبايس:
https://culture.pais.co.il/StageArt/Pages/Arab_Theater_2019.aspx
ولمتابعة المشاريع المختلفة لمجلس الثقافة والفنون التابع لمؤسسة مفعال هبايس يُرجى الدخول الى موقع المجلس:
https://culture.pais.co.il/Pages/default.aspx
[email protected]
أضف تعليق