يرى بعض الناشطون والقياديون في المجتمع العربي ان قرار التجمع بعدم التوصية على غانتس كرئيس حكومة شأنه شأن باقي أعضاء المشتركة مما فتح المجال امام نتنياهو ليشكل حكومة، خطوة خاطئة كما طالبوا التجمع بتفسير النضال والتغيير الذي وعد به ضمن المشتركة وسيقوم به من الكنيست في الوقت الذي برز فيه شرخ بينه وبين مركبات المشتركة بما يتعلق بموضوع التوصية على غانتس واسقاط نتنياهو.

موقف التجمع الناشز قد يكون شكل فارقاً عددياً ولكنة لم يؤثر كثيرا على قرار ريڤلين النهائي

الناشطة النسوية والسياسية سماح سلايمة رأت ان الموقف الأيديولوجي للتجمع متوقع ومعروف ولَم يفاجئ أحد، وتابعت: انا على قناعة ايضا ان معظم أعضاء الكنيست من الاحزاب الاخرى يوافقون التجمع ان غانتس ليس بأفضل من غيره للشعب الفلسطيني وماضيه ليس براقاً ومشعاً بالسلام، ميزته الوحيدة انه ليس نتنياهو حالياً.
وشرحت: المزعج بموقف التجمع هو الاستعلاء الايديولوجي الوطني على باقي الاحزاب، وكأن أعضاء التجمع قوامون على موازين الانتماء الوطني وأدرى بمصلحة العامة للناخبين. هذا النهج المخالف بهذه الطريقة لقرار المجموعة وقرار المشتركة ايّام قليلة بعد الانتخابات والتي عملت جميع الكوادر فيها يداً بيد وأنقذت المقعد الثالث عشر من براثين اليمين المتطرف، لصالح التجمع أعطت وهم معين للجمهور ان الاحزاب، خاصة التجمع ربما تعلموا درسا في التعاون وتنسيق المواقف والتنازل في سبيل الوحدة. رغم ان ما حدث متوقع، فان هناك حالة احتقان وغضب ضد التجمع حالياً وعتب على الموقف المخالف الأغلبية.
وتابعت: انا أدرك تماما المكاسب الحالية للتجمعين الباحثين عن قيادة جديدة للحزب المتقلص وان هذا الموقف قد يعزز الحزب، ولكن للمدى البعيد سوف يذكر الناخب ما حدث، يعاقب ويحاسب كما اثبت لنا الجمهور خلال الأشهر الأخيرة. من المهم ان اذكر هنا، ان البعض يلوم التجمع ان رئيس الدولة ألقى مهمة تركيب الحكومة على نتنياهو بسبب فارق صوت واحد (وللتجمع ثلاث أعضاء) اعتقد ان موقف التجمع الناشز قد يكون شكل فارقاً عددياً ولكنة لم يؤثر كثيرا على قرار ريڤلين النهائي.
ونوهت قائلة: كنّا نتوقع حكومة احتمال الوحدة بين غانتس ونتنياهو، ولأسباب كثيره لم يحظ غانتس بالتفويض. فعلينا ان نضع التجمع في حجمه الطبيعي، ولا نحمله أكثر مما يستحق. وكذلك على القائمة المشتركة ان تضع الأمور في نصابها، وعدم المغالاة بالقوة السياسية الحالية التي تملكها المشتركة التي وعدت الجمهور انها ستعلب دورا مفصلياً في إسقاط نتنياهو وحكومته، ونزلت الملعب اثناء وجود ثلاثة لاعبين ما زالوا مترددين في غرفة الملابس، رافضين القميص الأبيض مع علامة المشتركة الملونة بالألوان الأربعة واختاروا مجددا التفرد مع اللون البرتقالي.

موقف التجمع به الكثير من ازدواجية المعايير، لا يعقل ان تدخل بركة الماء وانت لا تريد ان تتبلل

الناشط الاجتماعي والسياسي إيهاب جبارين قال بدوره: بداية وجب التنويه أن عشوائية المرحلة الانتخابية للقائمة المشتركة استمر وجودها ما بعد الانتخابات، هنالك خطوط حمراء مركزية بمثابة خارطة طريق للقائمة، للكتلة، وللحزب، وما الى ذلك.. التوصية على رئيس حكومة من عدمه هو أحد الخطوط الحمراء التي لابد الا وان تتكتف حوله جميع محاور ومكونات المشتركة بأقطابها الأربعة، لا مكان للأغلبية من عدمه في هذا المضمار تحديدا بل هو امر بحاجة لأجماع، ومن لا يتوافق مع هذا الأجماع فأما له او الاستقالة، او ان يفرض رأيه على الأغلبية. هذه البلبلة في عدم التوافق على رأي سديد واحد من شأنها أن تترجم بشكل سلبي امام الرأي العام في الشارع العربي من جهة ومدى جدية تعامل الكتل البرلمانية الأخرى مع القائمة المشتركة، المراهقة السياسية ما زالت هي سيدة الموقف.
وأضاف: أما بالنسبة لموقف التجمع تحديدا، بداية وجب الإشارة ان التوصية لا تكون بمفهوم " خلوني العب معكم" فحتى اللحظة لم نسمع رأي كحول لافان حول الشروط التي وضعتها المشتركة للتوصية عليه، سوى بعض التسريبات الغير رسمية من المعسكر الأخر، فلم نرى اي مفاوضات، واضف ان استنكار كحول لافان للتوصية أضعفها.
وختاما: مع ذلك موقف التجمع به الكثير من ازدواجية المعايير، فلا يعقل ان تدخل بركة الماء وانت لا تريد ان تتبلل، موقفهم هو اشبه بل اشرس من موقف انداد الأمس من المقاطعين، اذا كان هذا رأي التجمع بمفهوم اللعبة السياسية والأسرلة وما الى ذلك فهو اقرب منه للمقاطعة من المشاركة في العملية الانتخابية، بل استغرب وجوده في داخل حيز المشتركة والمعترك البرلماني، بات واضحا الاستقطاب في معسكرات التجمع، فليس سرا ان الكثير من كوادره قاطعت الانتخابات، ومع موقف كهذا اظن ان معسكر مقاطعة الانتخابات لربما سيطغى في السنوات المقبلة.

الإصرار على سحب أعضائهم من التوصية، بعد ان أوكلوا المشتركة بالتوصية هو امر غريب وخطير

القيادي محمد دراوشة قال بدوره ل "بكرا": اولاً ما قام به التجمع من التعبير عن موقفه في داخل المشتركة، والاعتراض على القرار للتوصية على تكليف بيني غانتس لتشكيل الحكومة هو امر متوقع، ومشروع، ويتماشى مع مواقفه ومواقف شرائح اخرى في مجتمعنا. كذلك الأمر بالنسبة للتصويت ضد القرار في داخل المشتركة وإصدار البيان الإعلامي الذي يوضح موقفهم للجمهور بشكل علني.

وتابع: لكن، عدم احترامهم لآلية اتخاذ القرارات بالأغلبية، والإصرار على سحب أعضائهم من التوصية، بعد ان أوكلوا المشتركة بالتوصية هو امر غريب وخطير. لأنهم بذلك تصرفوا كحزب، وكسروا آلية اتخاذ القرار المنطقية الوحيدة القادرة على إدارة عمل المشتركة مستقبلاً. لا يمكن اتخاذ قرارات عندما يحفظ بكل مركب الانسحاب من قرار الأغلبية، وعدم الاكتراث به، والتصرف بانفرادية وكأن رأي الغالبية غير مهم، او غير ملزم للمجموعة ككل.
واختتم قائلا: بهذه الطريقة لن تتمكن المشتركة انجاز أي مهمة حقيقية في المستقبل، ويجب عليهم التفكير، هل هم مع إرادة الشعب بأن تكون هناك مواقف مشتركة، أم ان كل فصيل حر بمواقفه. إذا كانت هنالك حرية التصرف بعد قرار الأغلبية، فهذا سيخلق فوضى عارمة، ومهازل مخجلة، تضع كل المشتركة أمام امتحان ثقة الجمهور.

بين مواقف التجمع التي احترمها ونفتخر بها معظم الوقت وبين العمل البرلماني هناك اشكال

د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم عقب بدوره قائلا: طبيعي جدا ان التجمع وهو التيار القومي في البلاد جزء من تحالف لتركيب القائمة المشتركة له دوره في العمل الوطني والعمل من اجل جماهيرنا في الداخل ولكنه اليوم جزء من جسم أكبر وقد وعدوا جماهيرنا بقضيتين أساسيتين الأولى هي اسقاط نتنياهو والثانية هي تأثير أكثر، حبذا لو يقول لنا التجمع اليوم كيف بعد ان امتنع عن توصية غانتس سيؤثر اكثر ويسقط نتنياهو اذا لم نبحث عن بديل والبديل هو غانتس ماذا علينا ان نفعل، مؤسف ان الاخوة في التجمع يرون ابيض واسود بينما في النشاط البرلماني لا يوجد ابيض واسود.
وتابع: الجماهير التي صوتت للقائمة المشتركة أرسلت 13 عضوا منهم ثلاثة أعضاء من التجمع من اجل تغيير السياسة الموجهة ضد العرب وخاصة في قضايا العنف وقضية هدم البيوت وقضايا أخرى، كيف سنكمل بدون ان نكون مؤثرين في البرلمان، ما ينقص هو النضال الشعبي ممكن ان يتميز به التجمع وليس العمل البرلماني ولكن نحن ارسلنا 13 عضوا من اجل ان يؤثروا.
ونوه: بين مواقف التجمع التي احترمها ونفتخر بها معظم الوقت وبين العمل البرلماني هناك اشكال، حيث ان عضو البرلمان يقسم يمين الولاء لإسرائيل وقوانينها، البرلمان هو في النهاية لصد قوانين وبناء تحالفات وعقد صفقات سياسية أيضا والتجمع بعيد عن ذلك، ويجب ان يشرح عن نشاطه في الكنيست وحبذا لو شرح ذلك قبل ان يدخل كيف سيعمل في الكنيست الإسرائيلي الصهيوني.

الهدف كان اسقاط نتنياهو

في حين اكد سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ووكيل القائمة المشتركة منصور دهامشة ان التوصية على غانتس كان الهدف منها اسقاط بنيامين نتنياهو وهذا موقف غالبية مركبات المشتركة وما تعمل عليه وتابع ل "بكرا": لم ولن نتراجع عن هذا الموقف، وعدنا جمهورنا وشعبنا ان نؤثر في السياسة الإسرائيلية ونقوم بإسقاط نتنياهو وهذا ما قمنا به بالأمس حين قمنا بالتوصية على غانتس من اجل ان يسقط نتنياهو، ولو كان أي شيء غير ذلك لما وصينا بغانتس ولا غيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]